حقق سهم شركة قطر لصناعة الألومنيوم «قامكو» ارتفاعا قياسيا بواقع 89.04 % خلال عام 2021 (منذ بداية العام وحتى جلسة أمس) لتحل قامكو بالمرتبة الثانية في قائمة الأسهم الأكثر صعودا على أساس سنوي وكذلك حققت قامكو ارتفاعا في صافي أرباحها بواقع 4145 % (أكثر من 41 مرة) إلى 521 مليون ريال بعائد على السهم يبلغ 0.093 ريال لفترة التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2021 مقارنة مع أرباح بلغت نحو 12 مليون ريال بعائد على السهم بلغ 0.002 ريال خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
واستفادت الشركة من مواصلة أسعار الألومنيوم ارتفاعها في ظل تجدد الطلب العالمي، حيث تشهد قطاعات، مثل قطاعي الإنشاءات وصناعة السيارات، نمواً على مستوى الأداء مع التعافي التدريجي للاقتصادات العالمية، الأمر الذي يُعزى إلى إعادة فتح الأسواق مع استمرار تنفيذ حملات التطعيم ضد فيروس كورونا بنجاح، وباعتبار الألومنيوم أيضاً أحد المدخلات الرئيسية في صناعة المركبات الكهربائية وتوربينات الرياح والطاقة الشمسية، فقد ازداد الطلب طويل الأجل على الألومنيوم الأولي.
وقال عبدالرحمن أحمد الشيبي رئيس مجلس إدارة شركة قطر لصناعة الألومنيوم «قامكو»، إن الشركة التي تمتلك حصة تبلغ نسبتها 50 % في شركة قطر للألومنيوم المحدودة «قطلوم» أو «المشروع المشترك» الذي يعتبر أحد أكثر مصانع الألومنيوم كفاءة وأقلها تكلفة في العالم، قامت بتوزيع إجمالي أرباح على مساهميها بواقع 167.4 مليون ريال منذ تأسيسها في 3 ديسمبر 2018، مبينا أن الشركة حققت خلال عام 2020 نتائج مالية وتشغيلية مستقرة في خضم ظروف صعبة على مستوى الاقتصاد الكلي تعرضت خلالها أسواق الألومنيوم إلى ضغوط جراء تفشي جائحة كورونا.
وكشف الشيبي في كلمته التقديمية للتقرير السنوي لـ«قامكو» أن أهداف الشركة واستراتيجياتها الأساسية تتمحور حول زيادة الإيرادات من خلال إدارة العمليات بأسلوب يتسم بالسلامة والكفاءة والموثوقية وضمان استقرار أحجام الإنتاج، الأمر الذي بُذلت في سبيل تحقيقه جهود كبيرة انصبت على وضع وتنفيذ تدابير ترشيدية بشأن الإنتاج والتكاليف وتخصيص رأس المال بكفاءة.
وسيظل التميز التشغيلي، الذي يقاس بأداء الصحة والسلامة والبيئة والكفاءة من حيث التكاليف وكفاءة العمليات التشغيلية والإنتاجية، عاملًا رئيسياً في تقدم الشركة نحو تعظيم القيمة لمساهميها.
وأشار إلى انه قد تم اعتماد وتنفيذ استراتيجية تضمن إيجاد الهيكل الأمثل لديون المشروع المشترك وتدعمه في تجاوز حالة الركود التي يشهدها القطاع.
وتضمن هذه الاستراتيجية تحقيق مستويات وافية من التدفقات النقدية الحرة على مستوى المشروع المشترك، فضلًا عن دعم العمليات وتعزيز الإنفاق في الجوانب المتعلقة بالصحة والسلامة والبيئة، وهو ما سيثمر في نهاية الأمر عن زيادة القيمة المضافة للمساهمين.
وأفاد الشيبي بأن المشهد على مستوى الاقتصاد الكلي العالمي خلال عام 2020 اتسم بحالة من عدم اليقين جراء تفشي جائحة كورونا، حيث تأثر قطاع الألومنيوم في شتى أنحاء العالم بزيادة المعروض في سوق الألومنيوم وتباطؤ معدل النمو الاقتصادي والتوترات التجارية، كما واجه المشروع المشترك في ظل حالة التباطؤ على مستوى الاقتصاد الكلي ضغوطاً غير مسبوقة من حيث أسعار منتجات الألومنيوم وتراجع الطلب العالمي عليها، الأمر الذي دفع خلال عام 2020 إلى إجراء تحول استراتيجي وتغيير مزيج منتجاته من المنتجات عالية الجودة ذات القيمة المضافة إلى السبائك القياسية.
وبفضل هذا الإجراء الاستباقي، الذي تم اتخاذه للتصدي لديناميكيات السوق المتغيرة، لم تتوقف مبيعات المشروع المشترك وواصل عملياته وأنشطته التجارية بشكل منتظم.
وبرغم ذلك، فقد أسفر تغيير المشروع المشترك لمزيج منتجاته، من المنتجات عالية الجودة ذات القيمة المضافة إلى سبائك الألومنيوم القياسية، عن تراجع فروقات أسعاره مقارنة بأسعار بورصة لندن للمعادن، إلا أن الخطط الإنتاجية وأنشطة المبيعات قد استمرت دون توقف.
ولفت إلى أن الشركة حافظت على قوة مركزها المالي على الرغم العديد من التحديات على مستوى الاقتصاد الكلي، حيث بلغت صافي أرباحها 95 مليون ريال للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020 وبعائد على السهم بواقع 0.017 ريال.
وقد سجلت قامكو سيولة في نهاية 31 ديسمبر 2020 تصل إلى 740 مليون ريال قطري في شكل أرصدة نقدية ومصرفية (بما في ذلك الحصة المتناسبة من الأرصدة النقدية والمصرفية للمشروع المشترك، وذلك بعد توزيعات الأرباح عن عام 2019. وخلال هذه الفترة، حقق المشروع المشترك حصة إيجابية من التدفقات النقدية التشغيلية تبلغ 684 مليون ريال قطري، هذا بالإضافة إلى حصة من التدفقات النقدية الحرة بواقع 226 مليون ريال قطري.
قوة بالأداء
ووفقا للتقرير السنوي لشركة قطر لصناعة الألومنيوم «قامكو» فإنه بالرغم حالة عدم الاستقرار التي شهدها القطاع خلال عام 2020، إلا أن قامكو قد حافظت على قوة أدائها بفضل الأسس الاستراتيجية التي ترتكز عليها من كفاءة في التكاليف وتميز تشغيلي والتزام ثابت نحو الصحة والسلامة والبيئة وفي المقابل فإن المشروع المشترك لـ«قامكو» يندرج ضمن مصاهر الألومنيوم الأقل تكلفة في العالم، حيث يضم أحدث المرافق الإنتاجية التي تحصل على اللقيم بشكل مضمون.
كما يولي المشروع المشترك اهتماماً كبيراً بالجوانب المتعلقة بالصحة والسلامة والبيئة، وهو ما أكسبه مركز ريادي بين نظراءه في المنطقة. علاوة على ذلك، فإن الشريك في المشروع المشترك، وهو مسوق عالمي معروف، يتيح للمشروع المشترك إمكانية الدخول إلى الأسواق ذات الأهمية الاستراتيجية، الأمر الذي عزز من قدرة الشركة على المنافسة مع الشركات الدولية الأخرى الفاعلة في هذا القطاع. كما يتمتع المشروع المشترك بالقدرة على تغيير مزيج منتجاته بشكل سريع، وذلك من المنتجات ذات القيمة المضافة إلى سبائك الألومنيوم القياسية والعكس بالعكس، الأمر الذي يعزز من مرونته بشأن عملية الإنتاج وإدارة سلسلة التوريد، ويضمن له في ذات الوقت إنتاج وبيع المنتجات بما يتماشى مع طلب السوق..وقد ساهمت هذه الميزات التنافسية بدور محوري في تمكين المشروع المشترك من تطوير مرافقه الإنتاجية وتنمية سلسلة منتجاته وتعزيز حضوره على المستوى الدولي ودعم قاعدة أصوله التشغيلية وقوة مركزه النقدي، وفي المقابل تتمثل الاستراتيجية الأساسية للشركة في تحقيق التميز التشغيلي وخلق منظومة قوية تتسم بالكفاءة والاستدامة، وهو ما يجري تحقيقه من خلال تعزيز مركز قامكو التشغيلي كمورد استراتيجي لمنتجات الألومنيوم الأولية ذات الجودة العالية والوصول إلى أداء رفيع المستوى فيما يتعلق بالصحة والسلامة والبيئة. علاوة على ذلك، فإن قامكو تعتزم مواصلة جهودها المعنية بالترشيد، خاصة فيما يتعلق بإدارة تكاليف العمليات.
الصحة والسلامة
واستعرض التقرير الإنجازات الرئيسية لـ«قامكو» على مستوى الصحة والسلامة والبيئة خلال عام 2020 والتي تضمنت عدم وقوع أية حادثة من حوادث الإجهاد الحراري الكبيرة؛ وتحقيق أداء قياسي للسلامة يعتبر من بين الأفضل في قطاع الألومنيوم؛ وخفض استهلاك الطاقة (كيلو وات في الساعة/ كجم من الألومنيوم) بشكل مُطرد وأيضا وضعت قامكو استراتيجيتها بمستوى يعزز باستمرار من معايير الصحة والسلامة والبيئة.
بالتزامن مع خطة لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في التميز التشغيلي، وقد نجحت قامكو في التخفيف من آثار انتشار جائحة فيروس كورونا عقب انتشار الجائحة حيث تم إنشاء لجان لإدارة الأزمة بهدف ضمان سلامة الموظفين واستمرارية أنشطة الأعمال، بالاضافة إلى انه قد تم اتخاذ تدابير لتهيئة بيئة العمل، كان من بينها تطبيق سياسة «العمل من المنزل» لبعض الموظفين. ولم تتوقف المصانع عن العمل لأسباب تتعلق بالطلب، ولم تحدث أيضاً أية تغييرات في الجداول الزمنية لأعمال الصيانة المخطط لها في ظل انتشار فيروس كورونا.
وتولي قامكو من خلال مشروعها المشترك اهتماماً كبيراً بالكفاءة والقدرة التنافسية من حيث التكاليف حتى تحافظ على مركزها كمصهر رائد يتسم بالكفاءة وانخفاض التكاليف.
وفي هذا الجانب، فقد بدأ المشروع المشترك عام 2015 في تنفيذ سلسلة من التدابير المعنية بإدارة التكاليف، من بينها «برنامج تطوير قطلوم»، لضمان أن يظل أحد منتجي الألومنيوم الأقل تكلفة في العالم.
وقد أثمر التنفيذ المتواصل لهذا البرنامج خلال عام 2020 عن تحقيق وفورات في التكاليف وفقاً للأهداف السنوية المحددة، بالإضافة إلى «برنامج تطوير قطلوم»، وفي ضوء الظروف الصعبة التي تشهدها الأسواق حالياً والتوقعات المستقبلية بشأن الاقتصاد الكلي، فقد عزز المشروع المشترك من مبادراته الترشيدية حتى يتمكن من التصدي للضغوط الخارجية، حيث أجرى مراجعة لإنفاقه التشغيلي وحدد نفقات التشغيل غير الضرورية في ظل الأوضاع الحالية.
كما تضمنت هذه المبادرات تحسين هياكل الموارد البشرية وخفض التكاليف المباشرة والحد من الإنفاق على أمور أخرى بخلاف الإنتاج، ومنها المصروفات العامة والإدارية.
كما أجرى المشروع المشترك للشركة مراجعة لبرنامجه الخاص بالإنفاق الرأسمالي وحدد النفقات التي يمكن إلغاؤها أو تأجيلها، دون أن يؤثر ذلك على الجوانب المتعلقة بالجودة والسلامة والبيئة وموثوقية العمليات بصفة عامة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}