منذ زمن بعيد، راود مؤسس شركة التكنولوجيا الصينية "LeEco" "جيا يوتينغ" البالغ من العمر 44 عامًا، حلم بناء إمبراطورية تكنولوجية قادرة على منافسة الكبار من أمثال "نتفليكس" و"تسلا" و"آبل".
ومع هذا الطموح توسعت أعمال "جيا" سريعًا من بوابة لبث مقاطع الفيديو إلى شركة متعددة الجنسيات، تبيع المنتجات بداية من أجهزة التلفزيون إلى الحوسبة السحابية والجوالات الذكية والسيارات الكهربائية، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".
وفي يناير/ كانون الثاني عام 2016 قامت الشركة بإعادة تسمية نفسها من "لي-تي في" إلى "لي-إيكو" وهي اختصار لـ"لي إيكوسيستم" والتي تعكس الطموح العالمي لمؤسسها، الذي ما لبث أن بدأ يتحقق حتى كاد يتلاشى نهائيًا.
التعثر
- وفقًا لخبراء وموظفين سابقين في الشركة، فإن الطموح الكبير لـ"جيا" والذي أطلق عليه "النظام البيئي للمشاركة" أدى لسقوط رمز التكنولوجيا الذي كان مصدرًا للإلهام في السابق، لترتطم الشركة بالأرض بعدما حلقت في عنان السماء.
- يرجع ذلك بشكل كبير إلى الاعتماد المتزايد على الديون لتمويل مشاريع فشلت في التوسع، ورغم أن إستراتيجيات "جيا" كانت متقدمة للغاية إلا أنها كانت بحاجة لإجراءات تنفيذية على قدم المساواة من التقدم كي تنجح.
- من النادر نجاح الشركات أو الموظفين في تحقيق الإستراتيجيات بشكل كامل أو مثالي، ما يعني أن الأمر كان أكثر صعوبة على فريق "لي-إيكو" التي كانت تشهد توسعات كبيرة وسريعة.
- خلال عام 2016، امتلكت الشركة هيكلًا متطورًا جدًا، ومع التركيز على بناء نظام بيئي متكامل، طورت 15 فرعًا و68 وحدة تابعة لها، واشترت مساحات واسعة من الأراضي في الولايات المتحدة وأطلقت خططًا لتوظيف الآلاف.
- في الوقت الذي بدأ الإعلام خلاله الترويج لهذا التوسع، بدأ المستثمرون يستشعرون الخطر ويتراجعون، ويعزى ذلك إلى قلة معرفة "جيا" وعدم إلمامه بشؤون السوق، على حد وصف أحد العاملين السابقين معه.
إنذار
- ابتداءً من عام 2016، حذرت وسائل الإعلام الصينية والمحللين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من وجود علامات تنذر بالخطر في نتائج أعمال وحدة "لي-إيكو" المدرجة في بورصة سنتشن.
- سجلت الوحدة مستحقات مالية خلال العام بأكمله بقيمة 8.68 مليار يوان (1.28 مليار دولار) بزيادة قدرها 5.32 مليار يوان عن 2015، وسجلت تدفقًا نقديًا تشغيليًا سالبًا بلغ 1.07 مليار يوان بتراجع نسبته 222%.
- وسجلت الوحدة مبيعات للوحدات الأخرى التابعة لـ"لي-إيكو" بقيمة 11.78 مليار يوان، بزيادة نسبتها 655%، وخوفًا من المشاكل النقدية المحتملة للشركة الأم، بدأ المستثمرون في بيع أسهم الوحدة لتفقد نصف قيمتها تقريبًا قبل إيقاف تداولها.
تأثير الدومينو
- في أواخر عام 2016، اعترف "جيا" بأن الشركة تواجه مشاكل مالية حادة، وبعد ذلك بوقت قصير تدهورت الأوضاع سريعًا، وتوقف مصنع السيارات الكهربائية في نيفادا، وعرض مقر "لي-إيكو" في وادي السيليكون للبيع وخفضت الوظائف.
- تزامنًا مع تزايد الأخبار السلبية حول الموردين الذين رفعوا دعوى قضائية ضد الشركة المتعثرة في سداد المستحقات، قضت محكمة شنغهاي بتجميد أصول بقيمة 182 مليون دولار بسبب التخلف عن سداد قرض لأحد البنوك.
- بعد أيام، استقال "جيا" من جميع المواقع التي يشغلها، وقال إنه سيركز على بناء وحدة السيارات "فاراداي فيوتشر" التي من المتوقع أن تصبح منافسًا لشركة "تسلا" المملوكة للملياردير "إيلون ماسك".
بكين تتحرك
- كان هذا السقوط بمثابة درس للمنظمين الصينيين، الذين بدأوا في الالتفات مؤخرًا إلى ما يسمى بـ"النظام البيئي للمشاركة" والتصدي للمعاملات المشبوهة بين الشركات التابعة لبعضها البعض.
- ذكرت الصحف الصينية المحلية مطلع الشهر الماضي، أن لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، بدأت تطلب من الشركات المدرجة الكشف عن مزيد من المعلومات وتقليل معاملاتها مع الوحدات التابعة.
- شددت اللجنة شروط الموافقة على الطروحات العامة الأولية، وسنت معايير محاسبية أكثر صرامة، لينخفض معدل الموافقة على الاكتتابات العامة إلى أدنى مستوى له في عشر سنوات تقريبًا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}