نبض أرقام
09:49 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

وسط هبوط حاد تزامنا مع اقتصاد قوي..ماذا يحدث في سوق الأسهم الأمريكية؟

2018/02/09 أرقام - خاص

هبط  مؤشر "داو جونز" 1175 نقطة الإثنين الماضي وشهد تقلبات حادة في الجلسات التالية ثم انخفض 1033 نقطة الخميس مسجلا خسائر تاريخية بالنقاط، ورغم البيانات الاقتصادية القوية الصادرة مؤخرا، ربما يتعجب البعض من هذه الخسائر الكبيرة في سوق الأسهم الأمريكية.
 

ويرى أحد الخبراء في معهد "بيتيرسون" للاقتصادات الدولية "جاكوب كيركجارد" أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن 90% من التحركات العنيفة في السوق تكون عبارة عن تداولات إلكترونية بالحواسب.
 

أضاف "كيركجارد" في تقرير نشرته "فوكس" أن ما أثار هذا الهبوط القوي من البداية بيانات تقرير الوظائف الشهري التي شهدت نموا في الأجور ألمح بارتفاع معدل التضخم، وهو ما دفع الحواسب لتغيير تكهناتها بشأن التضخم واحتمالية زيادة الاحتياطي الفيدرالي وتيرة رفع الفائدة.


 

بيانات اقتصادية إيجابية
 

- حدث ذلك رغم أن غالبية البيانات تشير إلى المزيد من التحسن في الاقتصاد الأمريكي وإقرار الخفض الضريبي في الكونجرس الأمر الذي ينعش بدوره ميزانيات الشركات.

 

- تزامن ذلك مع تغير في قيادة الفيدرالي من "جانيت يلين" إلى "جيروم باول" رغم عدم التكهن باختلاف كبير بين سياستيهما، وأشار "كيركجارد" إلى أن التذبذبات العنيفة في سوق الأسهم ربما تكون ردة فعل متوقعة لخفض الضرائب في الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد ككل بشكل إيجابي.

 

- لا يجب تجاهل أيضا العجز الكبير في الموازنة الفيدرالية والذي يتوقع "كيركجارد" ارتفاعه إلى تريليون دولار عام 2019، وهو ما يعني أن الحكومة ستضطر للجوء إلى الخارج للاقتراض – وليس طباعة الدولارات بالطبع – وبالتالي، سيزيد الطلب على الأموال وترتفع الأسعار وبالتبعية ترتفع الفائدة.

 

- شدد الخبير الاقتصادي على ضرورة عدم القلق مما يحدث في سوق الأسهم، مشيرًا إلى أن هذا هو الحال: "رابحون وخاسرون".

 

حركة تصحيحية
 

- أوضح محللون أن ما تشهده الأسهم الأمريكية يعد بمثابة حركة تصحيحية خاصة أن الكثير منهم حذر في الماضي من ارتفاع مبالغ فيه في السوق، وأن تقرير الوظائف الشهري والمخاوف بشأن التضخم ورفع الفائدة كان مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير.

 

- رغم الخسائر القوية لمؤشرات الأسهم، إلا أنها ليست كبيرة بالنسبة المئوية مقارنة بما حدث أثناء الأزمة المالية العالمية، فـ"داو جونز" انخفض أمس بنسبة 4.2%، ويتزامن ذلك مع قوة الاقتصاد الأمريكي.

 

- ارتبط سوق الأسهم بسوق السندات الذي شهد زخما شرائيا سعيا وراء العوائد والملاذ الآمن في ظل هبوط "داو جونز" أدنى 24 ألف نقطة للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني واستعداد "ناسداك" للتصحيح.

 

- في ضوء ذلك، قفز مؤشر التذبذبات "VIX" إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس/آب 2015.

 

- أعرب خبراء عن قلقهم من ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية إلى مستويات تقلل الإقبال على الأسهم  فضلا عن احتمالية اندفاع الفيدرالي في رفع الفائدة بوتيرة سريعة.

 

- أثار اتفاق مجلس الشيوخ الأمريكي – الذي سيزيد إنفاق الموازنة 300 مليار دولار على مدار العامين المقبلين – المخاوف بزيادة عجز الموازنة الفيدرالية إلى 1.07 تريليون دولار في العام المالي 2019.

 

- لا يجب تجاهل أن سوق الأسهم الأمريكية لا يزال مرتفعا بالفعل رغم الهبوط الحاد مؤخرا، كما أن الاقتصاد الأمريكي يواصل النمو بالتزامن مع نمو الاقتصاد العالمي، وأسفرت وعود الرئيس "ترامب" بشأن الخفض الضريبي في ارتفاع "داو جونز" بأكثر من 8000 نقطة.

 

 

وفيما يلي استعراض لأبرز الأسباب وراء هبوط الأسهم الأمريكية وتقلباتها القوية مؤخرا:
 

أبرز أسباب الهبوط الحاد للأسهم الأمريكية

السبب

التوضيح

التضخم

 

- شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعا منذ الانتخابات الرئاسية بسبب قوة الاقتصاد وانخفاض معدل البطالة إلى مستويات تاريخية وزيادة وتيرة التوظيف، وبدأت شركات رفع رواتبها للاحتفاظ بالعمالة وجذب المزيد منها.

 

- رغم نمو الاقتصاد على مدار السنوات التسع الماضية، إلا أن التضخم لا يزال منخفضا، ويحاول الفيدرالي معالجة الأمر من أجل استكمال وتيرة الرفع التدريجي لمعدل الفائدة وسط قلق من وقوع الاقتصاد تحت براثن الركود.

 

- كشف البنك المركزي عن توقعات برفع الفيدرالي بوتيرة بطيئة، ولكن عقب نمو الأجور في تقرير الوظائف الصادر مؤخرا، أثيرت التكهنات بالإسراع في وتيرة رفع الفائدة.
 

الفائدة

 

- عندما يرفع الفيدرالي معدل الفائدة، تزيد تكاليف الاقتراض على الشركات، وهو ما يعني دفع المزيد من الأموال على القروض وتراجع أرباحها، كما يعني دفع الأمريكيين المزيد من الفائدة على قروضهم أو رهنهم العقاري.

 

- ربما قفزت الأسهم الأمريكية العام الماضي بسبب النمو الكبير في أرباح الشركات، ويخشى المستثمرون أن يؤثر رفع الفائدة على هذه الأرباح ما دفعهم لبيع الأسهم.
 

سوق السندات

 

- يقبل المستثمرون على الأسهم بوصفها سوقا يحقق عائدا كبيرا ولكنه محفوف بالخطورة، وهو ما دفع عوائد السندات نحو التراجع، ومع موجة الهبوط الأخيرة في الأسهم، بدأت عوائد السندات في الارتفاع وتخارجت استثمارات من الأسهم وتم ضخها في السندات كملاذ أكثر أمانا.

 

- قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية أمس إلى أعلى مستوياتها في 4 سنوات كما أسفر الخفض الضريبي عن زيادة إقبال الشركات على الاقتراض بإصدار المزيد من السندات.

 

- يعد التضخم سيئا للسندات، فلو زادت تكاليف الاقتراض، سيحصل مستثمرو سوق السندات على مزيد من العائد، ومن ثم، يقبل هؤلاء على السندات ويتجنبون الأسهم.
 

سرعة مبالغ فيها

 

- ارتفعت الأسهم الأمريكية بوتيرة قوية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وهذا الأمر ليس بجيد حيث يرى محللون أن هناك مبالغة في قيمة سوق الأسهم وأن ما يحدث موجة تصحيحية.
 

- ربما يكون ما تشهده سوق الأسهم من خسائر الآن أمرا إيجابيا لأنه سيقلل قيمتها ويجذب المزيد من المستثمرين نحوها لا سيما أن الشركات في حال جيدة وتحقق مبيعات وأرباح قوية.
 

 

ماذا بعد التصحيح؟
 

- بدأ مؤشر "S&P 500" حركة تصحيحية بالفعل أمس حيث هبط بأكثر من 10% من أعلى مستوياته القياسية المسجلة في يناير/كانون الثاني.

 

- من الناحية التاريخية، ربما تشهد سوق الأسهم الأمريكية أربعة أشهر من التقلبات المائلة نحو التراجع، ولو تفاقمت الخسائر إلى حوالي 20%، ربما يستغرق الأمر 22 شهرا حتى بلوغ الارتفاعات القياسية المسجلة سابقا.

 

- أوضح محللو "جولدمان ساكس" أن متوسط الحركة التصحيحية في سوق مرتفع (بحوالي 13%) تستغرق حوالي أربعة أشهر ثم 4 أشهر أخرى للتعافي .

 

- رغم ذلك، ربما تستمر المعاناة في السوق لعامين تقريبا حال هبوط "S&P" بنسبة 20% على الأقل من أعلى مستوياته القياسية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.