رغم تراجع حدتها في الآونة الأخيرة، إلا أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تزال تثير قلق الأسواق حيث اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" فرض رسوم بعشرات المليارات من الدولارات على واردات من سلع صينية، عازية ذلك إلى ممارسات بكين وخرق حقوق الملكية الفكرية لشركات تكنولوجية أمريكية.
وتتزايد التنافسية بين شركات القطاع التكنولوجي في كل من أمريكا والصين في عدة مجالات من بينها الذكاء الاصطناعي والإعلام وتجارة التجزئة والسيارات ذاتية القيادة والتحول الرقمي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية.
ومع ذلك، يرى تقرير نشرته "ماركت ووتش" أن شركات صينية مثل"علي بابا" و"تنسنت" تمتلك مميزات تنافسية يمكن بواسطتها التفوق على نظيراتها الأمريكية.
القيود التنظيمية..الغرب في مواجهة الشرق
- أعلنت "فيسبوك" مؤخرا ارتفاع صافي دخلها الفصلي بنسبة 63% إلى حوالي خمسة مليارات دولار وقفزة في الإيرادات بنسبة 50% إلى حوالي 12 مليار دولار في الربع الأول.
- يأتي ذلك رغم فضيحة اختراق 87 مليون حساب على "فيسبوك" من قبل شركة "كامبريدج أناليتيكا" واستغلال ذلك لأغراض سياسية أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية.
- أدلى المدير التنفيذي لـ"فيسبوك" "مارك زوكربيرج" بشهادته أمام الكونجرس الأمريكي حول هذه الفضيحة واعتذر متعهدا باتخاذ خطوات للحيلولة دون تكرارها.
- رغم ذلك، فإن هذه الفضيحة ومشكلة انتشار الأخبار الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد أثارت الجدل وتعالت الأصوات المطالبة بضرورة فرض قواعد جديدة ضد شركات التكنولوجيا.
- أثارت هذه القيود التنظيمية المحتملة قلق مستثمري "فيسبوك" وغيرها من شركات التكنولوجيا ليس فقط بسبب التشديدات الحكومية المرتقبة ضدها، بل أيضا احتمالية فقدان مميزاتها التنافسية لصالح منافساتها من الصين خاصة أن تلك الشركات تسعى لتطوير تقنيات جديدة كالذكاء الاصطناعي.
- تستغل شركات التكنولوجيا الأمريكية الذكاء الاصطناعي لتحليل المزيد من البيانات والفوز بالسباق في تطبيقات هذا المجال الواعد، وعلى الجانب الآخر، بدأت الصين تحرز تقدما ملحوظا وربما يصعب على الولايات المتحدة اللحاق بها.
- في الوقت الذي تستعد فيه دول غربية مثل أوروبا والولايات المتحدة تشديد القيود التنظيمية على شركات التكنولوجيا، تخفف الصين من الأعباء وتمهد الطريق لشركات مثل "تنسنت" و"علي بابا" للابتكار والإبداع.
- لم تُخف أمريكا قلقها من تنامي التكنولوجيا الصينية وما يمثله ذلك من مخاطر على الأمن القومي واختراق البيانات ومعلومات بالغة الحساسية.
- على أثر ذلك، عرقلت السلطات الأمريكية صفقة استحواذ بقيمة 117 مليار دولار تقدمت بها "برودكوم" السنغافورية لشراء "كوالكوم" المنتجة للرقائق الإلكترونية، كما تم حظر بيع جوالات "هواوي" و"زد تي إي" في متاجر قرب قواعد عسكرية أمريكية فضلا عن حظر شراء مكونات تنتجها الأخيرتان.
- يرى محللون أن التهديد بفرض عقوبات أمريكية ضد الصين لانتهاكها حقوق الملكية الفكرية أمر سيئ على الإبداع ويمنح بكين مميزات تنافسية حيث ستستفيد الشركات الصينية من القيود المفروضة على نظيراتها الأمريكية وتسرع الخطى في تطوير تقنيات كالذكاء الاصطناعي وغيره.
الذكاء الاصطناعي
- عند الحديث عن رؤوس الأموال، فإن ضخ أموال في الذكاء الاصطناعي يعد استثمارا نشطا وواعدا للغاية ويعزز القيمة السوقية للشركات التي تعكف على تطويره واستكشاف تطبيقاته.
- تحولت شركات أمريكية من بينها "آبل" من الاستثمار في الإبداع والتكنولوجيا وحولت تركيزها نحو ضخ أموالها في توزيعات نقدية وعمليات إعادة شراء الأسهم لإرضاء المساهمين.
- هيمنت القيمة السوقية لـ"آبل" على جميع الشركات في الولايات المتحدة لفترة، كما اتخذت منحى إيجابيا في خوض مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، لكنها لم تسرع من وتيرة تطويرها وتراجعت مؤخرا خلف منافسيها.
- ربما تستغل شركات صينية كبرى هذا التراجع والفوز في سباق تطبيقات وتطوير الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية وشبكات الاتصالات.
- بالعودة إلى القيمة السوقية، يهرع المستثمرون نحو شركات ناشئة ومتوسطة متخصصة في البرمجيات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي مثل "أوكتا" و"وورك داي" و"كوبا سوفتوير" وغيرها ويضخون أموالا ضخمة بها بسبب التوقعات القوية بإنجازات تلوح في الأفق تنتج عن هذه المجالات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}