نبض أرقام
08:30 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

في خضم أزمتها الاقتصادية.. إلى أي مدى تدهورت صناعة النفط في فنزويلا؟

2018/01/19 أرقام

تسارعت وتيرة تهاوي إنتاج النفط الفنزويلي مؤخرًا، مما يعمق الأزمة الاقتصادية والإنسانية، ويعزز من احتمالية تعثر البلاد عن سداد ديونها.

 وكشفت بيانات حكومية تراجع إنتاج النفط 12% خلال ديسمبر/كانون الأول مقارنة بالشهر السابق، أما عن عام 2017 بأكمله، انخفض الإنتاج 29%، وهو معدل من أكثر الانخفاضات الوطنية الأكثر حدة في التاريخ الحديث.

ويعد هذا التراجع أسوأ مما واجهته العراق بعد حرب عام 2003 عندما هبطت كمية الخام الذي تضخه 23%، أو ما شهدته روسيا أثناء انهيار الاتحاد السوفيتي، بناءً على بيانات "أوبك".


وعلى حسب ما ذكره تقرير "وول ستريت جورنال"، صرح المدير السابق لشركة النفط التي تديرها الحكومة "بيتروليوس دي فنزويلا" "إيفانان روميرو" قائلاً: "في فنزويلا، لا توجد حرب، ولا إضراب، وما تبقى من صناعة النفط ينهار من تلقاء نفسه".

ويأتي هذا الانهيار في صناعة النفط في فنزويلا، رغم أن الخام له أهمية بالغة في اقتصادها، حيث تجلب المبيعات البترولية 95% مما تجنيه البلاد من العملة الأجنبية، لذلك فإن تراجع الإنتاج سيصعب على الحكومة استيراد كل شيء من الأدوية وحتى الأغذية.

وتعاني فنزويلا من أزمة اقتصادي، فبالنظر للأعوام الأربعة الماضية، يتضح أن الاقتصاد انكمش بحوالي 40% وقفز التضخم متجاوزًا 2600% العام الماضي.

توقعات الإنتاج

- في هذا الأسبوع، ألقى الرئيس الجديد لشركة النفط الحكومية "ناشيونال جارد جن" "مانويل كيفيدو" باللوم على عمليات التخريب والهجمات الإرهابية من قبل المعارضة في تراجع الإنتاج، دون تقديم أية دلائل، وقال إن الإنتاج قد استقر وسينمو إلى 2.5 مليون برميل يوميًا هذا العام.
 
- في حين، توقع معظم المحللين مواصلة تراجع إنتاج فنزويلا، وتوقع خبير الطاقة الفنزويلية لدى جامعة "رايس" "فرانسيسكو مونالدي" أن الإنتاج قد ينخفض إلى 1.3 مليون برميل يوميًا.

 

- وترى المحللة "لويزا بالاسيوس" لدى شركة الاستشارات "ميدلي جلوبال أدفيزورز" في نيويورك: أن النقاش الوحيد الذي يدور حاليًا هو كم سينخفض الإنتاج، ولا يوجد أي حديث عن تحول".
 
- خلال ديسمبر/كانون الأول، انخفض الإنتاج بمقدار 216 ألف برميل إلى 1.6 مليون، ليسجل تراجعًا للشهر الخامس عشر على التوالي، وفي الاثني عشر شهرًا الماضية، انخفض الإنتاج بمقدار 649 ألف برميل يوميًا.

 

 

لماذا تراجع الإنتاج؟
 

- تفاقم تراجع الإنتاج مع التطهير الإداري بالشركة التي تديرها الدولة "بي دي في إس إيه"- عن طريق الرئيس "مادورو" الذي شل الشركة النفطية الكبرى.
 
- تم الحكم على سبعين مدير بشركة "بي دي في إس إيه" بالسجن بسبب مزاعم تتعلق بالكسب غير المشروع في الأشهر الثلاثة الماضية، وتم تعيين جنرالات ليس لديهم أي خبرة في الصناعة لإدارة الشركة.

- كما أن العقوبات الأمريكية قد أضرت أيضًا بالصناعة، مما أقصى بعضا من المستثمرين.

- وفقًا لمسؤولين بصناعة النفط، فإن شركات متعددة الجنسيات تشارك مع "بي دي في إس إيه" في جنوب الصين قد قلصت إنفاقها للحد الأدنى بسبب الفواتير المتأخرة والروتين والضرائب المرتفعة.


ماذا عن صادرات فنزويلا النفطية؟

- يعني هذا التراجع الكبير في الإنتاج أن الدولة هي الدولة المنتجة الكبرى للنفط الوحيدة التي لم تستفد من ارتفاع أسعار الخام.

- ارتفعت قيمة سلة صادرات النفط الفنزويلي 25% العام الماضي، بدعم من الطلب العالمي القوي وانكماش المخزونات، لكن ذلك تم محوه عن طريق انخفاض الإنتاج وارتفاع تكلفة المنتجات البترولية المستوردة من قبل "بي دي في إس إيه" لدعم عملياتها.

- تتوقع شركة الوساطة "تورينز كابيتال" تراجع قيمة الصادرات النفطية الفنزويلية حوالي 3 مليارات دولار هذا العام إلى 26.5 مليار دولار، بالمقارنة مثلاً مع عام 2012 الذي ربحت فيه الدولة 93 مليار دولار من صادرات النفط.

- نقطة أخرى، يذهب حوالي 1.3 مليون برميل يوميًا من نفط فنزويلا للسوق المحلي في البلاد، أو متعهد به كإمدادات مسبقة الدفع او اتفاقات ديون مع روسيا، الصين وكوبا، وفقًا لما ذكره السيد "مونالدي" بجامعة "رايس"، مما يُبقي القليل للغاية لبيعه في السوق المفتوح.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.