توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير حول الرؤية العالمية للطاقة هذا العام أن الولايات المتحدة ستكون مُصدراً صافياً للنفط خلال عشر سنوات، كما توقعت أن تصبح الدولة الرائدة في إنتاج البترول والغاز في العالم لعقود، ولكن هل يمكن تحقيق ذلك على أرض الواقع؟
ويرى تقرير لـ "أويل برايس" أنه نعم يمكن للولايات المتحدة تحقيق ذلك، ولكن الأمر يعتمد على كيفية تعريف مفهوم استقلال الطاقة، منوهاً إلى العديد من المعوقات المهمة التي قد تَحول دون تحقق تلك التوقعات.
كيف بدأت الفكرة؟
- قبل اثني عشر عاماً، ظهرت الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة يمكنها تحقيق استقلال الطاقة بعدم الحاجة إلى أية واردات، ورغم ذلك انخفض إنتاج النفط الأمريكي منذ أن بلغ ذروته عند 9.6 مليون برميل يومياً في عام 1970.
- بحلول عام 2005، ارتفع صافي واردات الولايات المتحدة من النفط والمنتجات البترولية مثل البنزين محققة رقماً قياسياً بلغ 12.5 مليون برميل يومياً.
- وصل بذلك أمن الطاقة لأدنى مستوياته، إلا أن الوضع تغير بشكل كبير مع انتعاش النفط الصخري الأمريكي فبدأت مصافي الولايات المتحدة في تصدير المنتجات البترولية، وانخفض صافي وارداتها بنحو ثمانية ملايين برميل يومياً، ما أسهم في تعزيز احتمالية تحقيق التوقعات يوماً ما.
- قبل انخفاض أسعار النفط عام 2014، كانت الولايات المتحدة على المسار الصحيح للوصول إلى عدم الاستيراد نهائياً بحلول عام 2019، فانخفضت الواردات الصافية من النفط والمنتجات البترولية في الفترة من 2005 إلى 2015.
معوقات تحقق تلك التوقعات
- يصعب تحديد توقيت وصول إنتاج النفط الصخري إلى ذروته، حيث كان يرتفع بمعدل مليون برميل يومياً كل عام مما أدى إلى انخفاض الأسعار.
- يتأثر استقلال الطاقة إلى حد كبير بأسعار النفط، فبافتراض وصول أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل سينخفض الطلب بشدة ويحفز في نفس الوقت إنتاجاً طفيفاً للنفط، دافعاً الولايات المتحدة في اتجاه استقلال الطاقة وإن كان ذلك بتكلفة محتملة قد تدمر الاقتصاد.
- بحسب التقرير، فإنه إذا تم تحقيق استقلالية الطاقة فمن المرجح أن يكون ذلك مؤقتاً، وعلى سبيل المثال إذا وصلت الولايات المتحدة إلى عدم الاستيراد نهائياً بحلول عام 2019، ستواجه الدولة ذروة إنتاج النفط الصخري في مرحلة ما، ثم ستصبح مرة أخرى معتمدة على المنتجين الأجانب للنفط في أمريكا وهذا في حالة عدم تراجع الطلب.
- لن تكون الولايات المتحدة مستقلة تماماً في مجال الطاقة لأن هناك دائماً أسبابا اقتصادية لاستيراد بعض النفط حتى إذا كانت تُصدر النفط والمنتجات البترولية في الوقت نفسه، فمثلاً بعض مصافي الولايات المتحدة الواقعة بالقرب من كندا قد تختار دائماً الخام الكندي.
- تبقى هذه التوقعات في جميع الأحوال قابلة للتحقيق على أرض الواقع وهذا هو ما تعلمه الجميع من مراقبة تقلبات أسواق النفط خلال العقد الماضي ففي النهاية لا يوجد شيء مستحيل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}