نبض أرقام
09:11 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

مع تداعيات الوباء .. هل آمال تعافي الطلب على النفط في خطر؟

2020/09/25 أرقام

يجسد الطلب على النفط مصدر عدم اليقين الرئيسي في الأسواق العالمية للخام، ومن المتوقع أن يظل هذا الوضع طالما أن فيروس "كوفيد-19" مستمر في إثارة المخاوف.

 

ومؤخراً، تسارع ظهور الإصابات الجديدة بالوباء في شتى بقاع أوروبا بالإضافة لمناطق أخرى حول العالم مع حقيقة تجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة 200 ألف شخص، وهو الأمر الذي يهدد وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي وبالتالي الطلب على النفط.

 

ومن شأن اندلاع موجة ثانية للوباء أن يضغط بشدة على تعافي الطلب، كونه قد يعني احتمالية العودة للتدابير الصارمة سواء فيما يتعلق بسياسة التباعد الاجتماعي أو توجه العمل من المنزل.

 

ويشير بنك "آي إن جي" إلى أن موجة جديدة من الوباء تشمل إعادة تشديد القيود من شأنها أن تمثل خطراً سلبياً على الطلب، وهو الأمر الذي سينعكس بالتبعية على الأسعار.

 

ويرى "فيل فلين" كبير محللي السوق في "برايس فيوتشر" أن سوق النفط قد يعيش حالة توازن عالمية مع تعافي الطلب على الخام، لكن الخطر على هذه التوقعات يتجسد في حالة إغلاق ذات الصلة بالوباء.

 

 

وأصبح من الواضح أن تعافي الطلب على النفط من الضربة التي شهدها في ذروة فترة الإغلاق في كافة أنحاء العالم خلال الربع الثاني سوف يستغرق وقتاً أطول مما توقعه كثيرون في البداية، كما يقول البنك الهولندي.

 

وفي ذروة الإغلاق، كانت تقديرات شركة استشارات الطاقة "ريستاد إينرجي" خلال أبريل الماضي تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط تراجع بما يزيد قليلاً عن 23 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، لكنها تُقدر حالياً انخفاضه بنحو 8 ملايين برميل يومياً على أساس سنوي.

 

وبالنظر إلى توقعات مجمل عام 2020، فمن المرجح أن يشهد الطلب هبوطاً أكثر قليلاً من 10 ملايين برميل يومياً قبل أن يتحول للنمو بنحو 6.8 مليون برميل يومياً في العام القادم.

 

وتعتبر توقعات "ريستاد إينرجي" أكثر تشاؤماً بالنظر إلى تقديرات منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية بشأن وتيرة الهبوط في الطلب العالمي على النفط هذا العام.

 

وتوقعت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في تقريرها الأخير أن يشهد الطلب العالمي على النفط هبوطاً بنحو 9.5 مليون برميل يومياً في عام 2020 ليبلغ في المتوسط 90.2 مليون برميل يومياً، وذلك بعد مراجعة بالخفض بنحو 400 ألف برميل يومياً مقارنة مع التقديرات الصادرة في أغسطس.

 

فيما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يشهد الطلب على الخام انخفاضاً بنحو 8.4 مليون برميل يومياً خلال هذا العام ليبلغ في المتوسط 91.7 مليون برميل يومياً.

 

وفي إشارة أخرى على التعافي الأبطأ من المتوقع، كان الطلب على النفط عالمياً خلال أغسطس الماضي أقل حوالي 6 ملايين من مستويات الفترة نفسها من عام 2019.

 

ويعتقد البنك الهولندي "آي إن جي" أن الكيفية التي يتطور بها الطلب العالمي على الخام تُعد بمثابة أمر غامض بشكل كبير، وبالتالي فإنها تمثل خطراً رئيسياً على سوق النفط.

 

 

كما لا يمكن إغفال حقيقة أن صناعة الطيران تؤثر بشكل كبير على الطلب، وأنه من غير المرجح أن يعود السفر الدولي للمستويات الطبيعية كونه لا يزال خاضعاً لبعض القيود الصارمة والتي لن يتم رفعها ما لم يتوفر لقاح ضد "كوفيد-19".

 

وفي حين كان الشراء القوي للخام من جانب الصين أحد المحركات الرئيسية لتعافي الطلب على النفط من أدنى مستوياته المسجلة في أبريل الماضي، لكن هذا الاتجاه من المرجح أن يتباطأ في الأشهر المقبلة.

 

وخلال يونيو الماضي، ارتفعت واردات الصين من النفط لأعلى مستوياتها على الإطلاق عند مستوى يقل قليلاً عن 13 مليون برميل يومياً، بزيادة 34% على أساس سنوي.

 

وكان شهر يونيو ذروة استيراد الخام بالنسبة للصين وسط مساعي البلاد للاستفادة من انخفاض الأسعار حينذاك، وهو ما يفسر أيضاً سبب اتخاذ الواردات منذ ذلك الحين منحنى هبوطياً رغم أنها تسجل نمواً قوياً على أساس سنوي.

 

وهناك مسألة أخرى تتعلق بهوامش الربح لمصافي التكرير، حيث تعرضت المصافي العالمية للضغط وسط عدم وجود حوافز لزيادة معدلات الإنتاج إضافة لاقتراب موسم الصيانة، وهي الأشياء التي من المحتمل ألا تكون داعمة للطلب على النفط في الأسابيع القادمة.

 

وبحسب مؤسسة "آي إتش إس ماركت"، فإن معدلات استخدام مصافي التكرير العالمية تقل حالياً عن 75% وهو ما يقارن مع 85% في نفس الفترة من العام الماضي.

 

وعلى صعيد آخر، تستبعد شركة "بي بي" أن يعود الطلب على النفط لمستويات ما قبل تفشي "كورونا" نهائياً، مع الإشارة إلى أنه قد يكون وصل للذروة بالفعل في عام 2019.

 

 

وبالإضافة للطلب يتأثر سوق النفط بالإمدادات، لكن معنويات السوق كانت صعودية بشكل عام مؤخراً في هذا السياق بدعم عدد من العوامل في مقدمتها توقف الإنتاج بسبب العواصف التي ضربت خليج المكسيك الأمريكي إضافة لاستمرار السحب من مخزونات الخام الأمريكية.

 

كما أن الأسعار تلقت الدعم بشكل خاص جراء اللغة القوية من جانب تحالف "أوبك+" بشأن ضرورة امتثال الدول الأعضاء لاتفاق خفض إنتاج النفط (تقليص الإمدادات بنحو 7.7 مليون برميل يومياً) والذي تم التوافق على تمديده حتى نهاية ديسمبر الجاري.

 

ومن المقرر أن يبدأ التحالف تقليص اتفاق خفض الإنتاج إلى 5.8 مليون برميل يومياً بدايةً من يناير عام 2021، بما يتماشى مع تطور تداعيات السوق.

 

 

وعلى صعيد الأسعار، تراجع سعر خام "برنت" هذا الشهر حتى تسوية جلسة أمس الرابع والعشرين من شهر سبتمبر من مستوى إلى 42.46 دولار من 45.28 دولار للبرميل، ما يعني هبوطاً بنحو 6.2%.

 

في حين شهد سعر خام "نايمكس" الأمريكي هبوطاً من مستوى 42.90 إلى 40.31 دولار للبرميل، وهو ما يوازي خسائر بأكثر من 6% خلال سبتمبر حتى الآن.

 

ومن جانبه، قام بنك "آي إن جي" بتعديل توقعاته لأسعار خام برنت بالخفض إلى 47 دولاراً في المتوسط خلال الربع الأخير من العام مقابل التوقعات السابقة البالغة 50 دولاراً.

 

المصادر: آي إن جي - منظمة أوبك - أويل برايس - ماركت وتش - بيزنس إنسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.