الهوس من جديد .. كيف قفزت البيتكوين لمستوى قياسي جديد في 2020؟

2020/12/03 أرقام

"في التاسع والعشرين من نوفمبر 2018، قمت بشراء البيتكوين عند سعر 4728 دولارًا، ليس بناءً على تحليل عميق ولكن على أساس العوامل الفنية.. اليوم قمت بالبيع، ومجددًا بدون أي تحليل عميق"، هكذا يلخص "محمد العريان" تجربته مع العملة الافتراضية الأكبر عالميا من حيث القيمة السوقيةً.

 

ووصف المستشار الاقتصادي في مجموعة أليانز العالمية هذه التجربة خلال تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنها كانت "طريقة رائعة للتعرف على ما أصبح أكثر الأصول شهرة في العالم".

 

ورغم أن البيتكوين سريعة التحرك في الاتجاهين الصاعد والهابط، لكن في العادة يكون من الصعب تحديد السبب الدقيق لمثل هذه المكاسب والخسائر، بالنظر للنظام التي تتم به المعاملات.

 

 

هوس البيتكوين من جديد!

 

في مشهد يتكرر مرة أخرى، قفزت البيتكوين لمستوى قياسي جديد يوم الثلاثين من نوفمبر قرب حاجز 20 ألف دولار، متجاوزة بذلك الذروة السابقة المسجلة في ديسمبر 2017.

 

ويعني ذلك أن العملة حققت مكاسب تتجاوز 170% في غضون أول 11 شهراً من عام 2020، مع حقيقة أن قيمتها كانت تبلغ 7300 دولار تقريبًا في بداية العام.

 

واستفادت البيتكوين هذا العام جزئيًا من معدلات الفائدة المنخفضة للغاية، جنبًا إلى جنب مع تداعيات الوباء التي دفعت البنوك المركزية الكبرى نحو التفكير في طرح عملات رقمية.

 

كما أن الأنباء الإيجابية حول اتجاه بعض شركات المدفوعات الرقمية بالسماح لعملائهم بتداول العملات المشفرة عبر تطبيقاتها، كانت من بين العوامل التي تعزز مكاسب هذه الأصول الافتراضية.

 

وسمحت"باي بال" للعملاء- حوالي 346 مليون حساب نشط- بشراء وبيع وكذلك الاحتفاظ بالبيتكوين في حساباتهم، مع إشارة شركة المدفوعات العالمية إلى أن العملة المشفرة ستصبح مصدرًا لتمويل عمليات الشراء لدى 26 مليون تاجر حول العالم.

 

كما اتخذت شركة "سكوير" خطوة مماثلة، حيث قامت بشراء عملات إلكترونية بقيمة 50 مليون دولار، لكي تسمح للعملاء بتداول العملة المشفرة.

 

لكن البيتكوين لم تستقر كثيرًا عند هذه القمة القياسية المسجلة في وقت سابق من هذا الأسبوع، فسرعان ما شهدت تقلبات قوية ليهبط سعرها أدنى 18 ألف دولار، قبل أن تعاود الصعود مجددًا أعلى 19 ألف دولار لتكون دون الذروة بفارق محدود.

 

وبالنظر للقمة المسجلة في عام 2017، لا تزال قصة الانهيار الحاد في قيمة العملة الافتراضية حاضرة في أذهان الكثيرين، حيث فقدت ربع قيمتها خلال يوم واحد قبل أن تتهاوى لمستوى 3500 دولار أواخر عام 2018.

 

 

الطريق مليء بالشكوك

 

شهد شهر نوفمبر طلبًا قوياً على البيتكوين، مع استشهاد المدافعين عن العملة الافتراضية بزيادة اهتمام المؤسسات الاستثمارية بالأصول الرقمية.

 

ومع ذلك، لا تزال الشكوك تحتل المساحة الأكبر عند التفكير في العملة الإلكترونية التي لا يزال مبتكرها مجهولاً، رغم مرور نحو 12 عامًا على تدشينها من قبل شخص يدعى "ساتوشي ناكاموتو".

 

ومنذ طرح البيتكوين لأول مرة في أواخر عام 2008، وهناك حالة من الجدل حول العملة الإلكترونية التي تعمل بواسطة تكنولوجيا البلكوشين، حيث لا يزال الخلاف قائمًا حول اعتبار هذا الأصل المجهول عملة أم سلعة.

 

ومع التقلبات القوية في قيمة البيتكوين، يرفض البعض وصفها بالعملة خاصةً مع الافتقار للسمات الأساسية للعملة مثل اعتبارها بمثابة مخزن للقيمة أو وسيلة للتبادل.

 

ومع عدم حسم هذا الجدل "عملة أم سلعة"، فإن عدم اليقين يسيطر كذلك على مستقبل هذا الأصل الرقمي، حيث إن المؤسسات المالية الكبرى تقف في مقدمة صفوف المعارضين للعملة الافتراضية.

 

وفي الواقع، يتخوف المستثمرون في الأصول الإلكترونية من شكل القيود التنظيمية التي قد يفرضها النظام المالي في المستقبل، في سياق تقنين هذا العالم الرقمي.

 

وبعد أن أصبحت البيتكوين استثمارًا أكثر شعبية منذ عام 2017، فإن الشكوك تظل قائمة، حيث يقول المخطط المالي "دوجلاس بونبارث": "من المهم للغاية فهم المخاطر المرتبطة بالعملة، كونها أحد أصول المضاربة الشديدة رغم العناوين المشجعة".

 

ولا تدر البيتكوين أرباحًا، كما أنها لا تدفع عوائد، وبالتالي فهي لا تمثل استثمارًا بالمعنى التقليدي للكلمة، بل تعتمد قيمتها تمامًا على ما سيدفعه شخص آخر مقابل العملة في المستقبل، وفق ما يراه المستثمر "ديفيد أورانسكي".

 

 

هل ستكون 2021 مختلفة؟

 

عند الحديث عن التوقعات بشأن عملة البيتكوين كاستثمار، يرسم كثيرون صورة متفائلة بشأن العملة الافتراضية الأكبر عالمياً مع حقيقة أن البعض يُنحي المخاوف والشكوك جانبًا.

 

ويعتقد مستثمر العملات الافتراضية "أنتوني بومبلانو" أن سعر البيتكوين قد يرتفع إلى 100 ألف دولار بحلول نهاية عام 2021، قائلاً إن الطلب على العملة الافتراضية يتجاوز المعروض بشكل سريع.

 

وفي حين يتوقع الملياردير "مايك نوفوغراتز" صعود البيتكوين لـ65 ألف دولار، كتب "إنيجو فريزر جنكينز" عبر مذكرة بحثية أنه غير رأيه بشأن العملات المشفرة ويعتقد الآن أن لها حيزاً في محافظ المستثمرين.

 

ويرجع "فريزر جنكينز" تغيير رأيه للتداعيات الاقتصادية لوباء "كوفيد-19" إلى جانب تراجع تقلبات البيتكوين على مدى الثلاث سنوات الماضية.

 

بينما يصف "نوفوغراتز" -الرئيس التنفيذي لـ"جالكسي إنفستمينت بارتنرز"- البيتكوين بأنها مثابة "ذهب رقمي"، لكنه يستبعد أن تستخدم كوسيلة للتبادل في السنوات الخمس المقبلة.

 

 

المصادر:أرقام - بيزنس إنسايدر - ذا إيكونوميك تايمز - سي إن بي سي - كوين ماركت كاب - بارونز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.