"ترامب" يوقع مرسوما يجبر الصينية "بايتدانس" على التخلي عن تطبيق "تيك توك"

2020/08/15 أ ف ب

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة مرسوما يلزم مجموعة "بايتدانس" الصينية على بيع النشاطات الأميركية لتطبيق "تيك توك" شبكتها الدولية للتواصل الاجتماعي، خلال تسعين يوما، منفذا بذلك تهديدات أطلقها سابقاً.


وقال الأمر الرئاسي إن "هناك أدلة تتمتع بالصدقية تدفعني إلى الاعتقاد بأن بايتدانس (...) يمكن أن تتخذ إجراءات تهدد بإلحاق ضرر بالأمن القومي للولايات المتحدة".


ويتهم الرئيس الأميركي منذ أشهر وبلا أدلة، المنصة التي تتمتع بشعبية كبيرة لتشارك تسجيلات الفيديو باستخدام بيانات المستخدمين الأميركيين لمصلحة بكين.


وصرح ناطق باسم المجموعة الصينية ردا على القرار "كما قلنا، تيك توك يثير إعجاب مئة مليون أميركي لأنه مكان للتسلية والتعبير الشخصي والتواصل الاجتماعي".


وأضاف "نحن مصممون على مواصلة جلب الفرح للعائلات ووظائف مهمة للذين يبتكرون على منصتنا منذ سنوات".


وفي أجواء من التوتر التجاري والسياسي الشديد مع الصين، اتخذ الرئيس ترامب منذ أسبوع إجراءات صارمة ضد "تيك توك" ومنصة "ويتشات" التي تملكها المجموعة الصينية العملاقة "تينسنت" وتشغل حيزا كبيرا في حياة الصينيين في خدمات الرسائل ودفع الأموال عن بعد والقيام بحجوزات.


وقد منع المنصتان من إبرام أي صفقات مع شريك أميركي خلال 45 يوما.


وينص مرسوم الجمعة على إلزام "بايتدانس" بتأكيد أنها أتلفت كل بيانات "المستخدمين الأميركيين التي حصلت عليها" من "تيك توك" أو "ميوزكال. ال واي" التطبيق الأميركي الذي كانت المجموعة الصينية قد اشترته وقامت بدمجه في "تيك توك".


وقال التطبيق في بيان وزع على الصحافيين "نحن مصدومون بهذا المرسوم".


وأضاف "منذ عام تقريبا سعينا إلى مناقشات مع الحكومة الأميركية لنجد حلا". وتابع "لكننا وجدنا أنفسنا أمام إدارة لا تولي أهمية للوقائع ولا تحترم الإجراءات القانونية وتحاول التدخل في المفاوضات بين شركات خاصة".


ينص المرسوم الذي وقعه ترامب الجمعة على أن الشاري يجب أن يكون أميركيا "ويثبته إرادته وقدرته على الامتثال للمرسوم".


تجري مجموعة مايكروسوفت العملاقة للمعولماتية مفاوضات مع "بايتدانس" لشراء "تيك توك" على الأقل في الولايات المتحدة إن لم يكن بشكل أوسع.


وذكرت الصحف الأميركية أن قيمة هذه الصفقة تقدر بما بين عشرة مليارات وثلاثين مليار دولار.


وكان ترامب أصدر الأسبوع الماضي أمرين تنفيذيين يحظران أي تعامل أميركي مع منصتي التواصل الاجتماعي "تيك توك" و"ويتشات"، مبررا ذلك بأنهما "يشكلان تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة وسياستها الخارجية واقتصادها"، مانحا الأميركيين مهلة 45 يوما للتوقف عن التعامل معهما.


كما طالب ترامب بأن يذهب جزء كبير من أي صفقة بيع محتملة لنشاط تيك توك في الولايات المتحدة الى وزارة الخزانة الأميركية.


لكن خبراء ذكروا لوكالة فرانس برس أنه ليس للحظر الأميركي لمنصتي "تيك توك"و"ويتشات" أهمية كبرى لأمن الولايات المتحدة، لكنه قد يزيد من الضغوط التجارية على بكين ويساعد الرئيس دونالد ترامب في الظهور كشخص صارم في سياق سعيه لإعادة انتخابه.


في هذا الإطار ذكرت وسائل إعلام أميركية الجمعة أن المحادثات التجارية التي كانت مقررة السبت بين الولايات المتحدة والصين لاستعراض وضع الاتفاق الموقع في كانون الثاني/يناير الماضي، أُرجئت في أوج توتر بين واشنطن وبكين.


وقالت وكالة الأنباء المالية بلومبرغ إنه لم يحدد أي موعد لهذا اللقاء الجديد.


وكان اتفاق وقع في كانون الثاني/يناير وسط ضجة إعلامية كبيرة بين بكين وواشنطن، تعهدت بموجبه الصين بشراء منتجات وخدمات أميركية بقيمة مئتي مليار إضافية، لخفض العجز في الميزان التجاري بين البلدين كما يريد الرئيس دونالد ترامب.


وتشمل هذه السلع السيارات والآلات الصناعية والمعادن والحبوب والقطن واللحوم والنفط والخدمات المالية.


لكن هذه المشتريات لم تتم خصوصا بسبب وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى توقف المبادلات الدولية.


وأفادت معطيات نشرها "معهد بترسون للاقتصاد الدولي" أن أقل من نصف المشتريات (46 بالمئة) جرت حتى نهاية حزيران/يونيو.


وفي الوقت نفسه، شهدت العلاقات بين البلدين مزيداً من التوتر بشأن مصدر فيروس كورونا المستجد والوضع في هونغ كونغ وتطبيق "تيك توك" الذي يتهمه ترامب بالتجسس لحساب بكين.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.