دعا المتحدثون في المؤتمر الرابع عشر للمغذيات الزراعية الذي ينظمه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) لأول مرة في الرياض بين 10 و12 سبتمبر، إلى ضرورة تحقيق التوازن بين تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء وبين المساهمة في تحقيق الاستدامة، وخفض الانبعاثات، وتعزيز أهداف الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
افتُتح المؤتمر الذي ينعقد هذا العام تحت شعار "الابتكار الزراعي "تعزيز الأمن الغذائي وبناء مستقبل مستدام" بكلمة للرئيس التنفيذي لشركة سابك ورئيس مجلس إدارة جيبكا المهندس عبدالرحمن الفقيه، ألقاها بالنيابة عنه الرئيس التنفيذي لشركة سابك للمغذيات الزراعية فهد آل بتار، أشار فيها إلى أن مساهمة الصناعة في الحد من آثار تغير المناخ تتطلب أكثر من مجرد تقليل استهلاك الطاقة، بل تشمل أيضًا استبدالها بمصادر طاقة نظيفة.
وبيّن أن الفحم يستخدم لتوفير الطاقة لحوالي ربع إنتاج الأمونيا عالميًا، في حين أن الغاز الطبيعي يمكن أن يوفر الطاقة نفسها مع تقليل الانبعاثات بحوالي 60%.
وأوضح آل بتار أنه يمكننا تطوير طرق اقتصادية لالتقاط ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إنتاج الأمونيا من المصادر الهيدروكربونية. وإذا أردنا التخلص كلياً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فيجب علينا توجيه الابتكار للوصول إلى طرق اقتصادية لإنتاج الأمونيا بالكهرباء المتجددة.
من جانبه ركز الرئيس التنفيذي لشركة قطر للأسمدة "قافكو" ورئيس لجنة المغذيات الزراعية في جيبكا عبدالرحمن السويدي خلال كلمته على الهدف المشترك الذي يجمع الصناعة، وهو: "تعزيز استدامة الممارسات الزراعية وتحفيز الابتكار".
وأكد السويدي أن دورنا لا يقتصر فقط على تحسين الإنتاجية الزراعية، بل يتجاوز ذلك إلى ضمان أن تكون ممارساتنا مسؤولة بيئياً ومجدية اقتصادياً، مشددًا على أن الاستدامة في الزراعة تتطلب بالضرورة التركيز على الكفاءة إلى جانب الحفاظ على البيئة.
بدورها قدمت المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية الدكتورة طريفة الزعابي رؤى حول الفرص المتاحة لتوفير الغذاء للعالم واستشراف آليات تعزيز استدامة المغذيات الزراعية.
من جانبه أوضح الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات الدكتور عبدالوهاب السعدون، أن مؤتمر هذا العام يهدف إلى معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه قطاع المغذيات الزراعية، مثل الطلب المتزايد على هذه المغذيات، وضرورة تحقيق أهدافنا المناخية، وكيف يمكن للابتكار الزراعي أن يسد الفجوة عبر تمكين إنتاج المغذيات الزراعية بطريقة أكثر استدامة وكفاءة.
وأضاف الدكتور السعدون: "على مدار اليومين الماضيين، أتاح المؤتمر فرص للتواصل مع نخبة من المبتكرين في الصناعة وقادة القطاع والأكاديميين، مما أوجد بيئة مثالية لتبادل الأفكار المبتكرة حول كيفية التعامل مع التحديات المستقبلية, حيث كانت تجربة ثرية بفضل الأفكار والرؤى التي طرحها المشاركون والمتحدثون.
يذكر أنه ضمن فعاليات اليوم التمهيدي للمؤتمر، نظمت جيبكا ورشة عمل تناولت موضوع "التميز التشغيلي في صناعة المغذيات الزراعية بدول مجلس التعاون الخليجي"، أعقب الورشة مسابقة جيبكا الثالثة للابتكار المخصصة لطلبة الجامعات الخليجية، التي ركزت هذا العام على المشاريع والأفكار المتعلقة بالاقتصاد الدائري في الزراعة، والإدارة المستدامة للموارد، بالإضافة إلى الابتكار وخفض الانبعاثات في إنتاج المغذيات الزراعية، وتم تنظيم زيارة ميدانية إلى مركز استدامة في اليوم نفسه، ليتسنى للمشاركين في المؤتمر من التعرف على أحدث الأبحاث والتطورات في هذا القطاع.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}