نبض أرقام
06:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

التكنولوجيا التي تخشاها "أوبك".. رأس حربة القطاع الصخري المصوب إلى صدر المنظمة

2018/06/13 أرقام

قبل عامين، بدا الأمر وكأن "أوبك" تفوز بحربها ضد صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة من خلال ضخ المزيد من النفط الخام لخفض الأسعار، حيث تدهورت شركات حفر عدة وأفلست أخرى، فيما انهارت عمليات التنقيب عن النفط في أماكن مثل غرب تكساس وداكوتا الشمالية.

 

لكن جاءت جهود "أوبك" بنتائج عكسية، وبدلًا من القضاء على طفرة النفط الصخري، حفزت موجة من الابتكارات التي حولت الصناعة برمتها في الولايات المتحدة إلى عملية عالية الكفاءة، مما أدى إلى خفض التكاليف بشكل كبير وزيادة الإنتاج، وخلال الاضطراب القادم في السوق ستكون البلدان المصدرة هي من عليها القلق، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".

 

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة الحفر في المواقع الصخرية "Encana" "دوغ سالتس": الأسعار المرتفعة تميل إلى إحداث ارتباك في هذه الصناعة لأن الناس يركزون فقط على النمو، أما الأسعار المتدنية فتجعلهم يركزون على التكلفة لأنها الشيء الوحيد الذي يمكن التحكم فيه.

 

 

مؤخرًا بلغ إنتاج منطقة واحدة في أمريكا 3.1 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، وهي منطقة الحوض البرمي التي تمتد من غرب تكساس إلى نيو مكسيكو، ولو أنها عضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" لاحتلت المرتبة الرابعة من بين 14 عضوًا، وربما قريبًا تتجاوز إيران صاحبة المركز الثالث.

 

وبعدما كان يعتقد أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام بلغ ذروته منذ ما يقرب من 50 عامًا، بات من المرتقب أن تصبح أمريكا أكبر منتج في العالم بحلول عام 2019، وأصبحت كميات النفط المستخرجة من هذه البقعة أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في الأسواق العالمية، لكن تُرى ما الذي يجب أن يخشاه وزراء الطاقة في الرياض وموسكو وطهران إزاء هذا الأمر؟

 

عدد منصات التنقيب عن النفط النشطة الآن في الحوض البرمي هو نفس العدد المسجل في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، لكن إنتاج المنطقة ثلاثة أضعاف ما كان عليه في هذا التاريخ.

 

ومنذ بضع سنوات، بعد نضوب بئر ما، كان يتم تفكيك المنصة ونقلها إلى موقع جديد، وهي عملية تستغرق الكثير من الوقت والعمل، لكن الآن أصبح من الشائع تثبيت المنصات على قواعد عملاقة تضم آبارا عدة وتوفر البنية التحتية الضرورية الأخرى، ومن الممكن تحريكها بسهولة إلى مواقع آبار جديدة.

 

ويمكن لهذا النوع من المنصات حفر مساحات أوسع وضمان مزيد من التحكم والتوجيه بفضل أدوات تم تطويرها للتنقيب في المواقع البحرية التي يتواجد بها تكتلات الصخور النفطية على عمق مئات الأقدام (القدم يساوي 30 سنتيمترًا تقريبًا)، كما يمكنها ضخ المزيد من الرمال تحت الأرض لضمان عملية تكسير للصخور أكثر فاعلية، ما يزيد بدوره الإنتاج.

 

 

بين عامي 2010 و2016، انخفض متوسط عدد أيام التنقيب لكل منصة بما في ذلك وقت النقل بمعدل 8% سنويًا في منطقة ميدلاند التي تعد قلب الحوض البرمي، في حين نما الإنتاج الأولي للبئر بنسبة 33% خلال عامين فقط، وفقًا "لماكينزي إنرجي إنسيتس" لاستشارات الطاقة.

 

وبالنسبة لتطور الكفاءة وكثافة الحفر فكانت واضحة في أحد المواقع المملوكة لشركة "Encana"، بعدما بدأت قاعدة منصات العمل في 14 بئرًا، أضافت مؤخرًا 19 بئرًا أخرى، وربما تبلغ عدد إجمالي 60 بئرًا، وهو مستوى عال من التركيز لم يتخيله أحد.

 

يستهدف نهج "إنكانا" الذي تطلق عليه اسم "كيوب" أو "المكعب" طبقات مختلفة من الصخور في آن واحد، وهو ما يعزز المقدار الذي يمكن استخراجه (مُجدٍ من الناحية الاقتصادية) بنحو 50%.

 

 

تعني المكاسب الناتجة عن زيادة الكفاءة أنه حتى انخفاض الأسعار بشكل كبير لن يوقف النشاط في أفضل ميادين النفط الأمريكية، والأكثر من ذلك هو أن النطاق الصناعي لعمليات التنقيب الأمريكية يعني أن الشركات القادرة على إنفاق المزيد والتعامل مع الخدمات اللوجستية المعقدة هي من يقود السوق، وهذه الفئة أقل عرضة للشعور بالضيق المالي خلال الاضطراب القادم.

 

ويعتقد المنتجون أن العمل في قلب الحوض البرمي ما زال مربحًا مع تداول خام النفط الأمريكي قرب 40 دولارًا و45 دولارًا للبرميل، علمًا بأنه يحوم الآن حول 66 دولارًا للبرميل، أي بفارق يزيد على 20 دولارًا.

 

وبحسب صندوق النقد الدولي، لا تستطيع دولة واحدة من أعضاء منظمة "أوبك" تمويل" ميزانيتها بشكل جيد حال انخفض سعر خام "برنت" عن 40 دولارًا للبرميل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.