هل سيغير هذا المعدن قواعد اللعبة في رحلات الفضاء؟

2020/06/05 أرقام

للمرة الأولى في عشر سنوات، نجحت "سبيس إكس" ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" في إطلاق بعثة مأهولة بإرسال رائدين لمحطة الفضاء الدولية، وجذب هذا الحدث أنظار العالم في الأيام القليلة الماضية.

وتحاول شركة كندية تسمى "باور ميتالز" استخراج معدن حيوي وشديد الندرة وعالي القيمة التنافس من أجل كسر احتكار الصينيين، ويأمل الكثيرون في أمريكا الشمالية في أن تصبح "باور ميتالز" رابع شركة تنتج هذا المعدن الذي يسمى "السيزيوم" والذي يستخدم في مختلف الصناعات، من بينها الفضاء.



سباق نحو معدن حيوي

يستخدم السيزيوم بشكل واسع النطاق في أنظمة الدفع الأيونية؛ حيث يمكن أن يكفي كيلوجرام واحد من هذا المعدن في الفضاء الخارجي لدفع مركبة بمعدل يزيد 140 مرة مقارنة بأي سائل أو صلب، ليس هذا فقط، بل يمكن أن يغير قواعد اللعبة في صناعة الفضاء وأنظمة الملاحة الشمسية.

يعد السيزيوم عنصراً حيوياً لتشغيل أنظمة الملاحة العالمية "جي بي إس"، كما أنه يدخل في صناعة الساعة الذرية لقياس الوقت بدقة وأيضاً لتعقب أداء الأقمار الصناعية لأنظمة "جي بي إس" التي تدور حول الأرض.

مع الكشف عن الخطط الاستراتيجية حول صناعة الفضاء، زادت أهمية السيزيوم، فالبعثات المستقبلية للفضاء الخارجي ستحتاج المعدن في رحلاتها في النظام الشمسي.

ربما يصبح السيزيوم ضمن عوامل قيام حرب باردة بين الصين وامريكا الشمالية، لكن في ظل اتجاه شركة "باور ميتالز" نحو تعدين السيزيوم وإحرازها تقدماً في هذا الأمر، ربما تتغير قواعد اللعبة.

من بين جبهات الحرب الباردة بين أمريكا الشمالية والصين الهيمنة على المعادن الحيوية وشبكة اتصالات الجيل الخامس "5G" والأمن القومي والفضاء، وكل هذه الجبهات يدخل السيزيوم في تطويرها.

بعد سيطرة الصين على 100% من المعروض العالمي من السيزيوم، دخلت واشنطن على خط المواجهة لتضيف إدارة الرئيس "دونالد ترامب" هذا المعدن إلى قائمتها للمعادن الاستراتيجية عام 2018.

توجد فقط ثلاثة مناجم تنتج السيزيوم على مستوى العالم وهي منجم "تانكو" في "مانيتوبا" بكندا و"بيتيكا" في زيمبابوي و"سينكلير" في أستراليا، ولم يعد "تانكو" و"بيتيكيا" ينتجان، فيما تهيمن الصين على المخزون الكامل لمنجمي "تامكو" و"سينكلير".

تمتلك "باور ميتالز" ثلاثة من بين خمس مناطق امتيازات لتعدين السيزيوم في مقاطعة "اونتاريو" بكندا، وهو ما يعزز مكانة الشركة كمورد محتمل للمعدن لأمريكا الشمالية، وأكد مسؤولو الشركة على وجود نقص حاد في المعروض من السيزيوم لكنهم أعربوا عن سعادتهم بوجود كميات منه في مناطق التعدين.

اكتشفت الشركة عام 2018 كميات من السيزيوم في ست نقاط للحفر بمناطق التعدين في "أونتاريو" رغم أنها كانت تستهدف البحث عن الليثيوم، وفي فبراير هذا العام، أعلنت "باور ميتالز" عن خطط للبدء في استكشاف وجود كميات محتملة في مناطق لا تهيمن عليها الصين.

أعرب علماء الجيولوجيا لدى الشركة عن وجود إشارات واعدة لاكتشاف السيزيوم في مناطق تابعة لها بـ"أونتاريو" حيث اكتشفت نسباً لا بأس بها من أكسيد السيزيوم على أمل استخراج كميات منه.

لو تمكنت "باور ميتالز" من إنتاج كميات من السيزيوم، فعلى الأرجح، ستؤمن أمريكا الشمالية معروضاً من معدن شديدة الأهمية للهيمنة التكنولوجية ربما على مدار القرن الجاري.



أهمية شديدة

على عكس تعطل الإمدادات والطلب على المعادن الأخرى، لم يتأثر السيزيوم بأزمة "كورونا" نظرا لأهميته التكنولوجية الشديدة في ثورة "5G" والرعاية الصحية والأنشطة الدفاعية وحتى أعمال التنقيب عن النفط والغاز.

في مجال الرعاية الصحية على سبيل المثال، يستخدم السيزيوم في صناعة المواد الكيميائية العضوية مثل الأشعة السينية "أشعة إكس" التي تستخدم في علاج السرطان، وفي صناعة النفط والغاز، يستخدم في الحيلولة دون وقوع انفجارات في الآبار التي تتعرض لارتفاع الحرارة والضغط.

يستخدم السيزيوم أيضاً في صناعة الخلايا الكهروضوئية والبللورات والأنابيب المفرغة، كما يستخدم في سباق تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس "5G" والأسلحة وصناعة الفضاء.

على أثر ذلك، تتسابق الاقتصادات الكبرى على رأسها الولايات المتحدة والصين لتأمين احتياجاتها من هذا المعدن الحيوي، ووسط حديث عن حرب باردة، من لا يملك السيزيوم، لن ينتصر في هذه الحرب.

يتفوق السيزيوم من حيث القيمة على معادن نفيسة أبرزها الذهب، وتحاول شركات التعدين استكشاف مناطق واعدة للحصول عليه.

استوردت الولايات المتحدة 100% من احتياجاتها من السيزيوم عام 2019، وعرضت إحدى الشركات جراماً واحداً من هذا المعدن بسعر بلغ 63 دولاراً.

المصدر: أويل برايس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.