ارتفع حجم تداول العقود الآجلة للتفاح التي أطلقتها بورصة تشنغتشو الصينية للسلع في ديسمبر/ كانون الأول بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، وخلال تعاملات الخامس عشر من مايو/ أيار بلغ 4.6 مليون عقد، ما يمثل 46 مليون طن متري من هذه الفاكهة، أو حوالي نصف المحصول السنوي للعالم أجمع، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
قد يبدو ذلك نوعًا من الجنون، لكنه في الواقع نمط عهدته الأسواق الصينية، ففي التاسع من مارس/ آذار 2016 قفزت أسعار خام الحديد المستورد بنسبة 26% خلال يوم، وسرعان ما ارتفعت أحجام التداول اليومية للعقود في بورصة داليان إلى ما يعادل ثلاثة أرباع واردات البلاد السنوية.
وبعد شهر من هذه الواقعة، شهدت بورصة تشنغتشو تداول عقود تعادل ما يكفي من القطن لصنع 9 مليارات بنطال من الجينز، وهو ما يكفي بطبيعة الحال لكسوة جميع سكان العالم وأكثر.
بعد جلسة التداول المجنون لعقود خام الحديد في بورصة داليان قبل عامين تراجعت الأسعار بعض الشيء ولم تظهر المسيرة الصعودية قوية، لكن المتداول الذي اشترى العقود الآجلة تسليم فبراير/ شباط 2017 عند سعر الإغلاق في ذلك اليوم وهو 357 يوانًا للطن، تمكن من مضاعفة أمواله (حال احتفظ بالعقود حتى تاريخ الاستحقاق).
إنه نفس الأمر الذي حدث خلال تداولات القطن في الثاني والعشرين من أبريل/ نيسان 2016، حيث تراجعت الأسعار قليلًا عن مستوى الإغلاق الذي بلغ 12985 يوانًا للطن، لكن خلال العامين التاليين لهذا التاريخ بلغ متوسطها 15138 يوانًا للطن، أي أعلى بنسبة 17% تقريبًا.
لا ينبغي اعتبار ذلك أمرًا مفاجئًا، فالسيولة هي صديق حميم وليست عدوا للأسواق المالية، وبالنظر إلى الإغراء الذي شكله ارتفاع عقود التفاح الآجلة في الصين بنسبة 27% على مدار الشهر الماضي، فإنه يبدو كدعوة للتحرك بعيدًا عن الواقع والخضوع لقوة السوق.
وتجدر الإشارة إلى أن سوق التفاح الصيني في تخمة بعد سنوات من الاستثمار المفرط، كما أن المخزون الجيد بما يكفي لتسليمه مقابل عقود تشنغتشو محدود، وقد تكون التحركات المتواضعة هي الأكثر حكمة الآن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}