على الرغم من أن السيارات أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، حتى أصبح من المستحيل تخيل الحياة بدونها، إلا أن السيارات في الحقيقة لم تتواجد منذ مدة طويلة، فعمر السيارات وبداية تاريخ إنتاجها مضى عليه أقل من 150 عامًا، وخلال هذه السنوات شهدت صناعة السيارات الكثير من التغييرات.
ويرجع تاريخ السيارات إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، ففي عام 1886 سجل كارل بنز في ألمانيا أول براءة اختراع في صناعة السيارات لأول مركبة تعمل بالغاز، وبيع من هذه السيارة التي أُطلق عليها اسم "موتور فاجن" حوالي 25 مركبة بين عامي 1888 و1893.
وفي عام 1893 أيضًا نجح الأخوان تشارلز وفرانك دوريا في تسجيل أول مبيعات لسيارة ناجحة على المستوى التجاري، وكانت هذه السيارة عبارة عن عربة تعمل بالغاز أكثر من كونها سيارة كما نعرفها بالشكل المعتاد.
من باع أول سيارة؟
أول شركة سيارات باعت سيارة في العالم هي شركة "بنز" الألمانية التي سُميت على اسم كارل بنز، وسرعان ما توسعت الشركة من ألمانيا إلى دول أوروبية أخرى مثل فرنسا. وبحلول نهاية القرن التاسع عشر كانت "بنز" أكبر شركة سيارات في العالم، إذ صنعت 572 سيارة عام 1899.
أين بدأت صناعة السيارات؟
بدأت صناعة السيارات في أوروبا. وفي عام 1903 أصبحت فرنسا رائدة في صناعة السيارات في العالم، إذ أنتجت 30124 سيارة، بما يمثل نحو 49% من السوق العالمي، بينما أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت 11235 سيارة فقط.
كيف أثرت الحرب العالمية الثانية على صناعة السيارات؟
اضطرت جميع شركات السيارات لخفض إنتاجها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، مما قلل مبيعات السيارات بشكل كبير. ومع عودة الجنود إلى بلدانهم، وإقبالهم على شراء السيارات، ارتفع إنتاج السيارات مرة أخرى، وشهدت هذه الفترة ازدهارًا كبيرًا في صناعة السيارات وزيادة في العرض والطلب.
ملصق مونرونى وتأثيره على صناعة السيارات
خلال فترة ازدهار صناعة السيارات لم يكن هناك سيطرة على أسعار السيارات، واستمر الوضع على هذه الحال حتى قُدم تشريع عام 1958، يُلزم وكلاء بيع السيارات بوضع ملصق على أي سيارة يتضمن سعر التجزئة ومواصفاتها، وعُرف هذا الملصق باسم " ملصق مونرونى" (على اسم صاحب فكرة التشريع)، وكان بمثابة تطور كبير في طريقة بيع السيارات، ويعد ذلك أول قانون لحماية المستهلكين في صناعة السيارات.
كيف تغير سوق السيارات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؟
ازدهر سوق السيارات خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إلا أن تكاليف الإنتاج ارتفعت بشكل كبير في أوائل السبعينيات بسبب ارتفاع أسعار البنزين، مما أثار ضيق العملاء. ومن أجل تعويض ارتفاع التكاليف، قامت شركات صناعة السيارات بخفض عدد الموديلات التي تصنعها في خط الإنتاج. لكن رغم ذلك ظلت تكاليف التصنيع تواصل الارتفاع، مما أدى لارتفاع أسعار السيارات، ونتيجة لذلك بدأ التجار في الاتجاه نحو تأجير السيارات.
كيف غير التأجير صناعة السيارات؟
قبل السبعينيات كان المستهلكون يغيرون سياراتهم كل خمس أو ست سنوات، لكن مع ظهور اتجاه تأجير السيارات، انخفض متوسط دورة الشراء بين سنتين إلى ثلاث سنوات، وأدى ذلك إلى ازدهار صناعة السيارات، فشهد السوق ظهور العديد من الموديلات المتنوعة مرة أخرى، وساعدت هذه العوامل على ظهور سوق السيارات المستعملة.
كيف أثرت أجهزة الكمبيوتر على صناعة السيارات؟
أحدث ظهور الكمبيوتر والإنترنت في التسعينيات تغييرًا كبيرًا في صناعة السيارات، فقد بدأ المشترون يجرون بحثًا على الإنترنت أولاً قبل عملية الشراء، وأصبح اختيار السيارة المناسبة قرارًا أصعب بكثير من ذي قبل، بسبب الكم الكبير من السيارات الجديدة المتاحة.
كانت مواقع وكالات السيارات في البداية بمثابة كتيبات عن السيارات فقط، ثم تحولت تدريجيًا لبيع السيارات عبر الإنترنت، وكان كل شيء يتطور بشكل جيد حتى حدثت الأزمة المالية عام 2008، وهي الفترة التي عانت خلالها الصناعة، حيث انخفض إجمالي إنتاج السيارات بنسبة 3.7% عام 2008، وبنسبة 12.4% عام 2009، حيث بيعت 61 مليون سيارة فقط.
بدأ سوق السيارات في التعافي تدريجيًا، وفي عام 2014 زادت مبيعات السيارات، وبلغت نحو 89 مليون سيارة، وعلى الرغم من أنه لا مفر من تحول صناعة السيارات نحو البيع عبر الإنترنت بشكل أكبر، إلا أن العنصر البشري لا يزال يمثل جزءًا أساسيًا من عملية البيع.
لا يزال عدد كبير من الأشخاص يفضلون التجربة الملموسة مثل الجلوس في السيارة وقيادتها، والتحدث مع البائع، فكل ذلك جزء أساسي من رحلة المشتري.
المصدر: ويسبي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}