نبض أرقام
08:06 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

ما لا يسع المستثمر جهله.. الفرق بين سوق الأسهم والسوبر ماركت

2018/02/24 ِأرقام - خاص

في الثالث من أبريل/نيسان 2014 أعلنت السوق المالية السعودية "تداول" أنها سوف تبدأ في تطبيق طريقة "حساب المتوسط السعري لحجم التداول" (VWAP) في تحديد سعر إغلاق أسهم الشركات المدرجة اعتبارًا من الثالث عشر من ذات الشهر، وذلك بدلًا من حساب سعر الإغلاق على أساس آخر صفقة عادية (الصفقة التي تزيد قيمتها على 15 ألف ريال).

 

ووفقًا لطريقة "المتوسط السعري" يتم تحديد سعر إغلاق السهم من خلال حساب المتوسط السعري لجميع الصفقات التي تمت في آخر 15 دقيقة قبل إغلاق السوق، وذلك بقسمة مجموع قيم تلك الصفقات على عدد الأسهم التي تم تداولها خلال تلك الفترة.

 

 

لكن قبل عدة أسابيع، وتحديدًا في العاشر من يناير/كانون الثاني 2018، أعلنت "تداول" مرة أخرى عن تعديل الآلية المتبعة لحساب سعر الإغلاق، والتحول من طريقة "المتوسط السعري" إلى آلية المزاد، وهي نفس الآلية المتبعة في بورصة نيويورك.

 

وفي ظل أن موقع "تداول" على شبكة الإنترنت لم يتم تحديثه حتى الآن، ليتضمن سمات وخصائص آلية المزاد التي تختلف طبيعتها من سوق لآخر، من الممكن أن نشير سريعًا لطبيعة وكيفية عمل ذات الآلية في سوق الأسهم الأمريكي.

 

هكذا يتم الأمر في بورصة نيويورك

 

- يدق جرس الافتتاح في بورصة نيويورك في التاسعة والنصف صباحًا، قبل أن يتم إغلاق السوق في الرابعة مساءً، ولكن أوامر البيع والشراء التي تلعب دورًا في تحديد سعر الإغلاق من الممكن أن يتم تجهيزها قبل الافتتاح بساعة ونصف أي بداية من الساعة 07:30 صباحًا.

 

- هناك نوعان من الأوامر يلعبان دورًا في تحديد سعر إغلاق السهم. الأول "أمر بسعر السوق عند الإغلاق" (MOC) والثاني "أمر محدد عند الإغلاق" (LOC). تهدف أوامر (MOC) إلى شراء أو بيع السهم بسعر السوق عند الإغلاق. أما أوامر (LOC) تهدف إلى شراء أو بيع عدد معين من الأسهم عند الإغلاق فقط إذا كان السعر عند مستوى محدد أو أفضل منه.

 


- الصفقات العادية التي تبدأ عند افتتاح السوق رسميًا في الـ09:30 صباحًا تؤثر أيضًا في سعر الإغلاق. فهناك أوامر تسمى "أوامر إقفال الإغلاق" (CO) وهي أوامر مهمتها توفير السيولة، ويتم تنفيذها فقط بغرض معالجة الاختلالات بتوازن أوامر البيع والشراء إن وجدت.

 

- أحيانًا تحدث اختلالات وقتية لأوامر البيع أو أوامر الشراء، بمعنى عدم وجود أوامر عكسية لأي منها، مما يجعل من المستحيل مطابقة أوامر المشترين والبائعين. في وضع مثل هذا يمكن لصانع السوق الاستعانة بأوامر "إقفال الإغلاق" لمعالجة هذا الخلل، والتخلص من الأوامر الزائدة مؤقتًا لكي يعيد التوازن. وفي الحالات القصوى قد يتم تعليق التداول على السهم إلى أن يتم معالجة الخلل.

 

- يبدأ نشر المعلومات الخاصة باختلال توازن أوامر البيع والشراء في الساعة 03:45 مساء، أي قبل الإغلاق بـ15 دقيقة. وكل 5 ثوان إلى الساعة 03:59:55 مساء يتم تحديث المعلومات حول حجم التداول والأسعار والاختلالات. وفي الساعة 03:58 تصبح أوامر (MOC) و(LOC) نهائية وغير قابلة للإلغاء. وفي تمام الرابعة مساء يغلق السوق.

 

سعر افتتاح اليوم .. لماذا يختلف عن سعر إغلاق الأمس؟

 

- على عكس ما قد يعتقده البعض، سعر إغلاق السهم يوم الثلاثاء ليس بالضرورة هو سعر افتتاح الأربعاء، بل في الحقيقة إن هذين السعرين غالبًا ما يكونان مختلفين، وذلك ببساطة لأن سوق الأسهم لا يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها السوبر ماركت. فالسهم ليس كالحليب موضوعا في متجر على الرف مكتوبًا عليه السعر، حيث إن أسعار الأسهم تتغير باستمرار، حتى وأنت نائم والسوق مغلقة.

 

- في السوبر ماركت تجد المنتجات متراصة على الأرفف وعليها أسعارها. فإذا كانت الدجاجة قد كتب عليها 10 ريالات، فهذا ما سوف تدفعه للبائع، ولكن في سوق الأسهم السعر الذي تراه أمامك على الشاشة هو ببساطة الثمن المدفوع في آخر صفقة تمت على السهم، وليس هناك ما يضمن لك حصولك على السهم بذات السعر إذا قررت بيعه أو شراءه.

 


- طريقة التسعير في البورصة مختلفة، فالأسعار تحدد من خلال التفاعل بين ما يرغب المشترون في دفعه وبين ما يقبل الباعة به، وكل شيء يتغير في جزء من الثانية.

 

- وبالمناسبة، سعر الإغلاق الذي عادة ما يشار إليه باعتباره قول السوق النهائي حول السهم في ذلك اليوم، ليس له أي وزن نسبي ولا يختلف فعليًا عن أي سعر آخر تم تداول السهم عنده خلال اليوم. فليس معنى أن سهم الشركة "س" أغلق الأربعاء عند 10 ريالات أنه سيتم وضعه على الرف حتى افتتاح الخميس ويبدأ التداول عليه بنفس السعر.

 

- يستمر التداول على الأسهم حتى بعد إغلاق البورصات. ويمكن للمستثمرين وضع أوامر بيع أو شراء بعد الإغلاق أو قبل الافتتاح على حسب نظام كل سوق. وعادة ما تؤثر هذه الأوامر على سعر الافتتاح في اليوم التالي (ولكن وفق حدود معينة).

 

- سعر الافتتاح قد يتأثر بأي شيء حدث منذ إغلاق اليوم السابق. لنفترض مثلًا أن سهم الشركة "س" أغلق عند 20 ريالًا، ولكن في ذات الليلة تسربت أخبار تشير إلى تورط الشركة في عملية غش محاسبي. في صباح اليوم التالي، لن يرغب أحد في شراء السهم بـ20 ريالا بعد هذه الأخبار، وإذا كان 5 ريالات هو أعلى سعر مطروح سيتم افتتاح التداول على السهم عند 5 ريالات.

 

"داو جونز" انخفض بمقدار 500 نقطة .. ما الذي يعنيه ذلك؟

 

- أسس مؤشر "داو جونز" الصناعي في مايو/أيار 1896. وكما يتضح من الاسم، كان الهدف منه في الأصل هو أن يعكس أداء الشركات العاملة في الصناعات الإنتاجية الرئيسية التي تعتبر بمثابة العمود الفقري لاقتصاد الولايات المتحدة.

 

- تكون هذا المؤشر من 12 شركة في البداية ولكنه استمر في التوسع إلى أن أصبح يضم أكبر 30 شركة في أمريكا. والفلسفة الكامنة وراء بناء "داو جونز" والمؤشرات الشبيهة به تستند إلى الاعتقاد القائل بأن الاقتصاد ككل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمصائر أكبر شركاته. فإذا أفلس صاحب محل بقالة، قد يشعر أهله وأقاربه بالأسى، ولكن إذا انهارت شركة مثل "آبل" سيحدث صدع في الاقتصاد الأمريكي بالكامل.

 


- هذا يقودنا إلى ما يبدو للبعض أنه سؤال صعب: ما هي بالضبط النقطة، أو كم تساوي؟ عندما نسمع في الأخبار أن "داو" ارتفع أو انخفض بنحو 500 نقطة، ما الذي يعنيه ذلك بالضبط؟ في الحقيقة إن الإجابة عن هذا السؤال على غير ما يعتقد البعض مباشرة وسهلة جدًا.

 

- ببساطة، كل نقطة في المؤشر تعادل دولارا أمريكيا واحدا. فإذا كانت قيمة المؤشر تساوي 25 ألف نقطة، فهذا يعني أن مجموع قيمة الأسهم الفردية للشركات الثلاثين المدرجة بالمؤشر تساوي 25 ألف دولار. وانخفاض المؤشر بمقدار 500 نقطة الثلاثاء، يعني أنك إذا رغبت في شراء سهم من كل شركة من الشركات المدرجة بالمؤشر ستدفع 500 دولار أقل مقارنة بأسعار الاثنين.
 

أين ذهبت المليارات التي خسرها سوق الأسهم السعودي؟
 

- في العام 2003 بدأ سوق الأسهم السعودي في التوسع بشكل لافت، وأنهى مؤشر "تاسي" ذلك العام عند 4437.6 نقطة، مقارنة مع 2518.1 نقطة في نهاية عام 2002. ثم ارتفع المؤشر بنسبة 84% إلى 8206.23 نقطة في نهاية عام 2004، بحسب بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي.

 

- استمر المؤشر في الانطلاق، وقفز بنسبة 103.7% ليصل إلى 16712.64 نقطة بحلول نهاية 2005 مع قيمة سوقية تبلغ 650 مليار دولار. ولم تقف هذه المسيرة إلا في الخامس والعشرين من فبراير/شباط 2006، حين لامس المؤشر أعلى نقطة في تاريخه بوصوله إلى 20643.86 نقطة.

 

- وفقًا للبيانات الواردة في التقرير السنوي الصادر عن "تداول" لعام 2006، أنهى مؤشر "تاسي" عام 2006 عند 7933.29 نقطة، بانخفاض قدره 52% مقارنة مع قيمة المؤشر في نهاية العام السابق، كما تراجعت القيمة السوقية للمؤشر بنسبة 49.72% على أساس سنوي لتصل إلى 326.9 مليار دولار.



- السؤال الذي قد يخطر في ذهن البعض، هو: أين ذهبت المليارات التي خسرها السوق؟ هل دخلت في جيب أحدهم؟

 

- على الرغم من الغرابة التي قد تبدو عليها إجابة هذا السؤال إلا أن هذا هو الواقع: الأموال التي يخسرها سوق الأسهم تتبخر في الهواء، كأن لم تكن. لا يحصل عليها أحد، لأنها تختفي.

 

- سبب الالتباس هو أن أصحاب هذا السؤال يفترضون أن رأس المال السوقي هو عبارة عن أموال حقيقية، ولكن هذا ليس صحيحا. المال الحقيقي، هو ذلك الذي تحمله في جيبك أو محفظتك، أو ذلك الذي تحتفظ به في صندوقك . هل تعرف الريالات التي تضعها في أيدي أولادك كل صباح؟ هذه هي الأموال الحقيقية.

 

- لنفترض الآتي: أنتجت "آبل" إصدارا محدودا جدًا من جوال "xyz"، وأنت كنت أحد هؤلاء الذين حالفهم الحظ في الحصول على نسخة من ذلك الجوال مقابل ألف ريال. ثم جئت أنا وعرضت عليك شراءه مقابل 1500 ريال، لكنك فضلت الاحتفاظ به.

 

- بعد ذلك جاء أحدهم راغبا في شراء الجوال مقابل 5 آلاف ريال، ليصبح السعر السوقي للجوال 5 آلاف ريال، ولكنك أيضًا لم تبعه. لم يمض الكثير قبل أن تعلن "آبل" عن تراجعها عن قرارها السابق، وبدء عملية إنتاج موسعة لذلك الجوال.

 

- فجأة، هبط السعر السوقي للجوال الذي تحمله في يديك من 5 آلاف ريال إلى 750 ريالًا. السؤال لك الآن: أين ذهبت الـ4250 ريالا (5 آلاف طرح 750)؟ من ربحها؟ هي ببساطة اختفت ولم يربحها أحد لأنها لم تكن موجودة في الأساس سوى في أذهاننا. وهذا بالضبط ما يحدث في سوق الأسهم. فالأسعار لا تعكس سوى توقعاتنا كمستثمرين لاتجاهات السوق.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.