لفتت الشركة الكويتية للاستثمار، إلى أن عام 2019 كان استثنائياً لبورصة الكويت، إذ سجلت مؤشراتها أفضل أداء منذ الأزمة المالية في 10 سنوات.
ويأتي ذلك في وقت شهدت بورصة الكويت ارتفاعات قوية خلال 2019، نتيجة تفاؤل المستثمرين وعودة الثقة في الأسهم المحلية والإصلاحات والقوانين التنظيمية، وترقية البورصة إلى مرتبة الأسواق الناشئة على مؤشرات «FTSE RUSSELL» و«S&P Dow Jones» و«MSCI»، وما تبعها من تدفق السيولة من قبل الصناديق والمحافظ الاستثمارية الأجنبية، إلى الأسهم القيادية التي انضمت إلى تلك المؤشرات.
وأشارت الشركة إلى منح بورصة الكويت فعلياً الترقية على مؤشر «MSCI EM»، بوزن 0.69 في المئة اعتباراً من مايو 2020، بما يساهم في ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المتوقعة في الأسهم التي انضمت إلى المؤشر ووضعها على خريطة الاستثمار العالمية.
وذكرت «الكويتية للاستثمار» أن النتائج المالية الجيدة للشركات المدرجة، للأشهر التسعة الأولى من عام 2019، ساهمت في نمو صافي الأرباح بنسبة 5 في المئة لتسجل 1.4 مليار دينار، وسط تماسك أسعار النفط فوق مستوى الـ 60 دولاراً للبرميل، بالرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وربح مؤشر السوق العام خلال 2019، ما نسبته 23.68 في المئة، مدفوعاً بارتفاع القيمة السوقية الاجمالية للبورصة بنحو 7.3 مليار دينار لتسجل 36 مليار دينار في 31 ديسمبر الماضي.
كما بلغ ربح مؤشر السوق الاول 32.4 في المئة خلال عام 2019، نتيجة تركز الشراء على الأسهم القيادية التي انضمت الى مؤشرات الاسواق الناشئة، والأداء المالي الجيد، ما ادى لارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ وارتفاع قيمتها السوقية بنحو 6.9 مليار دينار، وخصوصاً أسهم قطاع البنوك الذي ارتفع مؤشره بنسبة 35.7 في المئة، كما ارتفعت قيمته السوقية بنحو 5.9 مليار دينار لتسجل 22 مليار دينار، مدفوعاً بنمو صافي أرباحه بنسبة 8 في المئة.
توقعات إيجابية
وتوقعت «الكويتية للاستثمار» أن يستمر أداء البورصة الكويتية إيجابياً خلال عام 2020، ولكن بوتيرة أقل من 2019، نتيجة المحفزات التي قد تشكل عامل دفع إيجابياً، والتي تشمل تماسك أسعار النفط فوق مستوى الـ 60 دولاراً للبرميل بما يعزز تفاؤل المستثمرين ويدعم النمو الاقتصادي في الكويت.
ويأتي ذلك في وقت تشكل التقييمات المناسبة للأسهم القيادية والفرص الاستثمارية المتوافرة فيها، عاملاً مساعداً في تحسين أداء السوق وتنشيط السيولة، وبناء مراكز طويلة الاجل من قبل الصناديق والمحافظ الاستثمارية.
ويترافق ذلك مع الإصلاحات والإجراءات التنظيمية في البورصة، وإنجاز خصخصة شركة بورصة الكويت وإدارج اسهمها في البورصة خلال العام الحالي، والعودة التدريجية للثقة والترقية إلى سوق ناشئ حسب تصنيف «FTSE Russell»، بالاضافة الى تأكيد ترقية البورصة الى سوق ناشئ من قبل «MSCI» في شهر ديسمبر 2019، والتي ستجذب سيولة إضافية الى البورصة (الأسهم القيادية المنضمة الى مكونات مؤشر MSCI للاسواق الناشئة).
وتأتي النتائج المالية الجيدة للشركات المدرجة، ونسب النمو الايجابية المتوقعة للسنة المالية 2019، مدفوعة بارتفاع أرباح البنوك، التي تساهم بنسبة 50 في المئة من ارباح الشركات.
وتتراوح نسب النمو الجيدة المتوقعة في صافي ارباح الشركات لعام 2020، بين 5 و8 في المئة بدعم من نتائج البنوك والشركات القيادية، وارتفاع التوزيعات النقدية وتحسن التقييمات.
ولفتت الشركة إلى أن التوقعات تشمل تحسن مستويات السيولة في البورصة بشكل ملحوظ، مدفوعاً بنشاط متزايد للمستثمرين وتفاؤلهم بعد العوامل الايجابية التي رافقت ترقية البورصة، إلى مرتبة الأسواق الناشئة من قبل «FTSE Russell» و«MSCI».
عوائد إيجابية للشركة
ذكرت «الكويتية للاستثمار» أن الصناديق الاستثمارية المحلية التي تديرها، واصلت تحقيق العوائد الإيجابية خلال عام 2019، إذ حقق صندوق الرائد للاستثمار (الصندوق الأكبر في الكويت من حيث صافي قيمة الأصول)، عائداً إيجابياً خلال السنة، بحيث ارتفع صافي قيمة الوحدة للصندوق بنسبة 17.6 في المئة لتسجل نهاية السنة 1.184 دينار كويتي.
وكان صندوق «الرائد للاستثمار» وزع خلال شهر مايو 2019 على حملة الوحدات 50 فلساً للوحدة أي ما يعادل 5 في المئة من القيمة الاسمية للوحدة.
وسجل الصندوق عائداً كلياً منذ التأسيس بلغت نسبته 329 في المئة، أي ما يعادل 18.1 في المئة كمعدل عائد سنوي منذ التأسيس.
وحقق صندوق الكويت الاستثماري عائدًا جيداً خلال عام 2019 بلغت نسبته 14.6 في المئة، كما كان أداء صندوق الأثير للاتصالات جيداً خلال السنة، بحيث بلغ عائده للسنة ما نسبته 13.03 في المئة.
وواصلت المحافظ الاستثمارية المحلية المدارة من قبل «الكويتية للاستثمار» أداءها المتميز لعام 2019، إذ حققت عوائد ايجايية تعدت الـ 24 في المئة متفوقة على أداء المؤشر العام لبورصة الكويت الذي سجل 23.68 في المئة لعام 2019.
بعائدات تفوق 7 في المئة
الاستحواذ على 3 عقارات في ألمانيا بـ 90 مليون يورو
أفادت «الكويتية للاستثمار» انها تتطلع دائماً إلى تحقيق أفضل عائدات للمستثمرين والمساهمين، وفقاً لإستراتيجيتها الموضوعة والتي ترتكز على الفرص الاستثمارية ذات الجودة والقيمة العالية.
وأوضح مدير أول إدارة تطوير الأعمال أحمد عواض، أن إستراتيجية الشركة ترتكز على الاستثمارات ذات الدخل الثابت، والاتجاه نحو الاستثمارات العقارية قليلة المخاطر في الأسواق المتقدمة كالسوق الأوروبي، لافتاً إلى أنه يتم تطبيق الإستراتيجية من خلال معايير استثمارية منضبطة بحيث تكون أقل عُرضة لمخاطر الأسواق.
وبين أن هذه الإستراتيجية تضمنت وضع معايير للحد من المخاطر، وفق ديمومة التركيز على العقارات داخل المدن الرئيسية الدولية الكبرى، كما شملت أيضاً تحديد نوعية المستأجرين لهذه العقارات، على أن يكون هناك استقرار في الإيجارات على المدى الطويل، مع وجود ضمانة تؤهلها للنمو، من خلال الموقع الإستراتيجي ومواصفات العقار.
وتابع أنه إلى جانب ذلك، اشتملت الإستراتيجية على التركيز على العديد من الفرص العقارية في مختلف الاقتصادات المستقرة والآمنة لتوفير فرص ذات جودة وقيمة عاليتين.
وأضاف عواض أن هذا التوجه لدى الشركة انطلق منذ نحو عامين، من خلال تعزيز حضورها في الأسواق الأوروبية العقارية، عن طريق الاستحواذ على العديد من العقارات التجارية وهو ما جرى بالفعل في السوق الألماني.
من جهته، أكد مدير إدارة الاستثمار المباشر أحمد المنيس، أن نجاح الشركة في تحديد أكثر الفرص الاستثمارية قيمة يتماشى مع إستراتيجيتها في الاستثمار العقاري، وتتلخص في العقارات المدرة للدخل في المدن الرئيسية التي تتمتع بنمو اقتصادي مستمر.
وأضاف أنه استناداً إلى هذه الإستراتيجية، نجحت الشركة في بالاستحواذ على 3 عقارات في ألمانيا خلال عامي 2018 و2019، متوافقة مع الاحتياجات الاستثمارية، وقد بلغت القيمة الإجمالية لهذه الصفقات ما يقارب 90 مليون يورو، بعائدات تفوق 7 في المئة، لافتاً إلى أن العقارات المستحوذ عليها تتميز بموقعها الإستراتيجي في أكبر المدن الألمانية، وهي فرانكفورت التي تحظى باحتضانها للقطاع المالي الأوروبي، ودوسيلدروف التي تعتبر ثالث نطاق إقليمي أوروبي من حيث عدد الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى متانة ذلك الإقليم والذي تتخذ دوسيلدروف عاصمة له من حيث التركز السكاني ونمو الأعمال فيه.
وأشار المنيس إلى توجه «الكويتية للاستثمار» لللاستحواذ على المزيد من المشروعات في القطاع العقاري الأوروبي، وتوسيع نطاق الاستثمار ليشمل دولا أوروبية أخرى خلال الفترة المقبلة، من خلال استغلال خبراتها وشبكة علاقاتها مع كبرى المؤسسات الاستثمارية والاستشارية في المجال العقاري، لتوفير فرص استثمارية للمستثمرين ذات جودة وقيمة عالية.
ويذكر أنه بناء على تعليمات هيئة اسواق المال، فإن ما حققته هذه الاستثمارات في السابق لا يمكن الاعتماد عليه بالنسبة للنتائج المستقبلية.
«ميكرفير الكويت»... الفريد
حملت «الكويتية للاستثمار» على عاتقها مسؤولية التنمية المجتمعية المستدامة منذ عقود، لاسيما وأن إستراتيجيتها تتضمن دعم ورعاية الشباب، وخصوصاً الكفاءات والمبدعين، ولهذا كان محصلة جهود طويلة أن تستضيف الشركة على أرض الكويت أول معرض من نوعه يتم تنظيمه في المنطقة وهو معرض الصناع العالمي «ميكرفير» في فبراير 2017، تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأكد مدير أول العلاقات العامة والإعلام في الشركة، طلال الرشدان، أن المعرض حقق نجاحا كبيراً على جميع الصعد خلال السنوات الثلاث الماضية، واستطاع أن يساهم فعلياً في دفع مشاريع شباب كويتي مبدع إلى آفاق تجارية وصناعية، بعد تمكينهم من ترجمة وتوسعة أفكارهم عن طريق شراكات وتعاقدات مع جهات كبرى داعمة لتصبح في أول طريق المجد.
وذكر الرشدان، أن المعرض يقام سنوياً على أرض المعارض بمشرف، وقد استقبل ما يفوق 80 ألف زائر العام الماضي، وشارك فيه 11 دولة حول العالم بمشاريع مختلفة.
واحتضن المعرض نحو 150 مشروعاً مشاركاً في مجالات تكنولوجية وفنية وتعليمية، وشهد الحفل الختامي تكريم أفضل 15 مشروعاً فائزاً، تم اختيارها من قبل زوار المعرض، إلى جانب لجنة الحكام.
وقال الرشدان إن فعاليات «ميكرفير-كويت» يقام العام الحالي من 11 حتى 15 فبراير.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}