نبض أرقام
11:00 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24

قصة "تشارلز بونزي" و"الاحتيال الهرمي"

2017/06/27 أرقام

يطلق على عمليات الاحتيال المالية وبصفة خاصة تلك التي تسمى "الاحتيال الهرمي" حيث يتلقى فيها المستثمرون عوائد من خلال الاستثمارات الجديدة، اسم "مخطط بونزي "نسبة إلى "تشارلز بونزي" وهو مهاجر إيطالي كان يعيش في "بوسطن" بالولايات المتحدة، وقد ألقي القبض عليه في عام 1920 بسبب احتياله على الآلاف من الأشخاص ليجمع 15 مليون دولار "حوالي 190 مليون دولار اليوم" على مدى ثمانية أشهر فقط.

ويستعرض تقرير لمجلة "تايم" حياة  "تشارلز بونزي" وطريقة الاحتيال التي كان يستخدمها

عوائد 100% خلال 90 يوما


- بدأ "بونزي" احتياله من خلال بيع ما يسمى قسيمة خاصة بالبريد والتي يمكن استخدامها لشراء الطوابع في أي بلد في العالم، حيث كان يقول إنه يقوم بشرائها من البلاد ذات العملة الضعيفة، ويقوم ببيعها في بلد ذي عملة  قوية وإنه سيجني ثروة من ذلك.

- وعد "بونزي" العملاء بربح يصل 50% خلال 45 يوما ومضاعفة استثمارهم خلال 90 يوما، مما زاد من إقبال الأفراد على الاستثمار معه، وأفادت تقارير في يوليو/تموز 1920 بأنه كان يحتفظ بالمال في سلة المهملات بعد  امتلاء أدراج المكتب.

- لكن برزت مشكلة، وهي أن فكرة بيع "قسيمة الرد البريدية" كانت مستحيلة من الناحية اللوجيستية لأنه لم يكن هناك ما يكفي من القسائم المتداولة ولم تكن هناك وسيلة لتحويلها إلى نقود.

- لأن "بونزي" لم يتمكن من الحصول على قرض لدعم أعماله، ولم تكن تجارة القسائم توفر العوائد التي وعد بها، فقد قرر استخدام أموال المستثمرين الجدد لدفع عوائد المستثمرين القدامى بينما يدعي أنها من عائدات تجارته في  القسائم، وأجبرت هذه الخطة العديد من الشركات الائتمانية على الإغلاق وكان أكبرها شركة "هانوفر تراست" .

- تم كشف "مخطط بونزي" من قبل صحيفة "بوسطن بوست" والتي وجدت أن عليه حكمًا قضائيًا في كندا، حيث كان يتعامل بشيكات مزورة، كما تبين أنه تعلم كيفية الاحتيال من مصرفي في "مونتريال" والذي كان يخدع العملاء بطريقة مماثلة وبعد إدانته تم الحكم عليه بالسجن لمدة تسع سنوات.

"الاحتيال الهرمي" والظروف الداعمة له


- على الرغم من أن العديد من عمليات "الاحتيال الهرمي" يطلق عليها اسم "بونزي" إلا أنه لم يخترع هذا النوع من الاحتيال، فعلى سبيل المثال كان "بروكلينيت ويليام ميلر" يعد المستثمرين في عام 1899 بعوائد تصل إلى 520% وجمع من وراء ذلك مليون دولار.

- كان توقيت مخطط "بونزي" في أعقاب الحرب العالمية الأولى، حيث كان الاقتصاد الأمريكي قد بدأ في الانتعاش مما جعل الناس أكثر عرضة للاحتيال، وقال "بونزي" في مقابلة مع "أسوشيتد برس" قبل وفاته "كانت هذه الأيام تتسم بالجنون، حيث كان كل شخص يريد جني المال، وكان عملي بسيطا وهو أخذ أموال شخص وإعطاؤها لآخر".

- يقول أستاذ الاقتصاد في كلية "ويليامز" "جيرارد كابريو": هذه الأنواع من مخططات المضاربة تزداد عندما يحقق الاقتصاد أداء جيدا حيث يرغب الأشخاص في جمع ثروة سريعا، بالإضافة إلى ذلك في وقت "بونزي" لم يكن قد تم إنشاء لجنة الأوراق المالية، لذلك لم يكن هناك الكثير من الحماية ضد هذه الأنواع من الوسائل.

- حدثت أسوأ أنواع مخططات "بونزي" في التاريخ في "رومانيا" و"ألبانيا" بعد سقوط الشيوعية، عندما كان الناس في هذه البلدان يعانون من الفقر المدقع، لذلك كانوا أكثر عرضة لكافة أنواع الاحتيال .

"لم أجن سوى المتاعب"


- بعد دفع الدفعة النهائية إلى دائني "بونزي" في ديسمبر/كانون الأول 1930، وصفته مجلة "تايم" بأنه "الخارق غير العادي الذي يضخم الثروات سريعا" وأن سيرته ستوضع في مكان متألق ضمن أرشيف الاحتيال.

 - حصل "بونزي" على  إفراج مشروط في فبراير/شباط 1934، ورحل إلى إيطاليا في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، وقال للصحفيين قبل أن يغادر: "لقد بحثت عن المتاعب وحصلت على  أكثر مما كنت أتوقع."

- بعد بضع سنوات تولى وظيفة في البرازيل، قبل أن يتوفى في "ريو دي جانيرو" في يناير/كانون الثاني من عام 1949 تاركاً خلفه 75 دولارا فقط، ونشرت مجلة "لايف"  نعيه في صفحة كاملة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.