قال رئيس مجلس ادارة شركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح ان مشروع العطريات البالغ رأسماله 250 مليون دينار يحصل على «اللقيم» بدون أي دعم وبسعر أعلى من السعر المحتسب للعملاء الأجانب فيما يتم احتساب بعض المواد المعادة الى شركات مؤسسة البترول بأسعار الدعم مما يعني ان الشركة تقوم بدعم الصناعات الأخرى منوهاً الى ان الخبراء والمتخصصين أوصوا بتعديل العقود المنظمة لتلك العلاقة.
وأشار في حوار خاص مع «الوطن» الى ان من أكبر المعوقات التي تواجه صناعة البتروكيماويات في الكويت هي عدم وضوح سياسة الدعم الصناعي مشيرا الى ان هناك بعض الصناعات التي يتم دعمها بشكل مباشر وأخرى بطريق غير مباشر وأخرى محرومة من الدعم.
ونوه الى صعوبة الحصول على أرض صناعية مؤهلة لصناعة ثقيلة في الكويت حيث تحتاج الى مواقع تتوفر فيها الخدمات الأساسية مثل موانئ التصدير وطاقة كهربائية عالية ومياه للتبريد بالاضافة الى خطوط امداد اللقيم والمواد الاساسية.
وذكر ان «مؤسسة البترول» قامت بالتعاون مع البنك الدولي بإجراء دراسة مستفيضة للأراضي الصناعية وخلصت الى ىتوصيات مفيدة نرجو ان ترى النور قريبا منوها الى ان المشكلة المزمنة التي تواجه الصناعيين عامة هي تغيير الضوابط من حين لآخر دون اعطاء الفترة المناسبة للاستعداد لتلك المتغيرات.
ولفت الى ان الكويت كانت من أوائل المبادرين في صناعة البتروكيماويات لكنها للأسف فقدت ريادتها بسبب المجاذبات السياسية مشيراً الى ان النقص في المواد الأولية ومن بينها الغاز الطبيعي يؤخر الكويت عن مثيلاتها بدول «الخليجي» في هذا القطاع.
وقال الشيخ مبارك ان «القرين» تتطلع للتوسع محلياً واقليمياً في مجال الطاقة بصفة خاصة، وقطاع الصناعة بصفة عامة، بالتعاون مع كبار المستشارين العالميين والبنوك الاستثمارية والشركات العالمية المختصة مضيفا «قياسا على أرباح التسعة أشهر نتوقع أرباحاً ايجابية عن كامل العام».. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* بداية.. كيف تقيم صناعات البتروكيماويات في الكويت مقارنة بالسوق الخليجي والاقليمي؟
- تعتبر صناعة البتروكيماويات من أهم الصناعات حالياً حيث يتم اعتمادها كمادة أولية للعديد من القطاعات الصناعية الأخرى اضافة الى دخولها في العديد من مجالات حياتنا اليومية حيث ان هذه الصناعة تدخل في المكونات الرئيسية للأغذية كالاسمدة والعبوات البلاستيكية والمنظفات كما تدخل في صناعة مواد تعقيم المياه وصناعة الكهرباء ومواد البناء والمركبات والأجهزة الالكترونية والطبية والملابس.
ونلاحظ ان العديد من دول الخليج تفتقر الى المقومات الصناعية كالخبرة والعمالة الماهرة والتقنية الحديثة التي تمكنها من الريادة في هذه الصناعة لذلك تعتمد المكونات الرئيسية لهذه الصناعة كالطاقة واللقيم على الدعم الحكومي.
ومن الجدير بالذكر ان الكويت كانت من أوائل المبادرين بهذه الصناعة لكنها للأسف فقدت ريادتها بسبب انشغالها بالأمور السياسية الأمر الذي أدى الى تخلف هذه الصناعة عن الدول الخليجية المجاورة.
المعوقات
* من وجهة نظركم.. ما المعوقات التي تواجه هذه الصناعة في السوق الكويتي؟
- نلاحظ ان الكويت تتمتع بموقع استراتيجي في الشرق الأوسط حيث انها الأقرب جغرافيا لأعلى المناطق المكتظة بالسكان اضافة الى أنها تتمتع بتوفر الطاقة بكميات كبيرة الى جانب توفر بعض المواد الأخرى الخاصة بالصناعة الأمر الذي يؤهلها ان تكون مركزاً صناعياً مميزاً وعلى الرغم من ذلك نلاحظ وجود العديد من العوامل التي تؤثر سلبياً في أداء القطاع الصناعي في الكويت من ضمنها عوامل يمكن التحكم بها ومعالجتها وأخرى خارجة عن نطاق التحكم، فالنقص في المواد الأولية مثل الغاز الطبيعي يؤخر الكويت عن مثيلاتها بدول «الخليجي» وهذا خارج عن نطاق التحكم نظرا لندرة مكامن الغاز الطبيعي بالكويت واعتمادها على الغاز المصاحب فقط.
أما بخصوص العوامل التي يمكن تجنبها أو تعديلها، فان أكبر وأهم المعوقات هي عدم وضوح سياسة الدعم الصناعي، فهناك بعض الصناعات التي يتم دعمها بشكل مباشر وأخرى بطريق غير مباشر وأخرى محرومة من الدعم مع العلم ان هذه الصناعات متشابه من حيث الحجم والقيمة المضافة.
وخير مثال على ذلك مشروع العطريات حيث ان هذا المشروع الضخم يصل رأسماله الى 250 مليون دينار ولكن لا يحصل على أي دعم بل يتم حساب اللقيم بسعر أعلى من السعر المحتسب للعملاء الأجانب، كما يتم احتساب بعض المواد المعادة الى شركات مؤسسة البترول بأسعار الدعم مما يعني بأن هذه المنشأة تقوم بدعم الصناعات الأخرى.
ومن الجدير بالذكر فقد قامت الشركة ذاتها الى جانب مؤسسة البترول وشركة القرين بجلب خبراء متخصصين لدراسة وضع الشركة وتحديد أسس الخلل فيها. وقد أوصوا جميعا بتعديل هذه العقود الأمر الذي يشير الى خلل واضح بالسياسات.
وأما المعوقات الأخرى فهي فقدان البنية التحتية للصناعة من مدن صناعية وخدمات مساندة، حيث نلاحظ ان الهيئة العامة للصناعة وبجهود مشكورة تقوم بتخصيص مواقع لصناعات حرفية وصغيرة فقط ونلاحظ صعوبة الحصول على أرض صناعية مؤهلة لصناعة ثقيلة حيث ان هذه الصناعات تحتاج الى مواقع تتوفر بها الخدمات الأساسية مثل موانئ التصدير وطاقة كهربائية عالية ومياه للتبريد بالاضافة الى خطوط امداد اللقيم والمواد الأساسية.
وقامت مؤسسة البترول بالتعاون مع البنك الدولي بعمل دراسة مستفيضة لهذه المشكلة وخلصت هذه الدراسة بتوصيات مفيدة نرجو ان ترى النور قريباً.
ومن الصعوبات الأخرى التي تواجه الشركات بشكل عام والشركات الصناعية بشكل خاص طول الاجراءات المستندية للحصول على التراخيص الصناعية والاذونات الأخرى من وزارة الشؤون والبلدية والاطفاء والكهرباء والبيئة علما بأن الدول المجاورة تقوم بتنفيذ جميع هذه العمليات من خلال منفذ واحد وهيئة واحدة.
كما أود التركيز على مشكلة مزمنة تواجه الصناعيين عامة وهي تغيير الضوابط من حين لآخر دون اعطاء الفترة المناسبة للاستعداد لهذه المتغيرات. حيث يتم تطبيق اجراءات تخص فئة كبيرة من الصناعيين بطرق مفاجئة ودون الرجوع لتلك الفئة التي تتأثر بهذه التغيرات.
اتحاد الصناعات
* كيف تقيم جهود اتحاد الصناعات الكويتية؟
- يبذل اتحاد الصناعات الكويتية جهود جبارة لمساندة القطاع الصناعي وحل المشكلات التي تواجهه كما يقدم مساندة كبيرة للصناعيين حيث يعمل على حماية مصالح الصناعيين والقاء الضوء على مشاكلهم مع الجهات الحكومية والعمل على حلها.
الشركات الكويتية
* كيف ترى تجربة الشركات الكويتية في مجال البتروكيماويات؟
- عندما نتحدث عن نجاح الشركات الكويتية في هذا المجال لابد من القاء الضوء على واحدة من أكبر مشاركات القطاع الصناعي وهي شركة ايكويت حيث ان هذا الصرح أخرج العديد من الكفاءات وتدربت على يده أجيال من الشباب الكويتي اضافة الى مشاركاته الاجتماعية والبيئية ناهيك عن المردود المالي الجيد حيث ان مثل هذه الأمثلة على المشاركات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والشريك الأجنبي لها فوائد مضافة كبيرة على المجتمع وأرجو التركيز على تكرار مثيلاتها في مجالات أخرى كالصناعات البترولية والكيماوية والطبية والمعادن والخدمات وغيرها.
وحيث ان الصناعة بالكويت على مشارف نقلة نوعية للبدء في مشاريع التنمية العملاقة، أود ان أوجه الدعوة لجميع الدوائر والهيئات الحكومية لمساندة الصناعة المحلية والسعي لتحديد وتجهيز الأراضي المناسبة لها والخدمات المكملة وتقصير الدورة المستندية للاسراع في انجازها.
الاتحاد الخليجي
* ما تقييمكم لنشاط الاتحاد الخليجي لمصنعي الكيماويات والبتروكيماويات «جيبكا».. وما انجازته؟
- ان ما أنجزه الاتحاد الخليجي لمصنعي الكيماويات والبتروكيماويات في هذه الفترة الوجيزة يعد مفخرة للجميع حيث أصبح يوازي الاتحادات العالمية الأخرى من حيث الأهمية والحجم كما ان مؤتمراته لها أهمية خاصة لجميع العاملين في هذا المجال الواعد لمنطقة الخليج.
الاستثمارات
* من هم أبرز المساهمين في الشركة؟ وما الشركات التي تستثمر بها الشركة وما نسبة المساهمة؟
- من أكبر مساهمي القرين هي شركة المشاريع «كيبكو» عن طريق شركات تابعة لها، حيث تبلغ حصتها %29.28 كما تمتلك حكومة الكويت ممثلة بشركة صناعة الكيماويات البترولية نسبة %10 علماً بأن هنالك 55 ألف مساهم آخر يستفيد من استثمارات شركة القرين.
تملك القرين حصص في رأسمال كبرى مشاريع البتروكيماويات الكويتية وعلى رأسها ايكويت حيث تبلغ حصتها %6، والشركة الكويتية للأوليفينات %6، بالاضافة الى الشركة الكويتية للعطريات بحصة %20 والتي تملك بدورها مشروعي الستايرين والبرزايلين.
كما تملك القرين حصة %41.8 من رأسمال الشركة المتحدة للمشروعات النفطية كما تمتلك حصة %23.24 من الشركة الوطنية للخدمات البترولية. وأخيرا استحوذت الشركة على حصة %29 من رأسمال الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية (سدافكو) بالسعودية.
نمو الأرباح
* ما أسباب ارتفاع أرباح الشركة بنسبة %143 في 9 أشهر تقريبا؟ وما توقعاتكم لعام 2013؟
- تخطت الأرباح المحققة توقعاتنا بشكل كبير وذلك بسبب ارتفاع حصة الشركة من أرباح الشركات الزميلة، وبالتحديد الشركة الكويتية للعطريات، والتي سجلت أرباحاً مجدية، بالاضافة الى حصة الشركة من نتائج استثماراتها الجديدة في الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية (سدافكو) والشركة الوطنية للخدمات البترولية.
ويعود السبب الرئيسي في تحقيق هذه النتائج الى ارتفاع أسعار معظم مواد البتروكيماويات وزيادة الطلب العالمي عليها حيث وصلت الدورة السعرية لمنتجات استثماراتنا الى ذروتها.
وقياسا على ارباح التسعة اشهر نتوقع تحقيق ارباح ايجابية عن كامل العام، حيث ستقوم الشركة باستلام توزيعات الأرباح النقدية السنوية من قبل شركة ايكويت والشركة الكويتية لانتاج الأوليفينات خلال الربع الرابع من السنة المالية الحالية مما سيعمل على زيادة أرباح الشركة بشكل كبير عن التسعة ملايين دينار والتي تم تحقيقها خلال التسعة أشهر الماضية من العام. علماً باًن السنة المالية الحالية لشركة القرين تنتهي بتاريخ 31 مارس 2014.
الخطة المستقبلية
* حدثنا عن الخطة المستقبلية للشركة.. وهل هناك خطط للتوسع؟
- تتطلع الشركة وعلى الدوام للتوسع محلياً واقليمياً في مجال الطاقة بصفة خاصة، وقطاع الصناعة بصفة عامة، حيث تقوم بالتعاون مع كبار المستشارين العالميين والبنوك الاستثمارية والشركات العالمية المختصة ببحث الفرص الاستثمارية المجدية وطرق تطوير ورفع أداء الشركات التابعة وزيادة أرباحها.
خريطة استثمارات الشركة
< حصة %6 في ايكويت.
< %6 بالشركة الكويتية للأوليفينات.
< %41.8 من الشركة المتحدة للمشروعات النفطية.
< %23.24 من الشركة الوطنية للخدمات البترولية.
< %29 من الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية (سدافكو).
%20 بالشركة الكويتية للعطريات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}