رصد تقرير الهبوط الحاد لعوائد السندات الأمريكية، بفعل تراجع نظيرتها العالمية، وحالة القلق التي تنتاب المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي.
وأشار التقرير الذي نشرته "سي إن إن موني" إلى أن التراجع الحاد في عائد السندات الأمريكية لا يعد بالضرورة إشارة قوية لسوق الأوراق المالية أو الاقتصاد الكلي.
وتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات لأدنى مستوياته منذ أبريل/نيسان 2015، بعد أن وصل لمستوى 1.82% مقارنة بـ 2.33% في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي عقب رفع الفائدة الأمريكية لأول مرة في أكثر من 9 سنوات.
نشاط للأصول الآمنة
يأتي التراجع في عائد سندات الخزانة الأمريكية مع زيادة مشتريات المستثمرين للسندات، حيث إنه كلما ارتفعت السندات قل العائد عليها.
اتجه المستثمرون لمزيد من مشتريات السندات الأمريكية منذ بداية العام الحالي مع المخاوف المتعلقة بانهيار أسعار النفط، وتباطؤ الاقتصاد في الصين.
ينظر المستثمرون إلى السندات الأمريكية على أنها وعاء استثماري آمن في حال تقلبات أسواق الأسهم بشكل كبير.
سجل صندوقا استثمار "إي تي إف" للسندات الحكومية آجل 7 و10 سنوات، و"إي تي إف" للسندات آجل أكثر من 20 عامًا ارتفاعًا بنسبة 4 و7% على التوالي منذ بداية عام 2016.
أسواق السندات العالمية
رغم التراجع في عائد السندات الأمريكية، فإن هناك مساحة إضافية لمزيد من الهبوط، مع حقيقة أنه لا زال أعلى بكثير من نظيرتها في الأسواق المتقدمة الأخرى.
يتراجع العائد على السندات الحكومية في ألمانيا وفرنسا أدنى مستوى 1%، في حين يبلغ العائد على ديون اليابان مستوى أعلى قليلا من "صفر"، وسط توقعات باتجاهه للنطاق السالب مع خفض بنك اليابان الفائدة لمستوى – 0.1% في الأسبوع الماضي.
يسجل العائد على السندات الحكومية في سويسرا مستوى سالبا، مع تكهنات بمزيد من الهبوط خلال الفترة المقبلة.
لا زالت السندات الأمريكية تمثل عامل جذب للمستثمرين الراغبين في عائد أعلى من الأسواق المتقدمة الأخرى، والخائفين في نفس الوقت من التعامل في السندات غير المرغوب فيها أو ديون الأسواق الناشئة.
مزيد من الهبوط؟
توقع محللو الدخل الثابت في شركة "بريدينتيل" عبر تقرير حديث أن تبقى معدلات الفائدة في الولايات المتحدة أدنى ذروتها المسجلة في عام 2015 خلال المستقبل القريب.
يبرز سبب هذه التوقعات في سياسة التيسير الكمي الضخمة التي ينتهجها البنك المركزي الأوروبي، وبنك اليابان، مع تراجع التكهنات بشأن قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمزيد من عمليات رفع معدل الفائدة خلال العام الجاري.
يقول "أنتوني فاليري" خبير استثمارات الدخل الثابت في شركة "إل بي إل فاينانشال" إنه من المحتمل هبوط عائد السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى مستواه المتدني في يناير/كانون الثاني 2015 عند مستوى 1.65%، خاصة في حال جاءت بيانات الوظائف الشهرية أقل من التوقعات.
يعتقد "فاليري" أن معدل عائد السندات الأمريكية سوف يرتد لأعلى في النهاية، ليظل أعلى بكثير من الأسواق المتقدمة الأخرى، في حال عدم وجود إشارات على "ركود فعلي" للاقتصاد الأمريكي.
يشير التقرير إلى أنه رغم التوقعات التي كانت سائدة لفترة طويلة حول احتمالية انتهاء ما اعتبره البعض "فقاعة سوق السندات الأمريكية"، فإن الارتفاع في السوق الذي دام لأكثر من 30 عاما قد لا يكون في مرحلة النهاية حتى الآن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}