لماذا تتجه أصول الأسواق الناشئة للتفوق على أداء الاقتصاد الحقيقي؟

تعبر الأسواق المالية عادة عن آفاق الأداء الاقتصادي لأي دولة، لكن وباء "كورونا" قد يدفع أسعار الأصول للتفوق على الاقتصادات في الأسواق الناشئة خلال الفترة المقبلة.

وتشير مذكرة بحثية لـ"أكسفورد إيكونوميكس" إلى أنه قد يكون أمراً حتمياً أن تحقق أصول الأسواق الناشئة أداءً أفضل من اقتصادياتها، بدعم الضخ غير المسبوق للسيولة في الأسواق العالمية والمحلية لتلافي تداعيات الوباء.

ومن المتوقع في الفترة المقبلة أن تصبح الظروف التمويلية في الأسواق الناشئة تيسيرية بشكل أكبر، مع عودة مرجحة للمحافظ الأجنبية التي تسعى للاستفادة من فوارق العوائد وهبوط عملات هذه الدول والتقييمات الضعيفة للأسهم.

وستتلقى سندات الأسواق الناشئة - والعملات في نهاية المطاف - دعماً من تباطؤ التضخم بعد هدوء الاضطرابات في جانب العرض.

ومع تباطؤ التضخم واستمرار معدلات الفائدة الاسمية المرتفعة في الأسواق الناشئة فإن هذا سيقود إلى معدلات فائدة حقيقية مرتفعة على المدى الطويل.

ومن شأن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بتبني مستهدف متوسط التضخم بدلاً من سياسة استهداف معدل ثابت سابقاً أن يدعم الأسواق الناشئة، مع حقيقة أنه سيعيد تدفق رؤوس الأموال إليها مجدداً.

بينما على جانب الاقتصاد الحقيقي، لا يتوقع أن تنجح معظم الأسواق الناشئة خلال الربع الثالث في التعويض الكامل للخسارة في الناتج المحلي المسجلة في الربع الثاني من هذا العام، باستثناء الصين التي استعادت بالفعل الإنتاج المفقود في أول ثلاثة أشهر.

ومن المتوقع أن تتعافى اقتصادات الأسواق الناشئة لتصل إلى الذروة المسجلة للناتج المحلي بحلول الربع الأخير من عام 2021.

ورغم الارتفاعات المحققة في أسواق السندات مؤخراً، فإن هناك مزيدا من الاتجاه الصاعد المحتمل لأداء الأصول في الأسواق الناشئة مع تعافي عملاتها في الفترة المقبلة.

ولكن رغم الأداء الجيد المتوقع للأصول في الأسواق الناشئة، فإن الخبر السيئ هنا يتمثل في أن التوقعات على المدى القصير بالنسبة للاقتصادات لا تزال متدهورة منذ بداية الأزمة.