تقترب أكبر تجربة علمية في العالم من أن تصبح المصدر الأكثر تكلفة لتوليد الطاقة مقارنة بالبدائل الأخرى المتاحة من مصادر الطاقة المتجددة التي اعتبرها تقرير لـ "بلومبرج" تهديداً لاستمرار المشروع بعدما بدأت تثار المخاوف حول جدواه.
حيث يسعى 800 عالم لاختبار مفاعل "ITER" البالغ تكلفته 20 مليار يورو (24 مليار دولار) لإنتاج كميات هائلة من الطاقة في موقع بنائه في جنوب فرنسا.
وسيبدأ تجميع المفاعل في مايو/أيار، وعلى عكس المحطات النووية التقليدية التي تعتمد تقسيم الذرات فإنه سوف يدمجها معاً في درجات حرارة تفوق حرارة الشمس بأكثر بعشر مرات وتقدر بـ 150 مليون درجة سيليزية (270 مليون فهرنهايت).
ارتفاع التكلفة مقارنة مع المصادر المتجددة
- أثار المفاعل الذي يشارك فيه 35 دولة التساؤلات فهل سيستطيع تحقيق طفرة في إنتاج الطاقة بتكلفة منخفضة أم أنه سيكون أكثر تكلفة مما تنتجه مصادر الطاقة المتجددة.
- وعد مطورو حقول توليد طاقة الرياح بتوفير الكهرباء دون دعم بحلول عام 2025، فيما تسبب ضعف الطلب على مصادر الكهرباء التقليدية في إعادة تفكير مؤيدي المشروع حول مدى أهمية "إيتر".
- انخفضت تكلفة طاقة الرياح والطاقة الشمسية بسرعة كبيرة، لذلك أصبحت المنافسة أكثر صعوبة مما كان يمكن تصوره قبل عقد مضى.
- سعت الحكومات في عام 2006 إلى توفير طاقة هائلة خالية من التلوث من خلال "المفاعل التجريبي النووي الحراري الدولي" "إيتر".
- مع انتشار حقول توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية وعمل بعضها دون الحصول على دعم مادي، فإن "إيتر" لا يزال يحتاج لعشرات السنوات لإثبات ما إذا كانت نظرياته العلمية يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
- أثناء تلك الفترة من المرجح أن تنتشر صناعة توليد الطاقة المتجددة بفضل انخفاض تكلفة الألواح الشمسية على مدى السنوات الخمس الماضية بنحو 62%، واتخذت طاقة الرياح اتجاهاً مماثلاً مع ارتفاع أحجام التوربينات مما يجعلها توفر طاقة أكبر.
- كما تنتشر البطاريات بسرعة كبيرة مما يقلل الحاجة إلى إنشاء مرافق الكهرباء للحفاظ على توفير إمدادات متواصلة من الطاقة التي من المفترض أن تزودها "إيتر" للشبكة.
- قال رئيس قسم الطاقة المتجددة التابع لوكالة الطاقة الدولية "باولو فرانكل" إن المفهوم التقليدي لتوليد الطاقة يتلاشى تدريجياً، فمن الناحية الفنية يمكن تشغيل نظام بالكامل معتمداً على مصدرين فقط من مصادر الطاقة المتجددة من الرياح والشمس.
- كما أكد على ضرورة استمرار البلدان الداعمة للمشروع في هذا الدعم فالبحث لا يزال يمكن أن يؤتي ثماره، في ظل التحديات العالمية لتأمين إمدادات الطاقة.
- يرى مؤيدو "إيتر" إن تكنولوجيا الاندماج هي إحدى الإمكانيات القليلة لتوليد الكهرباء على نطاق هائل دون رفع انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة.
- أكد المدير العام لشركة "إيتر" "برنار بيجوت" أنه من الصعب الاعتماد فقط على استخدام الطاقة الشمسية، فهناك حاجة حقيقية لتوفير إمدادات موثوقة من الطاقة لتجنب أي انقطاعات محتملة، ومع ذلك يعترف بأهمية إثبات جدارة المشروع بحجم التمويل الهائل الذي يُنفق فيه لضمان الحفاظ على مؤيديه.
مَن يملك "إيتر"؟
- تعتبر أسهم المشروع مملوكة من قبل الاتحاد الأوروبي والصين والهند واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ومنذ إنشائه في عام 2006 إلا أنه يعاني من حاجته لمزيد من التمويل، فكان من الضروري طلب خمسة مليارات يورو إضافية العام الماضي لمواصلة عمله.
- لتوزيع المكاسب العلمية والاقتصادية بين أعضاء التحالف بشكل متساو، أصدر "إيتر" أكثر من 2800 عقد تصنيع ووقع على نحو مائة اتفاق مع وكالات مشتريات منفصلة.
- ساهم المفاعل الجديد في خلق أسواق جديدة للمواد المتطورة مثل أسلاك النيوبيوم والقصدير فائقة التوصيل التي تم تطويرها لاحتواء تفاعلات "إيتر" النووية القوية لنقل الكهرباء ذات الجهد العالي.
ارتفاع التكلفة المتوقعة للمشروع
- في عام 2015 حوَّل الاتحاد الأوروبي المكون نحو 500 مليون يورو لتمويل الشركة، إلا أنها تلقت فعلياً نصف المبلغ فقط، فيما تأتي المساهمة الأمريكية من خلال قرار مستمر للكونجرس ينتهي في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}