نبض أرقام
10:20 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف ستنطلق الأزمة المالية القادمة من وادي السيليكون وليس وول ستريت؟

2017/09/20 أرقام

بعد مُضي عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة يجتهد الاقتصاديون والمحللون في التنبؤ بالأزمة القادمة، لكن في الحقيقة يغفل الكثيرون عن تمركز قاعدة انطلاق الزلزال المتوقع في وادي السيليكون وليس وول ستريت، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

ويبدو اليوم عالم التمويل مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما نمت البنوك الأمريكية إلى أحجام مذهلة، وباتت أكثر دعمًا لصحة النظام المالي، ولم يعقل أن الحكومة ستسمح بفشل مؤسسات بهذه الأهمية.

 

وإدراكًا منها لموقعها المهم للدولة، قامت المصارف برهانات محفوفة بمخاطر كبيرة على أسواق الإسكان، وابتكرت مشتقات مالية أكثر تعقيدًا مما مضى، وكانت النتيجة أسوأ أزمة مالية منذ الكساد الكبير.

 

سنوات ما بعد الأزمة



- في السنوات التي تلت عام 2007، أحرزت أمريكا تقدمًا كبيرًا في معالجة معضلة "فشل البنوك الكبرى"، وأصبحت المصارف الأمريكية أفضل من أي وقت مضى من حيث الرسملة.

- يفرض قانون "دود-فرانك" شروطًا صارمة على المؤسسات المالية ذات الأهمية النظامية، لكن مع تمكن الإصلاحات من الحد من المخاطر المتسببة في الأزمة الأخيرة تم تجاهله وفي بعض الحالات تفاقمت المخاطر التي تنذر بأزمة جديدة.

- منذ عام 2007، اجتاحت موجة هائلة من الابتكار والتطوير القطاع المالي، ما انعكس إيجابًا على جوانب التمويل كافة تقريبًا، وبدأت شركات ناشئة في تقديم المشورة المالية اعتمادًا على الخوارزميات الحسابية، مع مدخلات بشرية قليلة.

- خلقت شركات التمويل الجماعي مثل "كيك ستارتر" وغيرها طرقًا جديدة للشركات والأفراد لجمع الأموال من شبكات من الأفراد، وغيرت العملات الافتراضية الجديدة مثل "بتكوين" و"إثريوم" فهم الجميع حول التعاملات المالية.

- أثمرت شركات التكنولوجيا المالية "فينتك" فوائد كبيرة للمستثمرين والمستهلكين، فمن خلال أتمتة عملية صنع القرار وخفض تكاليف التعاملات، تمكنت هذه الشركات من إعادة تدوير عجلة التمويل بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

التكنولوجيا المالية وعدم الاستقرار



- الثورات غالبًا ما تخلف دمارًا، لذا تسببت ثورة "فينتك" في بيئة مواتية لعدم الاستقرار والتعطيل عبر ثلاث طرق، أولها أن الشركات العاملة في القطاع كانت أكثر عرضة للصدمات السلبية السريعة مقارنة بالبنوك التقليدية.

- يرجع ذلك لكون شركات التكنولوجيا المالية غير متنوعة الأعمال، لذا تتأثر بسهولة عند اضطراب السوق لأي سبب.

- على سبيل المثال، كانت "إم تي جوكس" التي اتخذت من طوكيو مقرًا لها أكبر بورصة لتداول "بتكوين" في العالم حتى تعرضت لخرق أمني عام 2014، خلف خسائر تعادل ما قيمته 3.5 مليار دولار اليوم.

- أما ثاني الأسباب وراء البيئة غير المستقرة، هو اعتماد الشركات على خوارزميات حاسوبية معقدة في كثير من وظائفها الأساسية، فأصبح من الصعب على الغرباء الحصول على صورة واضحة حول المخاطر والمنافع.

- لأن العديد من تقنياتها جديد، فإنها قد تقع خارج متناول الهياكل التنظيمية القديمة، ومثلًا، أدت عمليات الطرح الأولي للعملات الرقمية إلى حيرة لدى الهيئات التنظيمية حول العالم بشأن طريقة التعامل معها.

"فينتك" يقود مستقبل التمويل



- السبب الأخير وراء عدم الاستقرار، هو عدم تطوير قطاع التكنولوجيا المالية مجموعة من المعايير والتوقعات التي من شأنها توجيه المؤسسات المالية التقليدية.

- في عام 2008، عندما بدأ مصرف "ليمان براذرز" التداعي، تجمع رؤساء أكبر البنوك الاستثمارية في وول ستريت لتنسيق أعمالهم ومنع تزايد الذعر في السوق.

- من الصعب تصور شيء من هذا القبيل في قطاع التكنولوجيا المالية كونه حديث العهد علاوة على فرقة اللاعبين الرئيسيين به وافتقارهم للحافز من أجل التعاون، وتركيزهم على المنافسة الشرسة والنمو فقط.

- هناك حكومات رائدة في هذا المجال مثل أبو ظبي وسنغافورة ولندن، والتي شكلت جميعها هيئات تنظيمية يمكن لشركات "فينتك" التعاون معها لضمان سلامة الأعمال.

- لكن الأهم من الطريقة التي تتعامل بها الحكومات مع شركات "فينتك"، هو إدراك ضرورة التعامل معها، وأن وول ستريت لم يعد يشكل مستقبل التمويل بل وادي السيليكون هو من سيتولى هذه المهمة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.