في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، شهد قطاع التعدين في المملكة تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الماضية، بفضل المبادرات والخطوات الجادة التي اتخذتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
وقد ركزت هذه الجهود على تعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية المقدرة بقيمة 9.3 تريليونات ريال، لترسيخ مكانة قطاع التعدين كركيزة ثالثة للصناعات الوطنية، وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للصناعات المعدنية والخدمات التعدينية.
ومن بين هذه الجهود، يبرز مبادرة "ملتقى ربط المستثمرين المحليين مع شركات التعدين الدولية" كإحدى المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى فتح آفاق جديدة للشراكات في قطاع التعدين والمعادن وتعزيز التعاون بين المستثمرين المحليين وشركات التعدين الدولية كخيار جديد وجاذب للمستثمرين المحليين للاستثمار طويل الأجل في قطاع استراتيجي وحيوي ووطني واعد.
وقد حقق الملتقى نجاحًا كبيرًا في جذب الاستثمارات وتشكيل تحالفات قوية بين الشركات المحلية والدولية وتأسيس شركات للاستثمار في قطاع التعدين بالمملكة.
وقد فازت هذه التحالفات الجديدة برخص للاستكشاف في المملكة ضمن جولات المنافسات التعدينية الأخيرة، ويُعقد الملتقى ضمن فعاليات مؤتمر التعدين الدولي بمشاركة دولية واسعة وشركات من دول مثل كندا وأستراليا وجنوب أفريقيا لها باع طويل في الاستكشاف التعديني.
شراكات استراتيجية ونجاحات متتالية
وتهدف فعاليات "ملتقى ربط المستثمرين المحليين مع شركات التعدين الدولية" إلى أن يكون منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعرفة بين أصحاب المصلحة في قطاع التعدين، وتسهيل بناء شراكات استراتيجية تسهم في تعزيز وتسريع عمليات الاستكشاف والاستغلال الأمثل للثروات المعدنية الهائلة والمتنوعة التي تزخر بها المملكة.
وفي هذا السياق، صرح معالي نائب الوزير لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر قائلًا: "يمثل هذا الملتقى منصة مثالية تجمع المستثمرين المحليين ومن بينهم مكاتب الاستثمار العائلي من داخل وخارج قطاع التعدين لتبادل الخبرات والمعرفة، وبناء شراكات استراتيجية مع شركات التعدين الدولية المهتمة بالاستثمار في المملكة، ويتيح الملتقى فرصة للاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير قطاع التعدين، بما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي رائد في هذا المجال".
وأضاف معاليه: "على مدار نسختين متتاليتين ضمن فعاليات مؤتمر التعدين الدولي، عامي 2023 و2024، شهد الملتقى مشاركة 60 شركة تعدين محلية ودولية و35 شركة استثمارية، وأسفر عن توقيع شراكات استراتيجية عززت من قدرات المستثمرين المحليين وفتحت آفاقًا جديدة وفرصًا غير مسبوقة للتعاون مع الشركات العالمية في قطاع التعدين والمعادن الواعد في رؤية 2030.
وقد نتج عن ذلك تشكيل 9 تحالفات بين مستثمرين محليين ودوليين، عكست قوة وجاذبية الملتقى كمنصة لتكوين شراكات فعالة في القطاع".
وشاركت هذه التحالفات التسعة في جولات المنافسات التعدينية التي أعلنت عنها وزارة الصناعة والثروة المعدنية خلال عام 2024، حيث فازت 7 منها بعدد من رخص الكشف ضمن الجولات الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة للمنافسات.
وبلغ إجمالي التزامات هذه التحالفات بالإنفاق على أنشطة الاستكشاف ومبادرات تنمية المجتمعات المحلية ما يقرب من 600 مليون ريال، ما يعكس جاذبية الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالمملكة، ويؤكد التزام المملكة، ممثلة في وزارة الصناعة والثروة المعدنية، بفتح المجال أمام مستثمرين جدد، وتوفير فرص واعدة في هذا القطاع الحيوي، الذي يمثل إحدى الركائز الأساسية لتنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
النسخة الثالثة.. آفاق جديدة
وتتواصل الجهود الحثيثة لدعم قطاع التعدين في المملكة من خلال النسخة الثالثة من فعاليات ملتقى " ربط المستثمرين المحليين مع شركات التعدين الدولية "، والتي ستُعقد ضمن النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي، المقرر في الفترة من 14 إلى 16 يناير 2025.
وتُعد هذه النسخة خطوة جديدة في إطار الخطة الطموحة لتأهيل المستثمرين المحليين ورفع قدرتهم التنافسية، مع توقعات بمشاركة أكثر من 50 شركة محلية ودولية، ما يعكس تنوعًا واهتمامًا متزايدًا بهذا القطاع الحيوي.
وأضاف معالي نائب الوزير لشؤون التعدين: "يشهد قطاع التعدين السعودي تحولًا نوعيًا بفضل الدعم الكبير الذي يلقاه من القيادة الرشيدة.
ويُعد هذا الملتقى دليلًا واضحًا على هذا التحول، إذ نتطلع إلى مستقبل واعد للقطاع، مستندًا إلى النجاحات التي حققها حتى الآن نتيجة الجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص.
نسعى إلى تعزيز هذه الشراكة وتوسيعها من خلال مثل هذه الملتقيات، التي تساهم في تحقيق النمو المستدام وتطوير القدرات الوطنية".
فرص واعدة
وسط الزخم العالمي المتزايد نحو استكشاف المعادن واستغلالها، تستعد المملكة العربية السعودية للكشف عن فرص جديدة واعدة في قطاع التعدين على مساحة شاسعة تُقدر بنحو 50 ألف كيلومتر مربع، وذلك خلال فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي.
والذي ينعقد تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – في الفترة من 14 إلى 16 يناير 2025، وستُفتح هذه الفرص الآفاق أمام استثمارات نوعية تستهدف الكشف عن خامات معادن الأساس والمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والنحاس والزنك وغيرها، مما يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي للتعدين وخدماته والصناعات المعدنية.
يذكر أن المملكة، قد حققت أسرع نمو في الاستثمارات بقطاع التعدين حول العالم، وذلك حسب تقرير صادر عن (MineHutte) بالتعاون مع مايننغ جورنال؛ مشيرًا التقرير إلى أن المملكة حققت أسرع نمو عالمي في تطور البيئة التنظيمية والأساسية الجاذبة للاستثمارات التعدينية خلال السنوات الخمس الماضية (2018-2023).
كما شهدت المملكة تحسُّنًا كبيرًا في مؤشر التراخيص التعدينية، حيث جاءت كثاني أفضل دولة في بيئة منح التراخيص في العالم، وتطورًا في مؤشر السياسات المالية؛ مما جعلها إحدى أفضل 10 دول في المؤشر على مستوى العالم، وأحرزت تقدمًا في مؤشر البنية التشريعية واللوائح التنظيمية؛ لتصبح ضمن أفضل دول التعدين في العالم من حيث الأطر التشريعية والتنظيمية، ونموذجًا يحتذى به في عمليات تحسين الأطر التنظيمية وتطوير قطاع التعدين عالميًا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}