تعتزم روسيا تسريع وتوسيع نطاق تواجد نفطها في السوق الآسيوية، إذا ما طبّق الساسة في أوروبا العقوبات على الطاقة الواردة منها، وفق تصريحات نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية الكسندر نوفاك لـ"الشرق".
وقال نوفاك إن بلاده تطوّر علاقتها مع شركائها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ فترة طويلة. وتابع: "كما تعلمون، تم بناء خطوط أنابيب النفط (شرق سيبيريا-المحيط الهادي)، وكذلك خط أنابيب الغاز (قوة سيبيريا).
في ظل الظروف الحالية، عندما يتخذ السياسيون الأوروبيون قرارات بحظر توريد موارد الطاقة إلى أوروبا، سيتطوّر هذا التعاون مع شركائنا في الشرق الأقصى ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ على نحو أسرع".
ستحتاج روسيا إلى إيجاد مشترين جدد لأكثر من ثلث إنتاج نفطها الحالي بعد أن أقرّت أوروبا سقفاً سعرياً للنفط الروسي العام المقبل، وفق تقرير سابق لوكالة "إس أند بي".
يُتداول النفط الروسي حالياً بخصم كبير. وبحلول الخامس من فبراير ستبحث روسيا عن سوق لاستيعاب نحو 3.5 مليون برميل يومياً من نفطها الذي كانت تصدّره إلى أوروبا، وفق التقرير.
كانت روسيا قد وجّهت جانباً كبيراً من نفطها إلى السوق الآسيوية، مع تقديمها خصومات كبيرة لكل من الصين والهند.
أشار نوفاك إلى أن وضع سقف لسعر الغاز سيؤدي إلى نقص في المعروض وزيادة أسعاره، كما أن قرار تحديد سقف سعري للدول الأخرى التي تشتري النفط من موسكو، لا يتماشى على الإطلاق مع متطلبات اقتصاد السوق، كما لن يتم توفير النفط وموارد الطاقة الروسية لهذه الدول، "لأننا لا نقبل مثل هذا النهج".
العقوبات
تأثر إنتاج روسيا النفطي على نحو كبير بالفعل بالعقوبات الغربية المفروضة رداً على غزوها لأوكرانيا.
جاءت أكبر ضربة حتى الآن في أبريل عندما انخفض الإنتاج إلى 9.14 مليون برميل في اليوم، وفق مسح لمنصة "بلاتس" التابعة لـ"إس أند بي".
تعافى الإنتاج منذ ذلك الحين، وقُدّر بنحو 9.77 مليون برميل يومياً في أغسطس، ولكنه ما يزال أقل من مستوى فبراير البالغ 10.11 مليون برميل يومياً.
نورد ستريم
في الوقت الحالي يوجد خط واحد فقط من "نورد ستريم 2" بسعة 27.5 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً جاهز للعمل ولكن لم يتم تشغيله بسبب حظر من الاتحاد الأوروبي بخصوص التراخيص، وفق تصريح نائب رئيس الوزراء الروسي لـ"الشرق". وتابع إذا "كانت هناك حاجة من الأوروبيين لإمدادات غاز آمنة مع التشغيل الآمن لخط أنابيب الغاز، فستكون روسيا قادرة على إمدادهم بالكميات المناسبة".
وأشار إلى أن "نورد ستريم 1" لا يعمل نتيجة عمل إرهابي أو تخريبي. كما تم إيقاف تشغيل أحد خطوط نورد ستريم 2 نتيجة للتخريب أيضاً.
السعودية
أبدت روسيا اهتماماً بإقامة مشاريع مشتركة في مجال البتروكيماويات في السعودية، كما لديها خطط للعمل المشترك على تطوير وتوطين المعدات في قطاع النفط والغاز، وفق تصريحات ألكسندر نوفاك.
توطين قطاع تصنيع أجهزة الحفر، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، ودشنت شركة أرامكو السعودية مؤخراً "الشركة العربية لصناعة الحفارات" التي تقوم بتصنيع تلك الأجهزة محلياً.
مشروع محطة الطاقة النووية في السعودية، من أبرز ما تتطلع إليه روسيا في المملكة، إذ قال نوفاك إن شركة "روس أتوم" التابعة للحكومة الروسية ستقوم في المستقبل القريب بتقديم الوثائق اللازمة المطلوبة "ذات الصلة" بشأن المنافسة على إقامة هذا المشروع بعد أن تقدمت في مناقصة تنفيذه، مشيراً إلى رغبة بلاده في أن يمتد هذا التعاون إلى استخدام التقنيات النووية للأغراض السلمية على نحو عام.
"العلاقات بين روسيا والسعودية تتطور على نحو ديناميكي للغاية. في اللجنة الحكومية المشتركة، تتم مناقشة تقريباً جميع مجالات التعاون، بما في ذلك مجال الطاقة والنقل والبناء والطرق والمجال الاجتماعي"، وفق نوفاك. وتابع: "يوجد لدينا خارطة طريق. نحن وشركات روسية مهتمون بتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال البتروكيماويات في كل من السعودية وروسيا".
أوبك+
أثار قرار "أوبك+" بتخفيض النفط بمقدار مليوني برميل حفيظة الولايات المتحدة الأميركية، وصعّد البيت الأبيض حربه الكلامية مع المملكة العربية السعودية بشأن القرار، قائلاً إنه أبلغ المملكة أنه لا يوجد "أساس سوقي" لهذا الخفض، وحثهم على تأجيل اتخاذ القرار إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي بشهر نوفمبر، وفق بلومبرغ.
نوفاك، قال إن القرار يرجع في المقام الأول إلى الحاجة لمراعاة ميزان العرض والطلب الذي سيتطور في الربع الأخير من هذا العام وفي فترة الشتاء، ويأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي نراها من حيث تراجع النشاط الاقتصادي في العالم، ومخاطر الركود الاقتصادي، والعوامل الموسمية المتعلقة بانخفاض استهلاك المنتجات البترولية في العالم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}