خلال القرن السابع عشر، ازدهرت زراعة زهرة "التوليب" في هولندا حتى أصبحت رمزا للطبقات الأرستقراطية، وارتفع سعرها إلى حد كبير كما أقبل الكثيرون على شرائها حتى ظهر مصطلح عرف بـ"جنون التوليب" أسفر عن فقاعة اقتصادية وانهيار في الأسواق، وتناولت "بي بي سي" في تقرير أبعاد هذه الأزمة التي أبكت أوروبا.
جذور المشكلة
- كانت زهرة "التوليب" مقتصرا وجودها على دول وسط آسيا في منتصف القرن السابع عشر، ولم يعرف زراعتها سوى عدد محدود في تلك الدول، ثم انتقلت للدولة العثمانية ثم إلى دول غرب أوروبا.
- في ظل ندرتها في ذلك الوقت، أقبل الكثيرون على اقتنائها حتى ظهرت أواخر عام 1590 في هولندا، ثم أصيبت الزهرة بفيروس نتج عنه وجود أنواع وألوان مختلفة من الزهرة مما زاد من الطلب على شرائها.
- نتج عن الفيروس وتهجين الزهرة أكثر من عشرة أنواع ذات أشكال وألوان مختلقة منها، وتم تحديد أسعارها بحسب الندرة والقيمة وسط التجار.
- بحلول عام 1630، ارتفع الطلب على شراء "التوليب" مما دفع الأسعار نحو الارتفاع وحقق تجار ثروات طائلة من وراء بيعها وزراعتها، ولم يتوقف الأمر عند بيع الزهرة فقط، بل أيضا بتلاتها وبذورها لدرجة أن البعض باع أملاكه مقابل اقتناء القليل منها.
- في عام 1633، كانت تباع البتلة الواحدة من "التوليب" مقابل 5500 جيلدر، وفي الشهر الأول من عام 1637، قفز سعر الواحدة إلى عشرة آلاف جلدر.
- اعتبر هذا المبلغ كافيا لإطعام وكساء وإسكان أسرة هولندية على مدار عقود، كما كان كافيا لشراء قصر عتيق يطل على بحيرة في العاصمة "أمستردام"، وكانت المنازل وقتها أغلى من نظيرتها في غالبية مدن العالم.
الفقاعة وانهيار السوق
- بلغ جنون "التوليب" ذروته في شتاء 1636-1637، وأصبح يتاجر فيها فئات مختلفة من المجتمع الهولندي من نجارين وحدادين ومزارعين وتجار وغيرهم.
- حاول كل من كان بحوزتهم زهرة أو بتلات "التوليب" بيعها لجني أرباح وفيرة، ولكن مثل أي فقاعة، بدأت الأسعار طريقها نحو الانهيار، وهرع الجميع نحو البيع سريعا وانتشر الهلع في الأوساط الأوروبية حتى هبطت الأسعار إلى نصف قيمتها مما تسبب في انهيار مالي للكثيرين.
- مع بداية فبراير/شباط 1637، انهار سوق "التوليب" ولم يقدر المضاربون على تحمل تكلفة شراء أي بتلة من الزهرة حتى أرخصها، واختفى الطلب عليها لتهبط إلى عُشر قيمتها السابقة، ووقع الكثير من الهولنديين تحت وطأة الديون لسنوات.
- أصيب بعض المواطنين في هولندا بأمراض نفسية كالاكتئاب جراء هذا الانهيار وظهرت مصطلحات مثل "جنون التوليب" و"حمى التوليب" وتلاشت رغبة الهولنديين نحو الزهور بوجه عام حتى الأعمال الفنية التي تصورها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}