نبض أرقام
08:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

البقشيش والتكنولوجيا... "شكرا لك عملينا العزيز والإكراميات متاحة إلكترونياً"

2018/03/31 أرقام - خاص

لا شك أن النقود الإلكترونية أصبحت الأكثر استخدامًا بسبب ما توفره من أمان وسهولة في التعامل، فضلًا عن توسع استخدامها في مختلف أنحاء العالم.
 

غير أن التوسع في استخدامها لم يخل من آثار سلبية على العديد من المهن التي كان التعامل بالأموال السائلة يشكل ميزة لها.

 

لا أموال سائلة.. لا إكراميات

 

سائقو التاكسي، وعمال الفنادق والمطاعم، وعمال مرائب السيارات، وغيرهم كانوا يعتمدون على "الإكرامية" (البقشيش) الذي يتركه عملاؤهم.



 

غير أن الاعتماد المكثف على استخدام بطاقات الدفع الإلكترونية وغيرها من طرق الدفع الآلية جعلهم يفقدون الكثير مما كانوا يتحصلون عليه.
 

وعلى سبيل المثال، قررت العديد من الشركات المشغلة لخدمة سيارات الأجرة  استخدام تطبيقات مشابهة لتطبيق أوبر تسمح لمستخدميها بالدفع باستخدام بطاقات فيزا وماستر كارد.
 

ويقول سائق أجرة أمريكي "على الرغم من أن هذا قد يكون جيدًا من حيث زيادة الاعتماد على خدماتنا إلا أن أحدًا لم يعد يمنحنا إكراميات لأنه يدفع إلكترونيًا وبالتالي لا يفكر في منحنا أموالًا سائلة".
 

وتشير مجلة "إيكونوميست"  إلى أن عاملات النظافة في الكثير من الفنادق أصبحن يعانين بسبب عدم حصولهن على الإكراميات في ظل ضعف الأجر الذي يحصلن عليه.
 

فالتقديرات تشير إلى أنهن كن يحصلن على قرابة ثلاثة أرباع أجرهن الاعتيادي من الإكراميات أما الآن فنادرًا ما يحصلن على البقشيش من رواد الفنادق.
 

ولمواجهة هذا التراجع في الإكراميات التي تشكل جزءًا مهمًا من دخل بعض العاملين أقرت العديد من الشركات تطبيقات لمنح الإكراميات إلكترونيًا للعاملين فيها.
 

فعلى سبيل المثال، أتاح تطبيق أوبر إمكانية منح سائق السيارة "بقشيشا" بعد انتهاء الرحلة، وفي غالبية الدول يتم تحديد 3 مبالغ يمكن الاختيار بينها لمنح أحدها للسائق.

 

بقشيش إلكتروني

 

وفي سياتل الأمريكية، قام متجر لبيع الأيس كريم بفتح الباب للإكراميات الإلكترونية فازداد نصيب العاملين فيها من 8 دولارات في الساعة إلى 12 دولارا.

 


 

كما أن الكثير من المطاعم الأمريكية اعتمدت على تطبيقات من أجل إعطاء روادها فرصة منح العاملين فيها إكراميات.
 

وأدى ذلك لزيادة ما يتلقاه العاملون من نسبة 10-15% من المبيعات في هيئة إكراميات إلى قرابة الـ20%.
 

وفي أحد مطاعم سان فرانسيسكو يقول أحد العاملين إن الإكراميات كانت تتراوح بين 5-10% قبل الاعتماد على الإكراميات الإلكترونية قبل أن ترتفع لـ7-16% بعد إقرارها.
 

والملاحظ أنه في كافة الحالات التي سمحت فيها الأماكن بالبقشيش الإلكتروني فإن ما يحصل عليه العاملون فيها ازداد بشكل ملحوظ.
 

ويرجع ذلك للتأثير النفسي لـ"عد النقود" مقارنة بمنحها إلكترونيًا، فالشعور بعد النقود يجعل الشخص يمنح أقل مما هو الحال عليه عندما يمنح النقود "غير الملموسة".
 

وتعتبر مجلة "تايم" أن مسألة منح الإكراميات للعاملين كثيرًا ما تثير الجدل بين مستخدمي الخدمات المختلفة.
 

ففي الوقت الذي يرى البعض أنها غير مطلوبة لأنهم يقومون بعملهم فحسب، يرى آخرون أنها تعويض عن الأجور الضئيلة التي يتقاضونها.
 

وتنقل المجلة الأمريكية عن عامل في أحد المقاهي قوله "تحول الإكراميات إلى إلكترونية له جانب إيجابي، لأنه لن يكون بوسع أحدهم أن يقول إنه لا يحمل عملات صغيرة لمنح الإكرامية".
 

وتقول شبكة "سي إن بي سي" إن الأزمة ما زالت مستمرة لبعض العمال الذين ليس بوسعهم الاستفادة من تحول الإكراميات إلى الشكل الإلكتروني.

 

إنهم يعتمدون عليك

 

اعتاد عمال المراحيض على سبيل المثال في الأماكن العامة على الحصول على نصف دولار-3 دولارات من غالبية الرواد، غير أن ذلك أصبح نادرًا في تلك الأيام.

 


 

بينما الشخص الذي يقوم بفتح الباب في المطعم أو اصطحاب الرواد لمائدتهم كان يحصل على 2-5 دولارات، ولم يعد ذلك قائمًا أيضًا.
 

وتتسع قائمة المتضررين من استخدام الأموال الإلكترونية لتشمل عمال محطات التزود بالوقود، وعمال التوصيل، وجامعي القمامة وغيرهم.
 

وترى "سي إن بي سي" أنه على الشخص الاحتفاظ بقدر من الأموال السائلة معه بحيث يستطيع أن يمنح هؤلاء بعض النقود القليلة.
 

"على الرغم من أنها قد لا تشكل مبلغًا كبيرًا بالنسبة لك، إلا أنه في كثير من الأحيان قد تشكل أكثر من نصف دخلهم، وإدارات الأماكن التي يعملون بها تمنحهم أجورًا متواضعة اعتمادًا على ما تمنحه أنت لهم" تضيف مجلة "تايم".
 

وإذا كان هذا هو الوضع  في الغرب، فإن المجتمع العربي وخصوصا الخليجي له ما يميزه في هذا الشأن مع تحلي الكثيرين بـ"الكرم الحاتمي"، وهناك تجارب لا تحصى، تستحق أن نتشاركها جميعا، فمن سيكون أول من يقص علينا واقعة أو حدثا عايشه يخص "الإكراميات"؟

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.