منذ بداية تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19" سلّطت وسائل الإعلام الضوء على تدافع الناس على الشراء، وتفريغ رفوف المتاجر لملء عربات التسوق بشكل مبالغ به من أجل تخزين السلع.
وفي حين يعاني نسبة صغيرة من الأشخاص مما يُعرف في علم النفس باسم "اضطراب الاكتناز"، وهو الرغبة في تجميع الأشياء وصعوبة التخلص من الممتلكات، إلا أن الاكتناز سلوك طبيعي وتكيفي، ويظهر في الأوقات التي لا يوجد بها إمدادات كافية من الموارد.
ويميل جميع الأشخاص بشكل عام إلى التخزين، حتى في أفضل الأوقات، وبدون التفكير في الأمر حتى، فالأشخاص يحبون أن يكون لديهم مخزون كبير من السلع، وأموال في مدخراتهم، وحلوى يخزنونها بعيدًا عن متناول أطفالهم، فكل هذا يعد اكتنازًا.
لدى الحيوانات أيضًا ميل إلى الاكتناز، فالسناجب تعمل طوال الخريف لإخفاء كمية من الجوز تكفيها لبقية العام، ويقوم فأر الكنغر أيضًا بإخفاء البذور في الصحراء، ويتذكر المكان الذي وضعها فيه، ويحفر فيما بعد لتجميعها مرة أخرى.
علم النفس يفسر هذا السلوك
- يعكس هذا التشابه بين السلوك البشري والحيواني صفة متأصلة في العقول، لتحفيز الأشخاص والحيوانات على الحصول على الموارد التي قد لا تكون موجودة دائمًا وتخزينها. تأتي جميع هذه لسلوكيات بما في ذلك الميل إلى الاكتناز في فترة الأوبئة من الرغبة في الشعور بالأمان.
- يبدو أن التوتر يحفز المخ للتحول إلى وضع "الاكتناز". فعلى سبيل المثال يمكن أن يظل فأر الكنغر كسولاً جدًا إذا حصل على طعامه بانتظام، لكن إذا بدأ يفقد وزنه، فإن مخه يرسل هرمونات التوتر التي تحفز الرغبة لديه في اكتناز البذور. ويفعل الناس الأمر نفسه، فإذا شعروا بالقلق فإنهم سيرغبون في شراء المزيد من السلع لتخزينها في المنزل.
- يوجد في المخ منطقتان تساعدان بشكل عام على تنظيم الأهداف والدوافع لتلبية الاحتياجات والرغبات، وهما النواة المتكئة والقشرة الأمامية الجبهية. ويمكن أن يؤدي تلف هذا النظام إلى الميل إلى الاكتناز بشكل غير طبيعي، فأحد الرجال الذي أُصيب بتلف في الفص الجبهي ظهرت لديه رغبة مفاجئة في اكتناز الرصاص، بينما لم يستطع آخر التوقف عن استعارة سيارات الآخرين.
- يفسر ذلك تدافع الناس لشراء السلع واكتنازها خلال الفترة الأخيرة، فعندما تثير الأخبار حالة من الذعر، وتنشر وسائل الإعلام تقارير خاصة بنفاد الطعام من المتاجر، أو أن الأشخاص سيمكثون في منازلهم لأسابيع، فإن الدماغ يترجم ذلك إلى ضرورة التخزين، لأن الاكتناز يشعر الأشخاص بالأمان، ويخفف من توترهم، ويحميهم بالفعل في حالات الطوارئ.
المصادر: ناشيونال إنتريست
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}