يعد حساب تكلفة انتاج برميل واحد من النفط أمراً معقدا، وذلك لتعدد وتشابك العناصر المرتبطة، فالنفط التقليدي تختلف تكلفته عن نظيره الصخري أو الرملي، هذا فضلاً عن اختلاف تكاليف العمليات المرتبطة بالنقل والعمالة من منطقة لأخرى.
وإجمالا فإن صناعة النفط تنقسم إلى ثلاثة مراحل رئيسية: upstream وهي المرحلة المتعلقة بالتنقيب والإنتاج اذا جاز التعبير، والثانية وهي مرحلة منتصف الطريق أو النقل downstream، ثم downstream وهي المتعلقة بالتكرير وبلوغ المنتج النهائي للمستهلك.
لكن لماذا هذه المقدمة عن هذه المراحل؟
الأصل في الأمر أن هناك نوع من التخصص خلال المراحل الرئيسية الثلاثة المذكورة آنفاً، لكن هناك نوع من التداخل ومشاركة معظم الشركات العاملة في المجال خلال معظم المراحل تقريباً.
لكن الشركات النفطية بحد ذاتها لها تصنيف آخر يعتمد على أماكن عملياتها، حيث توجد شركات عالمية عابرة للقارات مثل "اكسون موبيل"، و"شل"، وغيرهما، وأخرى محلية مملوكة من قبل الحكومات ونطاق عملها محدد بحدود بلادها مثل "أرامكو"، و"بيمكس" المكسيكية، هذا فضلا عن نوع ثالث تملك الحكومة حصة منه والباقي للمستثمرين.
ولأن الشركات المدرجة في البورصات تكون ملزمة بالإفصاح عن بياناتها فيمكن الحصول على بيانات معلومة وموثوقة منها، على عكس الشركات غير المدرجة حيث تبقى غير ملزمة بتوفير إفصاح عن عملياتها وبياناتها.
لذا فقد استندت ادارة معلومات الطاقة الأمريكية على بيانات شركات كبرى في تقدير تكلفة انتاج برميل النفط في الفترة بين عامي 2007 إلى 2009 مع مراجعتها مطلع العام الماضي لإضافة أى متغيرات جديدة.
لكن قبل متابعة الجدول المقتبس من موقع الإدارة يجب الإنتباه إلى أن تكلفة الإنتاج تشمل عناصر عديدة هامة تتعلق إجمالاً بالتنقيب، التشغيل، صيانة الآبار، والإرتباطات المتعلقة الأخرى ذات الصلة.
ويمكن حصر تلك العوامل في : تكلفة الإستكشاف بما فيها المسوجات الجيولوجية والدراسات العملية المرتبطة بالتنقيب وتكاليف الحفر،ثم تكلفة الإنتاج وما يتضمنه تكاليف متعلقة، وأخيرا تكاليف تتعلق بالضرائب غير المرتبطة بالدخل.
وربما لا يكون الجدول السابق قد أعطى تفصيلاً كبيراً عن التكلفة المرتبطة بإنتاج برميل واحد من النفط، وبالنظر لما قام به محللون في "مورجان ستانلي" قبل حوالي سبعة أشهر نجد اختلافاً فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، حيث تظل الأرخص عالميا (تقرير ادارة معلومات الطاقة 16.88 دولار، مورجان ستانلي 27 دولاراً).
ويبقى هناك فارق كبير في التكلفة بين النفط الصخري والرملي ونظيرهما التقليدي رغم الإختلاف على متوسط الأول، والتي تحدد مدى قدرة الشركات العاملة في مجال استخراجه في الصمود مع تراجع الأسعار العالمية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}