أكدت مسؤولة تنفيذية بشركة أي بي إم تيرمينالز – البحرين، المشغلة لميناء خليفة، أن الميناء يعمل بكامل طاقته التشغيلية بنسبة 99.5% لضمان تزويد المملكة بالمواد اللازمة وتوفير مخزون غذائي كافٍ خلال هذه الأوقات الصعبة.
وقالت الرئيس التنفيذي لشركة أي بي إم تيرمينالز – البحرين، سوزان هنتر في تصريح خاص لـ«الأيام الاقتصادي» إن عدد السفن التي استقبلها الميناء في شهر مارس الماضي سجلت نموًا بنسبة 8.6% إذ بلغ إجمالي السفن الواردة للميناء نحو 25 سفينة تضم 9438 حاوية، مقارنةً بـ 23 سفينة تضم 10600 حاوية في الفترة ذاتها من العام 2019.
وعن تأثر عمليات الملاحة والشحن البحري في ظل أزمة فيروس كورونا، أوضحت هنتر أن «صناعة الشحن والملاحة البحرية تواجه حاليًا عددًا من التحديات وسط تفشي فيروس كورونا، فالموانئ المتواجدة في جميع أنحاء العالم تحاول جاهدة للمحافظة على استمرار عملياتها وخدماتها الضرورية».
وأوضحت «بصفتنا المشغل الوحيد للميناء التجاري في البحرين ميناء خليفة بن سلمان، فإننا نعمل بكامل طاقتنا التشغيلية لضمان تزويد البحرين بالمواد اللازمة، إذ يمر من خلال الميناء 99.5% من السلع الاستهلاكية المستوردة مما يساهم في ضمان توفير مخزون غذائي كافٍ خلال هذه الأوقات الصعبة».
إبقاء سلاسل الإمداد مفتوحة
وأكدت الرئيس التنفيذي لشركة أي بي إم تيرمينالز – البحرين «في ظل الظروف الراهنة، من الضروري إبقاء سلاسل الإمداد مفتوحة والسماح باستمرار التجارة البحرية والنقل عبر الحدود، فوفقًا للأونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) يتم في هذه الأزمة نقل حوالي 80% من التجارة العالمية عن طريق الشحن التجاري نقل الإمدادات الغذائية والمواد الخام والأصناف المختلفة المصنعة».
إجراءات احترازية وقائية
وفيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الشركة لسير العمليات، قالت هنتر «إن الشركة بالتعاون مع وزارة المواصلات والاتصالات تعمل على تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتعلقة بالصحة والسلامة والتي تهدف للحد من انتشار فيروس كورونا (COVID 19)».
وأكملت «فريق الشركة كان استثنائيًا في الاستجابة السريعة للتغيرات الطارئة ومواجهة التحديات مع الاستمرار في خدمة عملائنا على أكمل وجه، كما قمنا باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية التي توصي بها وزارة الصحة ومنها القياس الإلزامي لدرجة الحرارة لأي شخص يرغب في الدخول إلى الميناء سواء من الموظفين أو العملاء عند نقاط الدخول المختلفة، بما في ذلك مبنى خدمات العملاء، والبوابة الرئيسية، وبوابة الموظفين، والبوابة المؤقتة للمرور بالمكاتب. بالإضافة إلى تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي وتعقيم حافلات النقل الجماعي ومحطات انتظار الحافلات».
وتابعت«من ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الشركة مع الموظفين العائدين من رحلات عمل أو إجازات، الطلب منهم أن يعزلوا أنفسهم في أماكن إقامتهم الخاصة المجهزة بالأغذية واللوازم الأساسية، كذلك اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية بتغيير النوبات بين الموظفين، كما طُلب من المقاولين الالتزام بتلك التعليمات أثناء تواجدهم في الميناء».
تراجع واردات الصين وإيطاليا وأمريكا
وعن أبرز الدول التي شهدت انخفاضًا في عمليات واردات الشحن بسبب أزمة كورونا، أكدت هنتر «وفقًا للأخبار والتحديثات الدولية، تعتبر الصين وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة أكبر الدول التي تواجه التأثير الذي أدى إلى الإغلاق الكامل لهذه الدول مما أثر على العمليات التجارية».
توقعات مبهمة بشأن الأداء الاقتصادي
وبشأن توقعات الأداء قطاع النقل والملاحة البحرية في ظل الظروف الحالية، أوضحت الرئيس التنفيذي لشركة أي بي إم تيرمينالز – البحرين «في ظل الظروف غير المسبوقة التي يشهدها العالم الآن، والدور الذي يلعبه فيروس كورونا في تعطيل الاقتصاد العالمي، وفي الوقت الذي لا تزال فيه العديد من الأمور مبهمة وغير متوقعة فيما يخص سلاسل الإمداد العالمية، تلعب صناعة النقل البحري العالمية دورًا حاسمًا في مساعدة العالم على مكافحة هذا الوباء».
نلتزم بدورنا بتوصيل الإمدادات الأساسية
وقالت «التزامًا منا بدعم الاقتصاد الوطني، والمحافظة على بقاء البحرين على اتصال بالأسواق الدولية والشركات والمجتمع المحلي، قمنا خلال هذه الظروف بالاستمرار في نقل مجموعة واسعة من السلع وتلبية متطلبات الشركات المحلية (للأغراض الصناعية والتصنيعية) ومتطلبات المستهلك (للضروريات اليومية والمواد الغذائية والإمدادات الطبية)، ومع التطورات اليومية لهذه الجائحة، يزداد دورنا أهمية في دعم حكومة البحرين ونقل وتوصيل بضائع وإمدادات أساسية لا غنى عنها للمجتمع المحلي».
طرح حلول ترتقي بكفاءة الإمدادات
وعن خطط الشركة المستقبلية، بعد أن كشفت الأزمة الحالية عن ثغرات تعيق العمليات التشغيلية، أكدت هنتر أن «الشركة قامت على مدى السنوات الماضية بالاستثمار في البنية التحتية لميناء خليفة بن سلمان سعيًا منها لتطوير عملياته التشغيلية لتتماشى مع احتياجات النمو المستقبلي ومتطلبات العملاء وتطلعاتهم».
وأشارت إلى أن «الشركة قدمت حلولاً ترتقي بكفاءة سلسلة الإمداد وخلق بيئة أعمال مؤاتية ومحفزة للأعمال التجارية والاستثمار في المملكة، وفي أعقاب جائحة فيروس كورونا، تم طرح خيار جديد للدفع يمكن العملاء من إجراء معاملاتهم براحة من منازلهم دون الحاجة إلى زيارة الميناء، وذلك من خلال استخدم خاصية (Fawateer) من خلال تطبيق (Benefit Pay)».
وتابعت «كما اتبعت الشركة حلولاً لتسهيل تقديم طلب تصاريح الدخول الجديدة أو البديلة وكذلك إصدار تصاريح مرور سنوية أو مؤقتة عبر موقعنا الإلكتروني، وتشجيع عملائنا على استخدام تطبيق (LIFT) لتسهيل عملياتهم من خلال خاصية التتبع المباشر للشحنات ولتسديد المدفوعات من خلال الجهاز المحمول بكل سهولة، بالإضافة لتوفير خاصية طلب خدمات إضافية (ASR) على الموقع الرئيسي للعملاء لتقديم أي طلبات إضافية ودفع أية فواتير مترتبة عليها».
وأضافت هنتر «من التدابير الاحترازية التي تم اتخذناها في بيئة العمل، تجهيز موقع للتعافي من الكوارث لنتمكن من مواصلة العمل، واستخدام أنظمة كاميرات المراقبة (CCTV) الموجودة في جميع أنحاء الميناء من خلال شبكة افتراضية خاصة بنا مع قدرات معززة تدعم المتطلبات المتزايدة للعمل من المنزل».
حزم الدعم الحكومي ستنعش الاقتصاد
وفيما يتعلق بالحلول المقترحة للتغلب على تداعيات أزمة فيروس كورونا على قطاع الشحن والملاحة، أوضحت الرئيس التنفيذي لشركة أي بي إم تيرمينالز – البحرين، سوزان هنتر «أنه ترتب على الإغلاقات والقيود المفروضة على العديد من طرق التجارة العالمية كأحد الحلول للحد من انتشار فيروس كورونا، كما فُرضت تدابير صارمة للأمن البيولوجي عند عمليات تسليم البضائع الحرجة، مما دفعنا إلى إجراء عدد من التغييرات التشغيلية لنتمكن من الاستمرار بالقيام بعمليات النقل والإيصال في هذه الظروف الحرجة».
وأكدت هنتر «إن حزم التحفيز وإجراءات الدعم التي قدمتها حكومة البحرين ستساعد في إنعاش الاقتصاد المحلي، وهو ما سينعكس إيجابيًا على قطاع الشحن والموانئ».
وقالت«كإحدى الصناعات التي تأثرت بجائحة فيروس كورونا، فقد تم وضع العديد من التوجهات والإرشادات الجديدة لقطاع الشحن والملاحة للتغلب على تداعيات أزمة فيروس كورونا، حيث يتم الآن فحص جميع السفن التي ترسو في الميناء، الأمر الذي يؤثر على حركة تصدير واستيراد بعض الحاويات».
وتابعت «كما تم تعليق رحلات السفن السياحية ومنعها من المرور ووضعها تحت الحجر الصحي، بالإضافة إلى منع طواقم السفن من النزول أثناء تواجدها في ميناء خليفة بن سلمان أو الأرصفة الخاصة ونصح الأفراد المشتبه في تأثرهم بالفيروس بعدم الذهاب للعمل».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}