يشير مصطلح تأثير النقود المنزلية إلى ميل المستثمرين للمخاطرة بشكل أكبر بعد تحقيقهم أرباح، وهو التعريف الذي وضعه الخبير الاقتصادي "ريتشارد ثالر" و"إريك جونسون" من جامعة كورنيل.
ووفقًا لهذا المصطلح يكون المستثمرون أكثر إقبالاً على شراء الأسهم ذات المخاطر العالية بعد تحقيقهم عملية تداول مربحة.
ويعتقد البعض أن هذا السلوك يرجع إلى نظرية "المحاسبة العقلية" التي تجعل الأشخاص يصنفون المال تحت فئات وحسابات مختلفة في عقولهم، لذلك يفصلون بين رأس المال والأرباح الأخيرة، مما يجعلهم يفكرون في الأرباح باعتبارها متاحة للاستخدام والمخاطرة بها.
الانحياز المعرفي
- يمكن تفسير تأثير النقود المنزلية في علم النفس بما يعرف بالتحيز المعرفي، حيث يبني المستثمرون قراراتهم بناءًا على أرقام وأرباح منذ بداية العام.
- فعلى سبيل المثال إذا ارتفعت أسعار الأسهم بنسبة 20% في شهر ديسمبر، لكنها تعثرت في الأسبوع الأول من يناير بنسبة 3%، فأن عناوين الأخبار لن تشير إلى أن هذا التعثر معقول وصحي على مدار الـ 12 شهرًا الماضية، لكنها سوف تشير إلى "بداية سيئة للعام".
- ويؤثر الانحياز المعرفي وتأثير النقود المنزلية في هذه الحالة على كيفية استجابة المستثمرين لتراجع الأسواق.
ما هي الطريقة الصحيحة لتقييم الأداء؟
- يرى الخبراء أنه من الخطأ تقييم أداء الأسواق بناءً على أرقام بداية العام فقط.
- يعود ذلك لأن تأثير النقود المنزلية يجعل المستثمرون يبالغون في التفكير في المخاطر بشكل أكبر مما هي عليه بالفعل.
- القرارات العاطفية المبنية على الأرقام والأرباح أو الخسائر الأخيرة، هي أكثر ما يضر بالنجاح الاستثماري القائم على المدى الطويل.
- لذلك ينصح الخبراء بتقييم أداء الأسواق خلال مدة زمنية أطول مثل 162 يومًا.
- في النهاية لا توجد مكافأة في أسواق الأسهم دون المخاطرة وتحمل تقلبات الأسعار.
استثمار محفوف بالمخاطر
- أبرز مشكلات تأثير النقود المنزلية تتمثل في الاعتماد على معلومات معينة كمرجع لتقييم معلومات وقيم أخرى غير معروفة.
- يتم ذلك دون أن تكون المعلومات المعتمد عليها مرتبطة بالمعلومات التي تم الوصول إليها.
- يحدث في كثير من الأحيان أن يحقق المستثمرون مكاسب كبيرة من استثمار معين.
- ثم يضعون هذه الأرباح في استثمار آخر محفوف بالمخاطر لم يكونوا ليستثمروا به بأموالهم الخاصة.
- أبرز الأمثلة الشائعة على هذه الممارسة في الوقت الحاضر تتمثل في الاستثمار في العملات الرقمية.
- منذ خمس سنوات كان استثمار بقيمة 1000 دولار في البيتكوين يمكنه شراء 92.08 بيتكوين، بقيمة 10.86 دولار لكل بيتكوين.
- أما الآن بعد مرور خمس سنوات فأن قيمة هذه البيتكوين نحو 758.4مليون دولار، بعدما أصبحت البيتكوين الواحدة تساوي 8236 دولار.
- في حين يتمسك كثيرون بالاستثمار في البيتكوين، يتجه آخرون للتنوع واستثمار الثروة التي حققونها من البيتكوين في عملات رقمية أخرى مثل الإثريوم ونيو.
تجنب تأثير النقود المنزلية
- الطريقة الفعًالة الوحيدة لتجنب تأثير النقود المنزلية تتمثل في التجاهل التام للسعر الذي اشترى به المستثمر في أي عملية استثمار.
- من المهم أن يدرك المستثمر أن السوق لا يهتم بالسعر الذي اشترى به في عملية استثمار قديمة.
- هذا السعر مهم فقط لفترة قصيرة، وبمجرد أن تبدأ عملية تداول جديدة يصبح سعر الشراء القديم غير مهم أو متعلق بالعملية الجديدة.
- فلا يهم إذا ما قمت بشراء البيتكوين بسعر 0.01 دولار أو 10 آلاف دولار، المهم هو قيمتها في هذه اللحظة.
- من أبرز الأمثلة على ذلك أول صفقة في العالم باستخدام البيتكوين، حين قام رجل من فلوريدا عام 2010 بشراء وحدتيّ بيتزا مقابل 10 آلاف بيتكوين.
- كان هذا المبلغ يساوي حينها 30 دولارًا، في حين أن القيمة الحالية لهذا المبلغ الآن يتجاوز 81 مليون دولار.
- يتوقف الحكم على هذه الصفقة على حسب الفترة الزمنية التي سيحكم الأشخاص من خلالها.
- قد يعتبرها البعض صفقة رخيصة وقت الشراء، وقد يعتبرها آخرون غالية للغاية بعد ارتفاع قيمة البيتكوين.
- من هنا فإن سعر البيتكوين في الماضي والمستقبل لا يؤثر على قيمته الحالية، وينطبق الأمر نفسه على باقي الأسعار.
- أسعار الشراء السابقة والمستقبلية لأي عملية استثمار لا تؤثر على قيمتها الحالية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}