باتت هيئة أسواق المال قاب قوسين أو أدنى من تدشين القواعد المنظمة لتطبيق حزمة من الأدوات الاستثمارية الجديدة، ضمن إجراءات لتحفيز التداولات في بورصة الكويت، تتقدمها «المارجن» و«الأوبشن» و«المشتقات المالية»، وغيرها من المشاريع التي خضعت للبحث خلال الفترة الماضية، والتي تستهدف توفير مناخ استثماري يواكب المتبع في أسواق المال العالمية.
وفيما نسّقت «هيئة الأسواق» بخصوص تلك الأدوات لفترة طويلة خلال المرحلة الماضية مع أطراف منظومة السوق، وشمل الأمر نقاشات مع العديد من شركات الاستثمار قبيل رفع المقترحات الفنية، من المتوقع أن تكون مثل هذه الأدوات جاهزة للتطبيق قريباً، مع ترقب المستثمرين المحليين والأجانب لدخولها حيز التنفيذ، وسط توقعات بانعكاسات كبيرة لـ«المارجن» وغيرها من الأدوات الاستثمارية على سيولة الأسهم المُدرجة.
زيادة السيولة
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي الأول لاستثمارات الأسهم والدخل الثابت في «كامكو إنفست»، صلاح الوهيب، أن إطلاق خدمة «المارجن» سيكون له أثره في زيادة معدلات السيولة على الأسهم التشغيلية المُدرجة، لافتاً إلى أن هناك تعطشاً لمثل هذه الأدوات المهمة.
وقال «شاركنا باستبيان (هيئة الأسواق) حول (المارجن)، وهناك العديد من المقترحات والرؤى حوله خضعت للبحث من قبل شركات استثمارية خلال الفترة الماضية، ووضعتها تلك الشركات بين أيدي الجهات المسؤولة بمنظومة السوق»، آملاً اعتمادها في القريب العاجل.
ونوه الوهيب إلى أن «بورصة الكويت بما تشهده من تطورات لم تعد بورصة محلية بل وجهة استثمارية للأجانب أيضاً، الأمر الذي يتطلب ديناميكية عمل وأدوات تحاكي المطبق عالمياً»، لافتاً إلى أن الكثير من المتعاملين لديهم تطلعات لضخ المزيد من أموالهم بالبورصة.
وأكد أن أدوات الاستثمار التي توافر بدائل للمتداولين، على غرار «المارجن»، باتت مطلباً حيوياً، مرجحاً نجاح شركات الاستثمار ذات الملاءة أو التي يتوافر لديها خطوط تمويلية في تقديم مثل هذه الخدمات للعملاء من المحافظ والشركات والأفراد أيضاً.
وقال «مع وجود مثل هذه الأدوات ستحقق شركات الاستثمار استفادة أيضاً، وفقاً للضوابط التي تؤهلها لتمويل شراء الأسهم أو الخدمات الأخرى، إذ ستكون الشركات المستعدة لتقديم تلك الخدمات مُطالبة بتلبية الطلب الكبير المتوقع من قبل العملاء».
جرعة دعم
وبدوره، أفاد مساعد المدير العام لقطاع الاستثمار وتمويل المؤسسات في الشركة الكويتية للاستثمار، فيصل المشاري، بأن البورصة بحاجة لجرعة دعم جديدة تتمثل في إطلاق أدوات استثمارية تتماشى مع طموح أصحاب رؤوس الأموال، داعياً إلى تخفيف القيود ومنح شركات الاستثمار ذات المراكز المالية المتينة الفرصة لتقديم وإدارة خدمات جديدة مثل «المارجن» وغيرها.
وأكد جهوزية «الكويتية للاستثمار» لتقديم خدمة «المارجن» وفقاً للضوابط والمعايير المطلوبة، منوهاً إلى أن هناك محافظ متخصصة لذلك كفيلة بتولي المهمة، وأن طرح مثل هذه الأدوات سيكون له أثره الإيجابي على مدخول الشركات أيضاً، حيث ستقدمها مقابل عمولات، ما سيوفر تدفقات نقدية جديدة لشركات الاستثمار.
وقال المشاري «إن البورصة تستوعب مثل هذه الأدوات المهمة، والوقت بات مناسباً لها إن لم يكن تأخر كثيراً، فهي خيارات بديلة لمن يرغب بزيادة استثماراته في الأسهم التشغيلية، وفي نطاق من المرونة التي ستنعكس على وتيرة التداول في الأسهم، خصوصاً على مستوى أسهم الشركات ذات المراكز المتينة».
ويرى المشاري أن تفعيل خدمات «المارجن» يجب أن يكون شاملاً، على أن تبدأ بشكل تدريجي لتصل إلى العموم، في إشارة إلى إمكانية تقديمها للمحافظ الاستثمارية ثم الحسابات الإلكترونية وصولاً إلى أصحاب رؤوس الأموال من المتعاملين، بحيث تنظمها معايير وضوابط «اعرف عميلك».
وبيّن أن الشركات التي تتوافر لديها سيولة كافية أو خطوط تمويل مع البنوك ستكون الأكثر جهوزية لتقديم مثل هذه الخدمات للمتعاملين وفقاً لشروط وقواعد واضحة تضمن انسيابيتها، بما يحفظ حقوق جميع الأطراف.
دراسات للأسهم
وفي السياق نفسه، أكد نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الأصول في شركة كاب كورب للاستثمار، فوزي الشايع، إن البورصة بحاجة إلى أدوات استثمارية جديدة، مثل المشتقات وغيرها من الأدوات، مضيفاً «ننتظر اعتماد هيئة الأسواق لخدمات جديدة منها مثل (المارجن)، لاسيما في ظل ما تتيحه من فرص أمام المتعاملين لشراء الأسهم التشغيلية بكميات أكبر وفقاً لدراسات فنية وليس بشكل عشوائي».
وقال الشايع إن خدمات «المارجن» مثلاً سيستفيد منها المتداول والشركة والوسيط وكل أطراف السوق، ناصحاً بأن تُقدم خدمات «المارجن» من قبل شركات الاستثمار وفقاً لدراسات للأسهم التي ستموّل شراءها عقب اعتماد القواعد المنظمة لها من قبل الجهات الرقابية، بحيث لا تشمل كل الأسهم، ولكن وفقاً لمعايير يتم الاختيار بناءً عليها.
شركات استثمار ستقترض لتقديم «المارجن»
أوضح نائب الرئيس التنفيذي بإحدى الشركات الاستثمارية المملوكة لأحد البنوك الكبرى، أن أدوات تداول الهامش وحقوق الأولية و«المارجن» والمشتقات المالية أصبحت من الأساسيات التي تحتاجها بورصة الكويت بالوقت الحالي.
وقال إن «المارجن» مثلاً بحاجة لتطبيقه بمرونة، بحيث يكون استغلاله مفتوحاً للجميع، سواء كان أفراد أو شركات أو حسابات إلكترونية، مشيراً إلى أن موجودات محفظة العميل هي التي ستحدد مسار الاستفادة من «المارجن» عقب اعتماد قواعد الخدمة.
وتابع أن موجودات محفظة العميل ستكون بمثابة ضمان للحصول على تمويل شراء الأسهم من قبل شركة الاستثمار، فيما ستنظم العملية إجراءات مختلفة بما فيها طبيعة علاقة العميل بالشركة.
وبيّن أن الشركات التي يتوافر لديها «كاش» ستكون مؤهلة لتقديم مثل هذه الخدمات، فيما يتوقع أن تلجأ شركات أخرى للحصول على تمويلات من قبل البنوك المحلية، مؤكداً أن السوق بات متعطشاً لمثل هذه الخدمات، خصوصاً أن الآجل والبيوع المستقبيلة متوقفة منذ العام 2016، في حين أن «المارجن» سيكون بديلاً مناسباً لها إلى جانب المشتقات المالية وغيرها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}