سمحت الحكومة الروسية لمجموعتين يابانيتين بالاحتفاظ بحصصهما في مشروع "سخالين-2" للنفط والغاز في الشرق الأقصى الروسي، بناء على رغبة طوكيو التي لم تكن تريد التنازل عنها رغم مشاركتها في العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.
وأكد متحدث باسم "ميتسوبيشي كورب" لوكالة فرانس برس الخميس أن مرسوما حكوميا روسيا صدر الأربعاء يسمح للمجموعة اليابانية بنقل حصتها السابقة البالغة 10 بالمئة في "سخالين-2" إلى كيان جديد أنشأته موسكو من جانب واحد في تموز/يوليو.
وقبل يوم، اتخذت موسكو قرارا مماثلا بشأن مجموعة "ميتسوي اند كو" التي احتفظت بحصتها البالغة 12,5 بالمئة في المشروع الذي يقع في عرض البحر.
وبعيد اندلاع الحرب في أوكرانيا، قررت مجموعة النفط البريطانية العملاقة "شل" التخلي عن أصولها في روسيا بما في ذلك حصتها البالغة 27,5 بالمئة في "سخالين-2".
وكان الكرملين قرر فجأة في 30 حزيران/يونيو نقل جميع أسهم هذا المشروع إلى مجموعة جديدة أنشأتها الدولة الروسية مما يفترض أن يسمح بإبقاء الشركاء الأجانب الراغبين في البقاء بتحقيق ذلك.
وعلى الرغم من مشاركتها في العقوبات الدولية ضد موسكو وتقليص وارداتها من الطاقة من روسيا، لم تكن الحكومة اليابانية مستعدة للتخلي عن "سخالين-2" المشروع الأساسي في تزويد البلاد بالغاز الطبيعي المسال.
ويرسل إلى اليابان حوالى 60 بالمئة من عشرة ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال المنتج سنويا في هذا المشروع الذي يؤمن وحده نحو 9 بالمئة من الواردات اليابانية من هذه المادة.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو في مؤتمر صحافي دوري الخميس إن الضوء الأخضر الروسي لإبقاء اليابان في المشروع "مهم جدا لاستقرار إمدادات الطاقة في بلادنا".
وقال جيمس برادي من شركة الاستشارات "تينيو" في مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي أن إصرار اليابان على البقاء في "سخالين-2" بأي ثمن "يعكس الواقع البراغماتي المتمثل في الحفاظ على الحرارة والأضواء في أجواء أصعب سوق عالمية للطاقة منذ عقود".
وكادت طوكيو تشهد انقطاعا في التيار الكهربائي هذا الصيف بسبب نقص الطاقة المرتبط بدرجات الحرارة الحارقة التي أدت إلى تضخم احتياجات تكييف الهواء.
وتستعد اليابان مثل أوروبا، لمواجهة صعوبات خطيرة في التدفئة هذا الشتاء.
وحذر برادي من أن حصص اليابان في "سخالين-2" تبقى في خطر إذ إن تسوية أي نزاع محتمل الآن يفترض أن يتم من قبل محكمة روسية ومن دون اللجوء على الأرجح إلى تحكيم دولي.
وفي أوائل آب/أغسطس، خفضت "ميتسوي اند كو" و"ميتسوبيشي" بشكل كبير قيمة حصصهما في "سخالين-2" بسبب الغموض في الأوضاع.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}