توشك الصين أن تتجاوز اليابان لتصبح أكبر الدول المصدرة للسيارات في 2023، بدعم من السيارات العاملة بالبنزين، وخاصة مع الطلب القوي من روسيا، إلى جانب تفوقها في مجال المركبات العاملة بالبطاريات.
وقدرت جمعية سيارات الركاب الصينية "سي بي سي إيه" أن الصين صدرت عددًا قياسيًا بلغ 5.26 مليون وحدة بما يشمل سيارات الركاب والحافلات والشاحنات خلال 2023، بارتفاع 56% عن العام السابق، وبقيمة إجمالية قدرها 102 مليار دولار.
وتشير التقديرات إلى أن اليابان شحنت 4.3 مليون وحدة للخارج خلال نفس الفترة، أي أقل من الصين بحوالي مليون مركبة، وأضافت الرابطة في تقريرها: من المؤكد أن الصين أصبحت أكبر مُصدر للسيارات في العالم.
وحسب أحدث البيانات الرسمية الصادرة من اليابان، فإن الدولة شحنت 3.99 مليون مركبة للخارج خلال الأحد عشر شهرًا الأولى من 2023.
وسيتم تأكيد ذلك التحول في صناعة السيارات العالمية بمجرد صدور البيانات السنوية الرسمية من كل من الصين واليابان، وذلك قد يتم خلال الأسابيع المقبلة.
وأوضحت "سي بي سي إيه" أن صعود الصين السريع إلى القمة قد يعود إلى صناعة السيارات الكهربائية الرائدة عالميًا، وتحسن جودة المركبات المصنوعة في الصين، إلى جانب رغبة شركات صناعة السيارات المحلية في البحث عن ربحية أفضل في الخارج وتعويض ضغط التكلفة في الداخل.
كيف بدأت القصة؟
- قبل عام 2021، كانت شحنات الصين السنوية من السيارات إلى الأسواق الخارجية تناهز المليون سيارة فقط على مدار عشر سنوات تقريبًا.
- ولكن في 2021 - بدعم من زيادة صادرات المركبات الكهربائية - ارتفعت شحنات السيارات من الصين بحوالي 103% إلى 2.2 مليون وحدة، لتتفوق على كوريا الجنوبية وتصبح ثالث أكبر مُصدر للسيارات في العالم.
- ثم في عام 2022، نجحت الصين في التفوق على ألمانيا لتفوز بلقب ثاني أكبر الدول من حيث صادرات السيارات بعد اليابان.
هل ذلك التفوق مستدام؟
- واصلت الصين تقدمها التدريجي في السوق العالمي، مع توسع شركات صناعة السيارات بشكل متزايد في الخارج، على سبيل المثال، ارتفعت صادرات الصينية "بي واي دي" – التي تجاوزت الأمريكية "تسلا" مؤخرًا كأكثر شركات السيارات الكهربائية مبيعًا في العالم – بحوالي خمسة أضعاف لتسجل 242 ألف وحدة في 2023.
- وتواصل "بي واي دي" – المدعومة من الملياردير "وارن بافت" - توسيع نطاق معارضها عبر أوروبا، لأنها تستهدف زيادة مبيعاتها هناك خلال 2024.
- كما أن شركات صناعة السيارات العالمية التي لديها مصانع في الصين تتطلع أيضًا لتصدير سياراتها التي تصنعها في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، من بينها الأمريكية "فورد" التي قالت إنها عززت صادراتها من الصين إلى 100 ألف وحدة في العام الماضي.
- وتعتزم الألمانية "فولكس فاجن" للمرة الأولى شحن مركباتها المصنعة في الصين للخارج، إذ ذكر متحدث باسم الشركة الألمانية أنها تستهدف شحن ما يصل إلى 60 ألف وحدة من سيارتها الكهربائية "كوبرا تافاسكان" إلى أوروبا هذا العام.
مساهمة روسيا
- غادرت مئات العلامات التجارية العالمية المصانع والمعارض في روسيا بعد غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير 2022، وهو ما صب في صالح شركات صناعة السيارات الصينية من غياب المنافسين العالميين.
- ارتفعت شحنات السيارات الصينية إلى روسيا بنسبة 545% في الأحد عشر شهرا الأولى من عام 2023 لتصل إلى 840 ألف وحدة، وذلك حسب أحدث بيانات الجمارك الصينية.
- وذكر "كوي دونجشو" الأمين العام لـ "سي بي سي إيه"، أن الشركة الصينية "شيري" أصبحت أكبر مصدري السيارات في العام الماضي متفوقة على "تسلا" و"بي واي دي" بسبب ازدهار مبيعاتها لروسيا، إذ باعت إجمالي أكثر من 900 ألف سيارة في الخارج.
- كما شهدت الشركتان الصينيتان "جيلي" - المالكة لشركة "فولفو" - و"جريت وول موتور" توسعًا كبيرًا في المبيعات في روسيا.
- ولكن أشار "كوي" إلى أن ذلك النمو في الصادرات الموجهة لروسيا قد لا يكون مستدامًا في البلاد، لأنه تمت تلبية الطلب وزاد المخزون.
المصادر: سي إن إن - وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}