على الرغم من اختلاف وتنوع الأسباب التي قادت مؤشر سوق الأسهم السعودية "تاسي" إلى تسجيل سلسلة تراجعات خلال الشهرين الماضيين، بدءا بعدم وجود الحوافز وتزامن هذه المرحلة مع فترة إجازة الصيف مروراً بأحداث قطاع الاتصالات فيما يتصل بشركتي زين وموبايلي، وكذلك حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، إلا أنه كان لقطاع البتروكيماويات تأثير واضح وسبب رئيسي في هذه التراجعات.
واتفق عدد من الخبراء والمختصين في حديثهم إلى "الوطن" على أن قطاع البتروكيماويات يعد السبب الرئيسي وراء تأثر سوق الأسهم السعودية في أداء المؤشر العام إضافة إلى تأثير أحداث شركة اتحاد الاتصالات موبايلي بقطاعه أخيرا، وكذلك قطاعي النقل والعقار بشكل أقل، مشيرين إلى أن هبوط أسعار النفط أدى إلى نزول قطاع البتروكيماويات بنسبة 17%، كون قيمة أسعار منتجاتها ترتبط بالبترول.
وأوضح رئيس قسم الأبحاث للاستثمار كابيتال مازن السديري لـ"الوطن" أن هبوط قطاع البتروكيماويات بنسبة 17% تسبب في نزول سوق الأسهم، مبيناً أن إعلان الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" عن أرباح كبيرة وأعلى من التوقعات بتحقيق 6.17 مليارات خلال الربع الثاني مقابل 6.46 مليارات ريال خلال الربع المماثل من العام السابق بنسبة تراجع 4.49%، له أثر، مؤكداً في الوقت ذاته أن استمرار نزول أسعار النفط يزيد من التشاؤم بأن أرباح سابك ستنخفض خلال الفترة القادمة، وأن ذلك يعتمد على قدرتها في التعامل مع الأسعار المنخفضة.
وعن الحلول في استعادة سوق الأسهم لعافيتها، أكد رئيس قسم الأبحاث للاستثمار كابيتال أن الأخبار الإيجابية هو ما تنتظره السوق، منوهاً بأن نتائج الاقتصاد الأوروبي خلال الفترة الماضية لم تكن إيجابية وبالتالي تأثر معها جميع الأسواق العالمية، مبيناً في ذات الوقت أن شركة سابك خلال الربعين الماضيين زادت القدرة بتعاملها مع نزول الأسعار لكي ترفع كفاءتها الإنتاجية بزيادة الكميات وبالتالي قللت من الآثار السلبية وراء هبوط البترول.
وتابع رئيس قسم الأبحاث أن استمرار تذبذب السوق لن يدوم طويلاً جداً، مشيراً إلى أن هبوط أسعار النفط أثر بشكل سلبي على نتائج أرباح الشركات للربع الثاني، إلا أنه أكد أن السوق لم تصل إلى مرحلة الانهيار.
أما المحلل المالي ماجد الشبيب، فقد أرجع تذبذب سوق الأسهم السعودية والخليجية أو العالمية إلى عدة أسباب، موضحاً أن أسباب التراجعات التي تطال المؤشر العام خلال الفترة الماضية أولها تذبذبات النفط واستمراره بالتراجع، كون المملكة تعتمد على النفط بشكل كبير، وكذلك تراجع أرباح الشركات المدرجة وبما يقارب 30%، والتي كان لها الأثر في تلك التراجعات، خاصة أسهم البتروكيماويات والتي تراجعت بشكل واسع ما أدى إلى تراجع تقييمها بأعين المتداولين، إضافة إلى أن أسعار بعض شركات السوق بشكل عام كانت مرتفعة بوقت سابق ما يبرر تراجعها.
وأضاف الشبيب: "كان عزوف المتداولين هو الشرارة الأخيرة للسوق، خاصة أن الأخبار الاقتصادية كانت من النوع الدسم طيلة الفترة الماضية والتي أدت إلى حيرة للمتداولين، لنجد أن المؤشر العام لا يستطيع الارتداد بشكل جيد عند قربه من مناطق الدعم".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}