مع انتشار فيروس "كوفيد -19" وتنامي عدد الإصابات سريعًا حول العالم، تزايدت الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي اللازمة لعلاج الحالات الحرجة وارتفع الطلب عليها وتواجه العديد من الدول نقصًا في تلك الأجهزة.
ونتيجة لذلك تدخلت شركات صناعة السيارات لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي لتلبية الطلب الهائل في ظل جائحة "كورونا"، ولكن هل ستستطيع إنتاج عدد الأجهزة المطلوب؟ تساؤل طرحته "بلومبرج" في تقرير.
ما علاقة صناعة السيارات بأجهزة التنفس الصناعي؟
تعد شركات "فورد موتور" و"جنرال موتورز" و"تويوتا موتور" خيارًا طبيعيًا لإنتاج تلك الأجهزة بكميات كبيرة، إذ تنتج تلك الشركات ملايين السيارات سنويًا، وتشتري وتجمع مئات الأجزاء من جميع أنحاء العالم بسرعة كبيرة.
كما أن هناك تداخلا كبيرا بين هندسة أجهزة التنفس الصناعي والسيارات، التي تجمع بين خبرات الديناميكا الهوائية الميكانيكية والإلكترونية والكهربائية والهيدروليكية، إلا أن الأجزاء مختلفة في الغالب.
تأتي مكونات جهاز التنفس الصناعي من عشرات الدول ومن عدد من الموردين، ويتم تصنيع بعض المكونات المتخصصة مثل أغشية الأكسجين، من قبل عدد قليل من الشركات المصنعة الدقيقة، مما يعني أن محاولة تسريع وتيرة الإنتاج العالمي مقيدة بقدرة تلك الشركات على زيادة إنتاجها.
مدى حاجة الدول للأجهزة
ربما تحتاج الولايات المتحدة إلى 960 ألف جهاز تنفس صناعي، وفقًا لتقديرات جمعية طب الرعاية الحرجة، في حين لديها 200 ألف جهاز متوفر فقط.
كما أن الهند تحتاج ما يصل إلى 220 ألف جهاز، بناءً على بيانات معهد "بروكينجز"، مقارنة مع حوالي 25 ألف جهاز حاليًا.
تعتمد تلك التقديرات على مدى سرعة وانتشار وشدة العدوى، ويمكن أن تتغير سريعًا.
الإنتاج الحالي
وفقًا لـ "نيكي لو" محلل المعدات الطبية والصناعية لدى "بلومبرج" تنتج كبرى الشركات المصنعة حاليًا حوالي 200 جهاز تنفس صناعي أسبوعيًا، وتحتاج إلى إنتاج 10 أضعاف هذا الرقم.
تحث الحكومة الهندية شركات صناعة السيارات المحلية على المشاركة في الإنتاج، كما تساعد شركات "ماكلارين أتوموتف" و"مرسيدس إيه إم جي هاي برفورمنس بورترينز" في المملكة المتحدة وأوروبا في الإنتاج.
كما تؤمن "جنرال موتورز" أجزاء مباشرة مما يسمى بموردي الفئة الأولى لأجهزة التنفس الصناعي التي تصنع بمصنعها في إنديانا.
وتساعد على زيادة قدرة سلاسل التوريد لشريكتها في تصنيع أجهزة التنفس الصناعي "فينتك لايف سيستمز".
ما المشكلة إذن؟
تعد بعض الدول في حالة إغلاق وهو ما يصعب وصول المنتجات المناسبة إلى الشركات المصنعة، فمثلاً شركة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي النيوزيلندية "فيشر أند بايكل هيلث كير" تستورد المكونات من الصين لتصنيعها في موطنها وفي المكسيك.
كما أن معظم عمليات صانعة أجهزة التنفس الصناعي "ريس ميد" – التي يقع مقرها في سان دييجو – تتم في سنغافورة وسيدني.
إضافة إلى مشكلة أخرى، أنه على الرغم من وجود أكثر من عشرين شركة صينية تنتج حوالي 2200 جهاز تنفس صناعي أسبوعيًا أو حوالي خمس الإنتاج العالمي، تم اعتماد ثمانية فقط للبيع في أوروبا.
إذ يجب أن يتم تصنيع الأجهزة الطبية في ظل أماكن نظيفة ومعقمة ومعتمدة، وهذا يعني أن تحويل المصانع لهذا الغرض أمر ليس بسيطًا.
هذا وتتزايد الحواجز التجارية في عشرات الدول حول العالم، انضمت لها الولايات المتحدة مؤخرًا إذ أمرت شركة "3 إم" بوقف صادرات الأقنعة الحالية إلى بعض الدول وتحديد أولويات المبيعات إلى الحكومة الفيدرالية.
المصدر: بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}