تأتي انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة في وقت يتسم بالضعف الاقتصادي، وسط توقعات بحدوث ركود يتزامن مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة بوتيرة كبيرة من قبل الاحتياطي الفيدرالي التي تستهدف كبح جماح التضخم المتصاعد.
وستحدد نتائج الانتخابات التي تم إجراؤها أمس الثلاثاء تشكيل مجلسي النواب والشيوخ في الكونجرس الأمريكي، وبالتالي فوز حزب الجمهوريين أو الديمقراطيين بأحد المجالس يزيد من قدرته على سن سياسات من شأنها تغيير المشهد المالي بشكل جذري.
لذلك، يهتم المستثمرون بعدد من القضايا السياسية بشكل خاص أثناء متابعتهم لنتائج الانتخابات النصفية الأمريكية.
الإنفاق الحكومي
- يشير الجمهوريون في مجلس النواب إلى أنهم قد يطلبون تخفيضات حادة في الإنفاق، وهو ما يشكل صراعاً مع الديمقراطيين الذين يسعون إلى تطبيق خطط تتطلب إنفاقا كبيرا.
- أشار الديمقراطيون إلى أنهم يعتزمون التركيز على أجزاء من جدول الأعمال الذي اقترحه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في عام 2021 والذي لم يصبح قانونًا بعد، بما في ذلك توسيع التغطية الصحية وائتمانات ضرائب رعاية الأطفال.
- ولاحظ الاقتصاديون لدى "جولدمان ساكس" أيضًا أن فوز الديمقراطيين قد يزيد على الأرجح من الاستجابة المالية الفيدرالية في حالة الركود، بينما من المرجح أن يتجنب الجمهوريون حزم الإغاثة المكلفة.
سقف الديون
- تم رفع سقف الديون الفيدرالية آخر مرة في ديسمبر 2021 ومن المرجح أن تتخطاه وزارة الخزانة في وقت ما من العام المقبل.
- هذا يعني أنه سيتعين رفعه مرة أخرى من أجل ضمان تمكن الولايات المتحدة من اقتراض الأموال التي تحتاجها لإدارة حكومتها وضمان التشغيل السلس لسوق سندات الخزانة الأمريكية، والتي يبلغ مجموعها حوالي 24 تريليون دولار.
التخفيضات الضريبية
- اقترح الرئيس "بايدن" الأسبوع الماضي فرض ضريبة غير متوقعة على شركات النفط الكبرى بعد أن سجلت أرباحًا قياسية بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
- بينما من غير المرجح أن يوافق الجمهوريون على هذه الضريبة وأيضًا بشكل عام لا يؤيدون الزيادات الضريبية على الأثرياء.
- ومع ذلك، إذا سيطر الجمهوريون على الكونجرس، فسيكون من الصعب سن أي تخفيضات ضريبية كبيرة دون بعض الدعم من الديمقراطيين أو الرئيس "بايدن".
الضمان الاجتماعي
- قال السناتور الديمقراطي "جو مانشين" الأسبوع الماضي إنه يجب إجراء تغييرات في الإنفاق لدعم الضمان الاجتماعي والبرامج الأخرى.
- بينما اقترح السناتور الجمهوري "ريك سكوت" إخضاع جميع برامج الإنفاق الفيدرالي تقريبًا لتصويت للتجديد كل خمس سنوات، ويقول محللون إن ذلك قد يجعل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية أكثر عرضة للتخفيضات.
الاحتياطي الفيدرالي
- انتقد المشرعون بشكل متزايد وتيرة رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الذي يسعى إلى مكافحة التضخم، إذ دعت السناتور الديمقراطية "اليزابيث وارين" رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" لإبطاء وتيرة الزيادات.
- كذلك طلب السناتور "بات تومي" أكبر عضو جمهوري في اللجنة المصرفية من "باول" الأسبوع الماضي مقاومة شراء السندات الحكومية إذا ظلت ظروف السوق هادئة، مما يدعم مشاهدة المزيد من التدقيق من كلا الحزبين بعد الانتخابات.
"بايدن" وسوق الأسهم
- بدأ سوق الأسهم عهد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بالإزدهار، ولكن قبل انتخابات التجديد النصفي بدأت الأسواق في الهبوط، إذ ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بما يزيد قليلًا عن 13% منذ يناير 2021 وحتى يوم الإثنين، ما يمثل أسوأ أداء خلال أول 1022 يومًا من تولي الرئاسة منذ عهد "جيمي كارتر"، وفقًا لـ "سي إف آر إيه".
- ومن بين 13 رئيسًا منذ عام 1953، احتل "بايدن" المرتبة التاسعة من حيث أداء سوق الأوراق المالية منذ التعيين، متفوقًا فقط على الرؤساء السابقين "جورج دبليو بوش" (-21.6%)، "كارتر" (-2.6%)، "ريتشارد نيكسون" (-7.2%)، و"ليندون جونسون" (+ 9.6%).
- على الجانب الآخر، اتجه سلفا "بايدن" المباشران إلى أول انتخابات نصفية مع انتعاش أسواق الأسهم، إذ ارتفع مؤشر "إس آند بي" بنسبة 58.5% خلال أول 1022 يومًا في منصب الرئيس الأسبق "باراك أوباما" و 36.2% في عهد الرئيس السابق "دونالد ترامب".
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}