نبض أرقام
09:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

لماذا ارتفع سوق الأسهم الأمريكية رغم عدم حسم نتيجة السباق الرئاسي؟

2020/11/05 أرقام

أنهت "وول ستريت" جلسة الأربعاء داخل المنطقة الخضراء في ثالث صعود يومي على التوالي، رغم عدم حسم نتيجة السباق الرئاسي بين "دونالد ترامب" والمرشح الديمقراطي "جو بايدن".

 

ولم تكتف الأسهم الأمريكية بالصعود فحسب، بل حقق مؤشر "S&P 500" و"ناسداك" أكبر وتيرة مكاسب يومية على الإطلاق بعد يوم الانتخابات، بارتفاع 2.2% و3.8% على التوالي، فيما شهد "داو جونز" ثاني أفضل أداء يومي بالتاريخ بعد الانتخابات.

 

وهنا يبرز التساؤل؛ لماذا ارتفعت سوق الأسهم الأمريكية؟ في الواقع هناك العديد من التفسيرات التي يأتي في مقدمتها احتمالية انقسام الحكومة، كما يشير آخرون إلى المزيد من الجمود السياسي بعد انتخابات مثيرة للجدل ما يعني ضمنًا الإبقاء على السياسات الضريبية بغض النظر عن هوية من سوف يجلس في البيت الأبيض.

 

 

الموجة الزرقاء

 

وفي الواقع، عدم تصعيد ما يسمى بالموجة الزرقاء -يتولى ديمقراطي قيادة البيت الأبيض مع سيطرة الحزب على مجلسي النواب والشيوخ- يجعل زيادة الضرائب مع المزيد من اللوائح التنظيمية بين أمور أخرى  أقل احتمالاً، وهذا كافٍ لدفع الأسهم للمكاسب في الوقت الحالي.

 

لكن "جو بايدن" بات أقرب للفوز بالسباق الرئاسي مع تأمينه 264 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 538 صوتًا، في حين حصد "دونالد ترامب" 214 صوتًا مع نهاية جلسة الأربعاء في السوق الأمريكي، طبقًا للنتائج الأولية.

 

ومع استمرار بعض الولايات في فرز أصوات الناخبين، فإن النتيجة الحاسمة للانتخابات ليست واضحة بأيّ حال من الأحوال، لكن المستثمرين يراهنون على الانقسام داخل الكونجرس الأمريكي.

 

تسعير عدم اليقين

 

وعند العودة للوراء قليلاً قبل حوالي 20 عامًا، فإن أسواق الأسهم الأمريكية تراجعت خلال الصراع القانوني حول التصويت بين نائب الرئيس السابق "آل جور" وبين "جورج دبليو بوش" في انتخابات عام 2000.

 

لكن عند النظر إلى ما يحدث الآن، ربما تم بالفعل تسعير بعض عدم اليقين في سوق الأسهم خلال أكتوبر الماضي - حيث سجلت "وول ستريت" أكبر خسارة شهرية منذ مارس- مما سمح بالارتداد يوم الأربعاء.

 

 

ومع اقتراب نهاية القلق أخيرًا بشأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والذي ترك بعض المستثمرين على الهامش، فإن الأسواق ستتبع اتجاهًا صعوديًا حتى نهاية العام، كما يقول المحلل "توم لي" من "فاند ستارت" خلال مذكرة بحثية.

 

وشهدت الأسهم الأمريكية حركة تصحيحية بنحو 10% منذ تعاملات الثاني عشر من أكتوبر الماضي، بفعل تسارع إصابات الوباء وعدم وجود صفقة تحفيز مالي إضافية والقلق من الانتخابات.

 

وأضاف "لي" أن المستثمرين لديهم الكثير من السيولة المخزنة لضخها في الأسواق، ما يقرب من 4.5 تريليون دولار.

 

انقسام الحكومة

 

وربما تكون الحكومة المنقسمة بمثابة عامل منشط للأسواق في ظل عام مضطرب، كما يقول "سام ستوفال" كبير محللي الاستثمار في "سي إف آر إيه"، مشيرًا إلى أن "وول ستريت" تحب أن استيعاب وفهم ما يجري، لكنها لا تفضل عدم اليقين.

 

وتتكهن الأسواق بأنها قد تحصل على أفضل ما في العالمين، حيث يقول "مايكل رينولدز" مسؤول استراتيجية الاستثمار في "جلينميدي" إن التفوق الطفيف لـ"بايدن" في سباق البيت الأبيض مع أغلبية جمهورية في مجلس الشيوخ تعني أن زيادة الضرائب قد لا تكون قابلة للتحقيق وأن العلاقات التجارية ربما تكون طبيعية أكثر.

 

مكاسب التكنولوجيا

 

وتلقت الأسهم كذلك الدعم من مكاسب قطاع التكنولوجيا، وسط استفادة شركات التكنولوجيا من التسوق عبر الإنترنت وسياسة العمل من المنزل خلال وباء "كوفيد-19"، وهو ما ترجم إلى مكاسب تقارب 4% في مؤشر "ناسداك".

 

وجاءت المكاسب على أساس الاعتقاد بأن فوز "بايدن" مع انقسام الكونجرس سيجعل أمل المرشح الديمقراطي في زيادة الضرائب وسن تشريعات أكثر صرامة على شركات التكنولوجيا بمثابة احتمال ضعيف.

 

ويعتقد "ديفيد بيانكو" كبير مسؤولي الاستثمار في "دي دبليو إس" أن رد فعل السوق عقلاني، مع الإشارة إلى أن ارتفاع أسهم قطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية كان الدافع وراء مكاسب "وول ستريت".

 

 

ما هو القادم؟

 

يتوقع "لي" من "فاند ستارت" أن تشهد الأسهم الأمريكية ارتفاعاً بنحو 10% إذا فاز "بايدن" في الانتخابات، مع احتمالية هبوط أسهم التكنولوجيا بسبب مخاطر فرض الضرائب.

 

لكن حال فوز الرئيس "ترامب" بفترة ولاية ثانية، من المتوقع أن تسجل "وول ستريت" قفزة تتراوح بين 15 إلى 17%، وهو ما يرجع إلى وجود تهديد أقل بشأن فرض المزيد من إجراءات الإغلاق لمكافحة الوباء.

 

أما النتيجة المتنازع عليها ستكون سلبية، لكنها ستؤدي لارتفاع يتراوح بين 5% إلى 7% بسبب زيادة احتمالات التحفيز المالي والسياسات النقدية التيسيرية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لما ذكره "لي".

 

المصادر: أرقام - ماركت ووتش - سي إن بي سي - بيزنس إنسايدر - بارونز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.