سيطرت شركة "شي إن Shein" الصينية على عناوين الصحف العالمية خلال الأيام الماضية، بعد تقدمها بطلب للطرح العام الأولي في السوق الأمريكي.
لكن محاولة شركة الأزياء للإدراج في الولايات المتحدة قد تواجه عقبات محتملة مع الانتقادات التي تحيط بنموذج أعمالها.
خطة الطرح العام
- ذكرت عدة تقارير أن شركة "شي إن" تقدمت بطلب سري للطرح العام الأولي في سوق الأسهم الأمريكية في العام المقبل.
- الشركة عينت بنوك "جولدمان ساكس" و"جيه بي مورجان" و"مورجان ستانلي" لإدارة الطرح العام الأولي.
- كان تقييم شركة الأزياء يبلغ 66 مليار دولار في مايو الماضي، بتراجع من 100 مليار دولار في جولة تمويلية عام 2022.
- من شأن الطرح العام الأولي المحتمل أن يجعل "شي إن" الأكثر قيمة بين الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بعد "ديدي" للنقل التشاركي والتي تم طرحها في 2021 بتقييم 68 مليار دولار.
- يعتبر تقييم الشركة الأخير أكبر من "إتش آند إم" السويدية للتجزئة والبالغ نحو 27 مليار دولار، لكنه أقل من "إنديتكس" المالكة للعلامة التجارية "زارا" والبالغ 126 مليار دولار.
- ذكرت وكالة "بلومبرج" نقلًا عن مصادر في الشهر الماضي أن "شي إن" تستهدف تقييما يبلغ 90 مليار دولار في الطرح العام الأولي.
- قال "سوميت سينغ" المحلل في شركة "إيكويتاس ريسيرش" إن الشركات الكبرى مثل "شي إن" تتدافع على أسواق رأس المال بسبب معدلات الفائدة المرتفعة وقبل التغييرات المحتملة في اللوائح الأمريكية لصغار شركات التجزئة.
ما هي؟ ومن يملكها؟
- حققت "شي إن" انتشارًا قوياً بين المستهلكين بدعم الأسعار الرخيصة لمنتجاتها من الملابس.
- تأسست الشركة في الصين عام 2012، قبل أن تنقل مقرها الرئيسي إلى سنغافورة في 2021، في خطوة يعتبر محللون أنها كانت تستهدف التحايل على القواعد الصينية الجديدة بشأن الطرح العام في الخارج.
- بدأ المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة الملياردير "كريس شو" عمله في عام 2008 من خلال موقع للتجارة الإلكترونية لبيع فساتين الزفاف المصنعة في الصين، قبل أن يركز على ملابس الموضة السريعة لاحقًا.
- تبلغ ثروة "شو" نحو 21 مليار دولار بسبب حصته البالغة 33% في "شي إن"، بحسب مؤشر "بلومبرج للمليارديرات".
- ولد "شو" في الصين عام 1983 ودرس التجارة الدولية في جامعة "تشينغداو" وعمل في شركة تسويق عبر الإنترنت بعد التخرج من الجامعة.
- بالإضافة إلى "شو"، ساهم ثلاثة أشخاص آخرين في تأسيس "شي إن" وهم "مياو مياو" و"جو شياو تشينغ" و"رين شياو تشينغ"، حيث تبلغ حصتهم في الشركة نحو 8% بقيمة تبلغ 5 مليارات دولار لكن منهم.
رحلة الصعود
- نمت "شي إن" بشكل سريع في السنوات الأخيرة لتتحول إلى سوق عالمي للأزياء، حيث تقدم منتجاتها للمستهلكين في 150 دولة وتقوم بتوظيف أكثر من 11 ألف شخص.
- يعتمد نموذج أعمال "شي إن" على إنتاج الملابس في الصين لتقوم ببيعها عبر الإنترنت للمستهلكين حول العالم.
- لا تمتلك الشركة أو تدير أي منشآت للتصنيع، لكنها تعمل مع نحو 5400 من المصنعين المتعاقدين، معظمهم من الصين.
- تقوم "شي إن" بشحن معظم منتجاتها مباشرة من الصين إلى المتسوقين من خلال طرود فردية.
- ساعدت استراتيجية الشحن المباشر في تجنب تراكم المخزونات غير المبيعة في المستودعات، وتجنب ضرائب الاستيراد في الولايات المتحدة، مستفيدة من بند "الحد الأدنى" الذي يعفي المنتجات الرخيصة من التعريفات الجمركية.
- تستخدم "شي إن" نظام التصنيع حسب الطلب الذي يسمح لها بزيادة إنتاج المنتجات المطلوبة بسرعة وتقليص تلك التي لا تلقى اهتمامًا كبيرًا، ما يساعد على تحسين إدارة المخزون.
- تستخدم الشركة الصينية الذكاء الاصطناعي لتحديد الاتجاهات الرائجة، كما أن التصميمات الجديدة التي يستغرق إنتاجها ثلاثة أيام في المتوسط يجعل البعض يعتبرها نموذجا "للبيع بالتجزئة في الوقت الفعلي".
- ساهم وباء "كورونا" في تسريع نمو إيرادات شركات التجزئة عبر الإنترنت ومنها "شي إن".
- لا تفصح الشركة عن إيراداتها بشكل رسمي، لكن تقارير نقلت عن مصادر على صلة قولها إن "شي إن" حققت مبيعات بقيمة 22.7 مليار دولار في العام الماضي مقابل 1.3 مليار دولار في 2018.
محاولات التوسع والانتشار
- تمضي "شي إن" قدمًا في تحقيق هدفها المتمثل في أن تمتلك نظاما أشبه بـ"أمازون" من خلال السماح لتجار التجزئة المستقلين ببيع المنتجات على موقعها الخاص.
- استحوذت "شي إن" مؤخرًا على حوالي ثلث مجموعة "سبارك جروب"، وهو مشروع مشترك يضم شركة لإدارة العلامات التجارية ومالك المركز التجاري "سيمون بروبرتي جروب".
- كجزء من الصفقة، دخلت "شي إن" في شراكة مع منافستها السابقة "فوريفر 21" للكشف عن خط ملابس يحمل علامة تجارية مشتركة والذي سيشهد قيام الأولى بتصميم وتصنيع وتوزيع الملابس بشكل أساسي على موقعها الإلكتروني.
- على جانب آخر، تستفيد "شي إن" من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ لتسويق منتجاتها ودعم نشر علامتها التجارية في أوساط الشباب.
- يعتبر تطبيق "شي إن" ثاني أكثر تطبيق يتم تحميله في الولايات المتحدة، بحسب بيانات "يو بي إس إيفدنس لاب داتا".
- كما تمتلك الشركة أعلى عدد من المتابعين عبر "تيك توك" بين شركات البيع بالتجزئة، وتعتبر الأكثر بحثاً على محرك بحث "جوجل" في الولايات المتحدة مقارنة بباقي شركات التجزئة.
اتهامات وتحقيقات
- رغم الصعود السريع، تواجه "شي إن" سلسلة من التحديات التي تشمل اتهامات باستخدام العمل القسري في سلسلة التوريد الخاصة بها، وانتهاك قوانين العمل، والإضرار بالبيئة، وحتى سرقة تصميمات فنانين مستقلين.
- تخضع الشركة حالياً للتحقيق من قبل لجنة في مجلس النواب، للتأكد من أنها لا تستخدم العمل القسري في سلسلة التوريد الخاصة بها قبل السماح لها ببدء التداول في الولايات المتحدة.
- كشف تقرير لصحيفة "ثيكس تون" الصينية في عام 2021 أن بعض الشركات الموردة لـ"شي إن" غالبا ما تتعاقد من الباطن مع ورش عمل صغيرة داخل مبان متهدمة وبظروف عمل سيئة لخفض التكاليف.
- تستغل الشركات الصينية بكثافة النظام الضريبي الأمريكي الذي يعفي المنتجات التي تبلغ قيمتها 800 دولار أو أقل من الجمارك، ما يشمل شركات مثل "شي إن" و"تيمو".
- يخضع هذا النظام الضريبي لتدقيق متزايد من قبل الكونجرس الأمريكي، مع مخاوف بشأن تهرب الشركات من الرسوم الجمركية المرتفعة على المنتجات الصينية.
- خلص تقرير للجنة في مجلس النواب الأمريكي أن "شي إن" و"تيمو" الصينيتين مسؤولتان عن أكثر من 30% من جميع الطرود التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة يومياً، بدون دفع رسوم جمركية.
- أشار المشرعون الأمريكيون إلى أن هذه الثغرة القانونية تجعل من الصعب الحصول على بيانات من موردي "شي إن" للتحقيق مما إذا كانوا ينتهكون القانون الذي يحظر الواردات المصنعة عن طريق العمل القسري خاصة في منطقة "شينجيانغ" الصينية.
- تشمل الانتقادات التي تواجه "شي إن" افتقارها إلى الشفافية المرتبطة بسلسلة التوريد الخاصة بها، مع مخاوف بشأن مساهمة كميات الملابس الكبيرة التي تنتجها في ازدحام مدافن النفايات وزيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- لكن الشركة الصينية ترد على هذه الاتهامات بقولها إن سلسلة التوريد الرقمية الخاصة بها تحد من المخزون الزائد وتقلل الهدر، مع استخدام أساليب طباعة رقمية تقلل كميات المياه المستخدمة.
هل ينجح الاكتتاب المحتمل؟
- رغم الانتقادات والمخاوف، يتوقع محللون استمرار "شي إن" في زيادة حصتها السوقية على حساب شركات التجزئة الأمريكية.
- يرى محللو "يو بي إس" أن توقعات استمرار نجاح الشركة الصينية ترجع إلى قوتها التسويقية وقاعدة العملاء المستفيدين من الأسعار المنخفضة والتواصل القوي عبر الأحداث المباشرة.
- في يونيو الماضي، دعت "شي إن" مجموعة من الأشخاص المؤثرين لزيارة مركز الابتكار التابع لها في الصين، في إطار السعي للتواصل المباشر مع الشخصيات الشهيرة على الإنترنت.
- توقع "جاسون بينويتز" مدير المحافظ في "سي إي روزفلت" أن المستثمرين عندما يتمكنون من مراجعة البيانات المالية لشركة "شي إن" سيرون نموًا قوياً على المدى التاريخي، لكن السؤال الرئيسي هو إذا كان بإمكان الشركة الحفاظ على وتيرة النمو والحفاظ على حصتها السوقية.
- قال "نيل سوندرز" المدير العام في "جلوبال داتا" إن "شي إن" ستجذب اهتمامات كبيرة من جانب المستثمرين بالنظر إلى أنها لاعب مهم للغاية في قطاع البيع بالتجزئة.
- بينما ترى محامية الأوراق المالية "ميجان بينيك" أن السؤال الأكبر يتمثل في ما إذا كانت "شي إن" ستواجه مقاومة كبيرة خلال محاولة الإدراج في السوق الأمريكي.
- لكن "بينيك" تعتقد أن الشركة الصينية لن تعاني من حظر مباشر من جانب لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، لكن الهيئة قد تطلب إفصاحات مفصلة للغاية وربما تكون مبالغا فيها، ما قد يصعب قدرة "شي إن" على الطرح العام في السوق الأمريكي.
المصادر: أرقام – موقع شي إن - رويترز – فاينانشيال تايمز – بلومبرج – وول ستريت جورنال – بيزنس إنسايدر – سي بي إس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}