قرر الكاتب والمحرر المهتم بالشأن التكنولوجي لدى "سي إن إن" "سيث فيجرمان"، الاكتفاء من شراء "البتكوين" بعد أقل من أسبوع على اقتنائه ما قيمته 100 دولار (على سبيل إضاعة الوقت أثناء الانتظار بالمطار)، وأرجع ذلك إلى التقلبات الشديدة التي تتعرض لها أسعار العملة الرقمية.
وتلقى "فيجرمان" -غير المولع بالاستثمار الخطر- تحذيرًا من أحد الأصدقاء لينقل حيازته من "البتكوين" إلى محفظة رقمية بديلة تجنبًا للاستيلاء عليها بعد هذا المقال الذي أكد خلاله أن زوجته والمستثمر المخضرم "وارن بافيت" نصحاه بالابتعاد عن هذه العملة.
بيد أن الأمر الأكثر إزعاجًا الآن ليس شراء العملة الرقمية أو حمايتها، ولكن محاولة بيعها لاسترداد الأموال مرة أخرى، فمع الارتفاع الصاروخي لقيمتها وتعاظم الطلب عليها، تعرضت بورصات "بتكوين" لضغوط شديدة تسببت في أعطال مفاجئة.
ويقول "فيجرمان": كنت أحاول استخدام منصة "كوين بيز" يوم الإثنين، وهي بورصة رائدة في تداول "البتكوين"، لكنها تعرضت لعطل مفاجئ بينما أستعد لبيع حيازتي.
هذا صحيح، حيث حذرت البورصة مستخدميها قائلة إن إمكانية الوصول إلى منصتها قد تصبح أكثر صعوبة وربما مستحيلة خلال أوقات التقلبات الكبيرة أو مع تزايد أحجام التداول، مشيرة إلى أن ذلك سيمنع العملاء من شراء أو بيع عملاتهم لفترة من الوقت.
لكن الأسوأ من ذلك، هو أن قيمة "بتكوين" المرتفعة جعلتها مطمعًا للقراصنة وسببًا في شن الهجمات السيبرانية العنيفة، وفعلًا كشفت بورصة "بتفينكس" عن تعرضها لهجوم قاس أمس الثلاثاء.
على أي حال ما وجده "فيجرمان" عقب عودة "كوين بيز" للعمل مجددًا كان مثيرًا للقلق بشكل أعمق، حيث ارتفعت العملة الرقمية بشكل ملحوظ أعلى 17 ألف دولار خلال فترة العطل، وهو ما اعتبره إشارة لبيع حيازته المتواضعة.
وشبه محرر "سي إن إن" معاملات "بتكوين" بإلقاء النرد، حيث يتحتم عليه الانتظار أحيانًا حتى 30 ثانية قبل بدء المعاملة، وهي فترة كافية لارتفاع أو انخفاض سعر العملة الرقمية بمئات الدولارات.
ويزداد الأمر تعقيدًا لأولئك الذين يملكون حيازات أكبر من "بتكوين"، حيث تفرض "كوين بيز" وغيرها من مقدمي خدمات التداول قيود شراء وبيع أسبوعية متفاوتة، متمثلة في حد أقصى قدره 2500 دولار، ما يعني استحالة بيع الحيازات الضخمة مرة واحدة.
ولا يتوقف الأمر عند القيود التنظيمية فحسب، فالمعاملات تستغرق كثيرًا من الوقت، حيث تطلب الأمر من "فيجرمان" الانتظار 7 أيام لتمرير صفقة الشراء الأولى بقيمة 100 دولار، بينما لا تزال الصفقة الأخرى لاقتناء ما قيمته 150 دولارًا معلقة منذ أيام.
وفي نهاية المطاف استرد "فيجرمان" نصف قيمة حيازته من الصفقة الأولى بعد إعادة بيعها نظرًا لرسوم البيع والشراء المختلفة التي تحملها، بينما حيازته الثانية قد تفقد قيمتها أو ربما ترتفع وفقًا لتحرك السعر، لكنه لن يكون قادرًا على التحكم بيها لحين إتمامها وتلقي الحيازة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}