نبض أرقام
08:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

صدمة النفط بدأت بالفعل.. وهذه أبرز أعراضها قبل الانكماش العالمي

2018/06/04 أرقام

في ما يبدو أنها صدمة نفطية واسعة النطاق، أضرب سائقو الشاحنات في البرازيل احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود، ما أدى إلى اضطرابات اقتصادية في البلاد على مدار الأسبوع الأخير من مايو/ أيار، وتسبب في تعطل صادرات فول الصويا والقهوة والدجاج، ودفع ذلك البعض إلى الدعوة لعودة الديكتاتورية العسكرية.

 

أما في الهند، سجلت أسعار الديزل والبنزين مستويات لم تشهدها منذ سنوات، ما دفع الكثيرين لمطالبة الحكومة بخفض الضرائب، وفرض سقف للأسعار على شركة النفط والغاز الطبيعي التي تسيطر عليها الدولة.

 

وفي بلدان أخرى، مثل تايلاند وفيتنام وإندونيسيا، تنفذ أو تخطط الحكومات لزيادة دعم أسعار تجزئة الوقود لحماية المستهلكين من آثار ارتفاع تكلفة النفط وضعف العملات الوطنية، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

من المحتمل أيضًا أن تكون أرباح شركات الطيران قد وصلت إلى ذروتها بسبب الرياح المعاكسة الناجمة عن زيادة تكاليف الوقود، وفقًا لما ذكره المدير التنفيذي للرابطة الدولية للنقل الجوي "ألكسندر دي جونياك".

 

وألقت وكالة "موديز" باللوم في ارتفاع أسعار النفط جزئيًا على تخفيضها توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الهند لعام 2018 بمقدار 0.2%، وحذرت من احتمال انخفاض الإنفاق الاستهلاكي وارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم إذا استمرت الأسعار المرتفعة الحالية.

 

 

لا أحد ينتبه

 

- بالنظر إلى محركات البحث عبر الإنترنت، يبدو أن مصطلح "صدمة النفط" آخر شيء يمكن أن يقلق الناس، ويبدو من الجنون التركيز على النفط عندما يحاول خام "برنت" تجاوز مستوى 80 دولارًا للبرميل فيما يحوم الخام الأمريكي عند 70 دولارًا، أي أقل بنحو الثلث عن مستوياتهما قبل أربع سنوات.

 

- خلال حرب الخليج الثانية، قفز سعر خام "نايمكس" إلى متوسط 30.84 دولار للبرميل، ورغم أن هذا المستوى لم يمثل سوى عودة إلى الوضع الطبيعي قبل زيادة الإمدادات العالمية أواخر عام 1985، كانت هذه الأسعار مرتفعة بما يكفي للمساعدة في بدء الركود أوائل التسعينيات.

 

- يشير تحليل نشره الخبير بجامعة كاليفورنيا، سان دييغو، "جيمس هاميلتون" عام 2011 إلى الصدمات النفطية السابقة باعتبارها مؤشرًا قويًا على فترات الركود، وعلى سبيل المثال تبين أن الزيادات السريعة في أسعار النفط سبقت 10 من أصل 11 ذروة بلغتها دورة الأعمال في الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

 

 

صدمة حقيقية؟!

 

- على مدى اﻷحد عشر شهرا الماضية، ارتفع خام "برنت" بنسبة 62%، وزاد خام "نايمكس" بنسبة 46%، لكن هل يشكل ذلك صدمة نفطية؟ وفقًا لأحد المقاييس، نعم يمكن أن يحدث صدمة.

 

- إحدى طرق تحليل مثل هذه الأحداث، والتي كان "هاميلتون" أول من يستخدمها، هي مقارنة أسعار النفط الحالية بأعلى مستوى لها على مدى السنوات الثلاث السابقة.

 

- عندما تكون الأسعار أقل من ذروتها السابقة، يمكن اعتبار أي زيادة مجرد عودة للوضع الطبيعي، لكن عندما تتخطى هذا المستوى فهناك احتمال لحدوث صدمة حقيقية.

 

- هل هذه المخاوف سابقة لأوانها؟ سيصل النمو العالمي الحقيقي إلى 4% هذا العام للمرة الأولى منذ 2011، حسب توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

 

- يمكن القول إن أسعار المستهلكين التي كانت في انخفاض على مدى عشر سنوات في البلدان المتقدمة، يمكن أن تحظى بدفعة صعودية من زيادة أسعار الطاقة، ما يغذي معدلات التضخم الأساسية ويسرع عودة البنوك المركزية إلى أسعار الفائدة المسجلة قبل الأزمة.

 

 

- في الوقت نفسه، لا ينبغي توقع رؤية العديد من علامات الضعف الأخرى، لأن الصدمات النفطية هي نذير تباطؤ النمو وليست شريكًا لعوامل أخرى في إحداث ذلك.

 

- على الرغم من أن الأسعار المرتفعة للنفط قد لا يبدو أنها تعوق الإنفاق الاستهلاكي في البلدان الغنية، إلا أن إضرابات سائقي الشاحنات والدعم الحكومي، هي إشارة قوية على أن تكلفة النفط الخام والعملات المتراجعة تتسبب في تآكل المداخيل في دول أخرى.

 

- ينبغي أن يوفر ذلك دفعة إضافية لحكومات البلدان المنتجة في تحديد مقدار الزيادة في الصادرات، ومع اختناقات البنية التحتية التي تقوض إمدادات النفط الأمريكي، قد يكون ارتفاع المعروض وهبوط الأسعار هو الشيء الوحيد الذي يحول بين العالم وبين الانكماش التالي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.