في عصر التكنولوجيا الجديد، تتنوع وسائل التواصل الاجتماعي عبر تطبيقات جوال وحواسب لوحية وأجهزة أخرى، ولم يقتصر الأمر على الحياة الشخصية فحسب، بل تطرق أيضا إلى أماكن العمل.
وفي ظل تزايد الوسائل الرقمية في الشركات والأنشطة التجارية والبنوك، تساءل تقرير نشرته "الإيكونوميست" عما تسببه هذه الوسائل من أضرار على إنتاجية العمالة.
ضعف الإنتاجية
تعج الشركات والمؤسسات الإدارية والتجارية بآلات وأجهزة حديثة كالجوال لا تقل عن وسائل قديمة كآلة "التليجراف" و"الهواتف الثابتة" من حيث تسببها في إلهاء الموظفين عن العمل.
رغم ذلك، فإن الوسائل الحديثة يزداد ضررها عند المقارنة بمدى الأوقات التي تستخدم فيها حيث أن وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر بصورة كبيرة في مكاتب العمل وسط محادثات بين الموظفين بعضهم البعض أو مع غيرهم من خارج الشركة.
وبشكل واضح، تؤثر وسائل الإلهاء الرقمية على أداء الموظفين بشكل سلبي، وذكر أحد مسؤولي بنك إنجلترا أن هناك الكثير من الإشارات التي تدل على أن هذه التقنيات تضر بنمو الإنتاجية.
بحسب دراسات، يستخدم الموظفون جوالاتهم مرة واحدة على الأقل كل سبعة دقائق كما أن أداء المهام الوظيفية أثناء استقبال بريد إلكتروني أو مكالمات هاتفية يقلل من مستوى الذكاء لدى العامل بحوالي عشر نقاط.
يرى خبراء أن هذا الأمر ربما يكون السبب وراء تباطؤ نمو الإنتاجية في الاقتصادات المتقدمة حيث أنهم ربطوا بين استخدامات العاملين للتكنولوجيا الرقمية من جوالات وحواسب وعدم تنفيذ المهام الوظيفية بالشكل الأمثل وزيادة أخطائهم وضعف أداهم بوجه عام.
فوائد رغم الأضرار
تساعد تكنولوجيا المعلومات الموظفين بطرق مختلفة، فهي تسرع من التواصل والاتصال بالآخرين وتتيح مشاركة الوثائق والمعلومات عن بعد مقارنة بالماضي.
في أواخر التسعينيات من القرن الماضي وأوائل الألفية الجديدة – مع ظهور البريد الإلكتروني وقواعد البيانات الرقمية وانتشار الإنترنت – زادت إنتاجية العمالة في العديد من الدول المتقدمة.
مع منتصف العقد الأولى من الألفية الجديدة، تباطأ نمو إنتاجية الموظفين مع التحديثات التي طرأت على التكنولوجيا والوسائل الرقمية.
لا تتناسب فكرة تحسين الأداء في الأنشطة الاقتصادية المختلفة مع وسائل التكنولوجيا الرقمية التي تلهي الموظفين عن عملهم ووصفها البعض بأنها المسبب الرئيسي لضعف الإنتاجية.
على مدار العقد الماضي، كانت بيانات نمو إنتاجية العمالة في قطاعي التصنيع والبناء في المملكة المتحدة مخيبة للآمال وارتبط ذلك بشكل كبير بعدم الجدية في العمل بسبب صرف انتباه الموظفين تجاه وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
في الولايات المتحدة، تشهد قطاعات كالرعاية الصحية والتعليم انخفاضا في إنتاجية العمالة، ومن ثم، تساءل محللون: "هل التكنولوجيا الرقمية هي الحلقة المفقودة وراء ضعف إنتاجية الموظفين؟
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}