نبض أرقام
06:15 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

"مافيا باي بال".. كيف جنت هذه المجموعة الثروة والنفوذ في وادي السيليكون مبكرًا؟

2019/11/29 أرقام

عندما غادر رائد الأعمال المغامر "ديفيد ساكس" شركة "باي بال"، بعد وقت قصير من دفع "إيباي" 1.5 مليار دولار للاستحواذ عليها في عام 2002، كان أول شيء فعله هو تمويل إنتاج فيلم سينمائي والذي حقق له عائدًا قدره عدة أضعاف الميزانية البالغة 10 ملايين دولار.
 

 

وبعد انفجار فقاعة "دوت كوم"، كان من الممكن لـ"ساكس" أن يتجاهل مغامراته في قطاع التقنية ويمضي قدمًا، خاصة في ظل شعوره بالإحباط، لكن في هذه اللحظة كان قد بدأ خططه للعودة، وذلك عبر تأسيس "يامير" وهي شبكة تواصل اجتماعي للمكاتب، تم الاستحواذ عليها لاحقًا من قبل "مايكروسوفت" مقابل 1.2 مليار دولار.

 

يعتبر "ساكس" أحد أعضاء ما يعرف في وادي السيليكون بـ"مافيا باي بال"، وهي شبكة تضم أوائل الموظفين الذين عملوا لدى شركة المدفوعات، وتمكنوا من جمع ثروة هائلة والتأثير بشكل عميق في صناعة التقنية.

 

وعلى غرار نهج "ساكس"، كان الرئيس التنفيذي السابق لـ"باي بال"، "بيتر ثيل"، أول مستثمر خارجي في "فيسبوك"، ولا يزال أحد أقوى مستثمري مشاريع التقنية، فيما يدعم شريكه وصديقه المقرب "ماكس ليفشين" شركات مثل "سترايب" و"بينتريست".

 

نفوذ هائل في وادي السيليكون
 

- تضم عائلة المافيا تلك "إيلون ماسك" مؤسس "تسلا"، و"ريد هوفمان" مؤسس "لينكد إن"، ومؤسسي "يوتيوب" و"يلب" و"بلانتير"، واليوم يواصل أعضاء هذه المجموعة البالغ عددهم 20 شخصًا تمويل أعمال بعضهم البعض، والحصول على مقاعد في مجالس شركات بعضهم البعض وإدارتها.
 

- أنشأت كذلك مجموعة من شركات الاستثمار المغامر مثل "فاوندرز فاند" و"فالار فينتشرز" وانضمت إلى أسماء أكثر شهرة مثل "سيكويا كابيتال" و"خوسلا فينتشرز" و"جريلوك بارتنرز"، وكانت بين المستثمرين الرئيسيين في "أوبر" و"ليفت" و"إير بي إن بي" و"سكوير" ومعظم شركات "اليونيكورن" في وادي السيليكون.
 

 

- تكونت هذه المافيا من الرجال فقط، لذا كانت هدفًا دائمًا للصحافة والناشطات من أجل حقوق المرأة، حيث تم اتهامها بالمساهمة بشكل كبير في إبعاد النساء عن صناعة التقنية، لكن بعض الأبحاث والتقديرات المستقلة قللت من صحة هذه الادعاءات.
 

- وفقًا لتحقيق أجراه موقع "فينتشر بيت" المختص بأخبار التقنية، تبين أن "مافيا باي بال" وشركات الاستثمار المغامر التابعة لها، أجرت نحو 1005 عمليات استثمارية في 646 شركة، خلال الفترة من عام 1995 إلى يونيو 2018.
 

- أظهرت البيانات أيضًا أن 89 شركة (أو ما نسبته 14%) من هذه الشركات كانت بها سيدة مؤسسة واحدة على الأقل، علمًا بأنه على مستوى صناعة التقنية بشكل عام كانت هناك سيدة واحدة مؤسسة في 15.5% من الشركات خلال الفترة بين عامي 2009 و2014.

 

ما سر هذه التسمية؟
 

- صاغت مجلة "فورتشن" مصطلح "باي بال مافيا" للمرة الأولى عام 2007، واستلهمته من صورة التقطت لبعضهم وهم مجتمعون ويرتدون ملابس كالعصابات، ومنذ ذلك الحين ازدادت ثروة ونفوذ أعضاء المجموعة بشكل هائل.
 

- "ساكس" الذي كان يشغل منصب مدير العمليات في "باي بال" تحول إلى مستثمر مغامر، وضخ أمواله في مشروعين بقيادة "إيلون ماسك" وهما "سبيس إكس" و"ذا بورينغ كومباني"، بجانب "آفريم" التابعة لـ"ليفشين".
 

- يقول "ساكس": كانت هذه الصورة لتكون بلا معنى قبل 20 عامًا عندما أطلقنا "باي بال"، إننا نسخر ممن يصوروننا على أننا مجموعة صاحبة نفوذ اليوم، في الحقيقة نحن مجرد مجموعة من الأصدقاء.
 

 

- استقطب "ثيل" و"ليفشين" عددًا كبيرًا من المعارف من الدارسين في جامعتي إلينوي وستانفورد، وخلقا جوًا تنافسيًا في الأيام الأولى لشركتهما "كونفينيتي"، والتي أصبحت أكثر تنافسية في عام 2000 عند الاندماج مع "إكس دوت كوم" التي أسسها "ماسك".
 

- بعد الدمج استقر الشركاء على اسم "باي بال"، ونجحت الشركة على عكس الكثير من المشاريع التقنية الناشئة آنذاك في تجاوز انهيار السوق، وهز مبلغ 1.5 مليار دولار الذي دفعته "إيباي" عالم التكنولوجيا، حيث كانت واحدة من أكبر الصفقات عقب الانهيار.

 

إحباط ثم انطلاق
 

- رغم أن الصفقة جعلت المؤسسين أثرياء إلا أنهم شعروا باليأس بسبب الصدامات التي دخلوا فيها مع الرئيسة التنفيذية لشركة "إيباي"، "ميج وايتمان"، التي وصفها بعضهم بالبطيئة  والحذرة للغاية، إضافة إلى سعيها الدائم لعقد اجتماعات مطولة مملة.
 

- كان "ماسك" قد رحل بالفعل، ونتيجة الصدامات التحق به مجموعة تشمل المؤسسين وكبار الموظفين، وهي اللحظة التي يصفونها بـ"وقت تشكيل المافيا"، حيث بدؤوا في البحث والقفز على الفرص التي يعتقدون أنها ذات طبيعة محفزة للابتكار.
 

 

- كانت نتيجة تحركاتهم على سبيل المثال، دفع "جوجل" مليار دولار للاستحواذ على "يوتيوب"، وشراء "مايكروسوفت" موقع "لينكد إن" مقابل 26 مليار دولار، وتحولت استثمارات "ثيل" البالغة 500 ألف دولار في "فيسبوك" عام 2004، إلى ثروة تقدر بمليارات الدولارات عند طرح الأسهم في البورصة.
 

- بشكل عام، زادت "مافيا باي بال" نشاطها الاستثماري كثيرًا في منتصف العقد الأول من القرن الجاري، وأجرت مجتمعة ما بين 10 إلى 40 عملية استثمارية سنويًا خلال هذه الفترة، قبل أن يرتفع هذا المعدل إلى 100 عملية في عام 2010، ثم تراوح بين 70 و130 سنويًا منذ ذلك الحين.
 

- كان "بيتر ثيل" و"سكوت بانيستر" المستثمرين الأكثر نشاطًا، حيث ضخ كل منهما أموالًا في ما يزيد على 100 شركة، ومع ذلك، فإن المستثمر الأوفر حظًا على الإطلاق بين هذه المجموعة كان "إيلون ماسك" الذي تجاوزت ثروته 27 مليار دولار، مقارنة بـ2.3 مليار لـ"ثيل" و1.9 مليار لـ"هوفمان".

 

المصادر: التلغراف، فينتشر بيت

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.