رغم أن العالم الشهير "إسحاق نيوتن" قد حقق ثورة في المعرفة على مستوى العالم، إلا أنه مر بنقاط مظلمة في حياته لكونه انخرط في ما عرف وقتها بـ"فقاعة بحر الجنوب" وخسر الكثير من أمواله.
وأوضح محللون أن "نيوتن" كان عليه إجراء حسابات دقيقة لاستثمار أمواله حينها لتفادي الخسارة مع ضرورة استغلال قانونه للجاذبية "أن ما يرتفع سوف ينزل"، وتناولت "الإيكونوميست" في تقرير مدى تشابه هذه الفقاعة مع ما تشهده سوق العملات الرقمية لا سيما "بتكوين" من صعود وسقوط بالإضافة إلى مراحل تشكل الفقاعات.
مراحل النهوض
- ربما يشهد مستثمرو "بتكوين" انفجارا لفقاعة في الوقت الحالي، فالعملة الرقمية قفزت الشهر الماضي قرب عشرين ألف دولار، ولكنها هبطت مؤخرا إلى أدنى عشرة آلاف دولار.
- يمكن فهم سلوك وتحركات "بتكوين" عن طريق كيفية تشكل الفقاعات، وعلى الطريقة الكلاسيكية، درس المؤرخ "تشارلز كندلبرجر" الفقاعات على خمس مراحل هي "النزوح" و"الازدهار" و"ذروة الانتعاش" و"الضغط المالي" و"التحول المفاجئ".
- تتدرج المراحل كالتالي: تعد مرحلة "النزوج" تطورا تقنيا يمكن استغلاله لتبرير مرحلة جديدة مثل سطوع نجم تكنولوجيا "بلوك شين" التي يتم تداول العملات الرقمية عن طريقها.
- في المرحلة الثانية "الازدهار" ينجذب المستثمرون بشكل متزايد إلى أصل ما – كالبيتكوين مثلا- حتى يصلوا إلى المرحلة الثالثة وهي "ذروة الانتعاش" ويكون وقتها العامة على دراية كبيرة بما يحدث ويتحدث الكثيرون منهم عن إمكانية جني الكثير من الأرباح.
- كانت المرحلة "ذروة الانتعاش" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وكان الطلب على العملات الرقمية قويا كما أن جهات تنظيمية عالمية كانت تدرس كيفية تنظيمها وتداولها وبحث مخاطرها أيضا وإطلاق عقود آجلة لـ"بتكوين"،وهو ما حدث بالفعل.
- في مرحلة "ذروة الانتعاش"، يهرع الكثيرون نحو الشراء لأن غيرهم يشترون مع التنبؤ بمزيد من الصعود والقدرة على البيع سريعا عند مستويات مرتفعة.
- بعد ذلك، تثار الشكوك في وقت ما ويقرر البعض محاولة جني الأرباح قدر الإمكان، ثم تصدر أنباء سلبية مثلما حدث في حالة "بتكوين" عندما قررت كوريا الجنوبية إغلاق بورصات عملات رقمية وتشديد القيود ضدها.
بداية السقوط
- عندما تبدأ الأسعار في الهبوط، تتغير سيكولوجية المستثمرين سريعا حيث إن من اشتروا مبكرا ويعكفون على إحصاء أرباح بملايين الدولارات يبدأ القلق يتسرب إلى نفوسهم ويخافون على ثرواتهم.
- أما الذين اشتروا عند مستويات مرتفعة، فهم أكثر من يندمون على ما اقترفته أيديهم ويعكفون – على النقيض – على إحصاء خسائرهم، ويقفز أيضا في تلك الأحوال متصيدو الصفقات الذين يحاولون جني أرباح سريعة وربما لحظية.
- لم يصل المستثمرون في "بتكوين" بعدُ إلى مرحلة "الضغط المالي"، ولكنهم يقتربون منها، وفي حالة العملات الرقمية، يزداد القلق بشأن أمان هذا النوع من الاستثمار الأمر الذي يثير موجة مبيعات مكثفة، وبالتالي، تنهار الأسعار سريعا.
- ربما يدرك بعض المستثمرين حاليا أن "بتكوين" لن تصبح يوما وسيلة للتداول أو أصلا يمكن التعامل عليه ولا حتى ما أشيع عن أنها "مخزن للقيمة".
- أكد خبراء أن العملات الرقمية تعد مجرد أصل رقمي افتراضي من الصعب قياس قيمته، وهذا ما يصعب وضع أهداف متوقعة لأسعارها عند الارتفاع أو حتى الانخفاض، وما إن يدرك الكثيرون ذلك، ربما يكونون قد بلغوا مرحلة "التحول المفاجئ".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}