افتتحت "آبل" أول متاجر "آبل ستور" في فيرجينيا عام 2001، وقبل ذلك كانت تٌباع منتجات الشركة لدى تجار البيع بالتجزئة، ولكن بسبب عدم رضا الشريك المؤسس الراحل "ستيف جوبز" عن تجربة العملاء، فكر في أن تفتح صانعة الآيفون متاجرها المستقلة.
وأثناء وضعه للتصور عن أول متاجر "أبل ستور" أراد "جوبز" أن يحاكي تجربة العملاء في المتاجر الفخمة، لذلك لجأ إلى "برنارد أرنو" المؤسس والمسؤول عن قيادة مجموعة بيع المنتجات الفخمة "إل في إم إتش".
وطلب "جوبز" من "أرنو" النصيحة بشأن فتح متاجر "آبل" في نفس المناطق التي تقع فيها مواقع البيع بالتجزئة الرئيسية الخاصة بالعلامة التجارية "لوي فيتون".
وفي مقابلة أجريت عام 2016 مع "أكسفورد يونيون"، صرح "أرنو" قائلاً: اعتقد الجميع بأنه من الجنون تمامًا بيع منتجات "آبل" في متجر، أتذكر في ذلك الوقت أن "مايكل ديل" – مؤسس "ديل تكنولوجيز" - قال إن هذا أمر جنوني تمامًا ولن ينجح أبدًا.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
ولم يكن رجل الأعمال الفرنسي نفسه متأكدًا من رؤية "جوبز" في البيع بالتجزئة، لكنه لم يتردد في تقديم النصيحة له، ونصحه قائلاً: عندما يكون لديك المنتج، عليك توفير بيئة جيدة في المتاجر، يجب تقديمه بشكل جيد، وأكد أهمية تجربة العملاء كما كان يرى "جوبز".
|
هل نجح التركيز على أهمية تجربة العملاء بالنسبة لكل من "إل في إم إتش" و"آبل"؟ |
||
|
الشركة |
|
التوضيح |
|
هل نجح الأمر مع "آبل"؟ |
|
علق "أرنو" في المقابلة قائلاً: يجب أن أقول إنني كنت متشككًا بعض الشيء في بيع أجهزة الآيبود في متجر، لكنها نجحت.
بالفعل أحدثت متاجر "آبل" ثورة في تجارة التجزئة التقنية، وحاليًا لدى الشركة أكثر من 500 متجر في حوالي 25 دولة، ويدر كل منها ما يراوح بين 40 مليونا إلى 100 مليون دولار سنويًا، حسب تقديرات "بلومبرج".
تتقاسم شركة التكنولوجيا الأمريكية بالفعل في عدة سمات مع بعض العلامات التجارية الرائدة التابعة لـ "إل في إم إتش" منها صفوف الانتظار الطويلة عند طرح منتج جديد، والأسعار المرتفعة، وتجار العملاء المميزة.
لكن يرى "أرنو" أن "آبل" تفتقد لأمر رئيسي يحدد العلامة التجارية الفخمة، وهو الجمع بين الحداثة وعدم الاقتصار على وقت معين، وتذكر طرحه سؤالاً على "جوبز" حول مستقبل الشركة قائلاً: هل تعتقد أن جوالك سيشهد نفس النجاح خلال 20 عامًا؟، لكن أقر "جوبز" بأنه لا يعرف ذلك بسبب طبيعة التطور المستمر لقطاع التكنولوجيا.
|
|
ماذا عن "إل في إم إتش"؟ |
|
أشاد "أرنو" برؤية "جوبز" طويلة المدى، لأنها العقلية التي يتبناها في قيادة "إل في إم إتش".
ونجح بالفعل على مدار خمسة عقود، في تحويل شركة صناعة الملابس إلى مجموعة فخمة تضم أكثر من 75 علامة تجارية شهيرة بما في ذلك "لوي فيتون" و"ديور" و"سيفورا".
وأثناء المفاوضات لاستحواذ "إل في إم إتش" على شركة "تيفاني آند كو"، قام أحد المسؤولين التنفيذيين باصطحاب "أرنو" في جولة في المتجر الرئيسي لشركة المجوهرات الفخمة في نيويورك، وسرد "أرنو" لصحيفة "وول ستريت جورنال" في العام الماضي عن التجربة قائلاً: لقد ضللنا طريقنا في المبنى، هذا الرجل يضل الطريق في متجره، لذا كان أمامنا بعض العمل الذي يتعين القيام به في هذا الشأن.
وفي عام 2021، أكملت "إل في إم إتش" استحواذها على "تيفاني" بقيمة 15.8 مليار دولار، وأمر "أرنو" بتجديد كامل لموقعها الرئيسي في "فيفث أفينو".
وحقق "أرنو" نجاحًا هائلاً في قيادة "إل في إم إتش" – التي تعد حاليًا أكثر شركات صناعة السلع الفخمة قيمة في العالم - إذ بلغت إيراداتها 93.46 مليار دولار في عام 2023.
ويعد أرنو" – البالغ من العمر 75 عامًا - حاليًا ثاني أكثر مليارديرات العالم ثراءً بثروة قدرها 195 مليار دولار، حسب مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات.
|
المصدر: فورتشن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}