عندما يمرر جيل طفرة المواليد (من ولدوا بين عامي 1946 و1964) ثرواتهم إلى أبنائهم من جيل الألفية (من ولدوا بين الثمانينيات وعام 2000) ستكون تلك واحدة من أكبر عمليات نقل الثروة بين الأجيال في التاريخ، بحسب "فاينانشيال تايمز".
وفي الوقت الذي سيستفيد فيه جيل الألفية كثيرًا، تكافح البنوك بشكل حاد من أجل جذب هذا الجيل إلى قائمة عملائها، لذا بات مواليد حقبة الثمانينيات والتسعينيات مؤثرين في طريقة استهداف مديري الثروات لما يعرف بعملاء الجيل القادم.
قيم جيل الألفية وإستراتيجيات إدارة الثروات
- من المتوقع نقل ما يقدر بنحو 4 تريليونات دولار إلى جيل الألفية في المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية فقط، وفقًا لتقرير "رويال بنك أوف كندا"، لذا تسارع المصارف لاستقطاب مواليد هذا الجيل.
- يعني هذا أن المصرفيين الذين يرغبون في ضمان إبقاء الثروات الضخمة في حوزتهم عند انتقال التركات بحاجة للإنصات الشديد لما يريده جيل الألفية، لتجنب تسرب هذه الأموال من خزائنهم.
- سيكون على هؤلاء المصرفيين إعادة النظر في الطريقة التي يقدمون بها المشورة، وسبل إتمام المعاملات الرقمية عبر الإنترنت التي تعد الأهم بالنسبة لهذا الجيل، مقارنة بالمعاملات المباشرة التي اعتاد عليها آباؤهم.
- ترى البنوك الخاصة أن جيل الألفية أكثر اهتمامًا بالاستثمار المستدام، ومن المرجح أن تكون هذه المصارف أجرت أبحاثًا خاصة حول إستراتيجيات التكلفة والاستثمار.
- في مذكرة بحثية هذا العام، اعتبر مصرف "كريدي سويس" قيم جيل الألفية واحدة من الدوافع الرئيسية لتوجهات الاستثمار في السنوات المقبلة، إلى جانب الاستدامة والطاقة النظيفة.
استعداد المصارف لتحول التوجهات
- يرى "كريدي سويس" أن قيم جيل الألفية تركز بشكل واضح على جعل العالم مكانًا أفضل، باستخدام رأس المال المملوك لهم بما يضمن دعم التنمية المستدامة، كما يعتقد أنهم أفضل تعليمًا من الأجيال السابقة.
- يرغب جيل الألفية في الاستثمار في المواضع التي يشعر أنها ستشكل العالم خلال السنوات المقبلة، لذا تزايد الاهتمام مؤخرًا بالصناديق الداعمة للروبوتات والأمن السيبراني والاستثمار المستدام.
- في المقابل يتوقع الشباب الآن تزود البنوك بالإمكانات التقنية اللازمة، وهو ما يؤكده بنك "سوسيتيه جنرال"، إذ يقول إن سلوك العملاء يشهد تغيرًا كبيرًا وإن التكنولوجيا واستخداماتها يجب أن تختلف عما كانت عليه.
- البنوك في تزايد مستمر وبمرور الوقت تشتد المنافسة، ما يؤدي إلى زيادة الضغوط على أسعار الخدمات والاهتمام بشكل أكبر بالقيمة المضافة التي يقدمها المصرف، لذا يظل تمرير الثروة مشكلة في وجه البنوك.
- هناك اختلاف كبير بين الأجيال في الأغراض الاستثمارية وأوجه استخدام الثروات، فجيل الألفية أكثر ميلًا لتقديم المساعدة الفعالة في المجتمع والحفاظ على البيئة، وعلى البنوك ومديري الثروات إجراء تعديلات عميقة للتوافق مع هذه التوجهات.
آليات مختلفة للتعامل مع المستقبل
- تدير البنوك الخاصة مثل "سيتي" و"يو.بي.إس" و"كريدي سويس" برنامجا يطلق عليه "أيام الجيل القادم"، حيث تستضيف أبناء العملاء لتعليمهم بعض الأمور عن الاستثمار وتحديات انتقال الثروة، في خطوة تهدف لزيادة المعرفة بتوجهات هذا الجيل.
- يركز "يو.بي.إس" تحديدًا على تعليم العملاء الأصغر سنًا كيفية الاستثمار بحكمة والتأثير في المجتمع عبر فئات الأصول الرئيسية المختلفة، وكذا عدم التركيز على مجال واحد، كما يوجه المصرف النصائح حول كيفية إنشاء محفظة أسهم.
- يؤكد البروفيسور "جيمس جيفورد" الذي وضع برنامج "جيل الألفية الأكثر ثراءً" في جامعة هارفارد ورئيس وحدة "يو.بي.إس" لإدارة الثروات، أن فعاليات استضافة أبناء العملاء هي أداة عظيمة للتواصل مع شباب هذا الجيل.
- يقول "جيفورد" إن الكثيرين من أبناء جيل الألفية لا يهتمون بالاستثمار ويجدونه مملًا، لكن أثر الاستثمار بطبيعته مثير للاهتمام ويشجع العديد من أفراد الأسر الثرية على الانغماس في الاستثمار إذا وجدوا قضية مقنعة لدعمها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}