قال مصدر كويتي بصناعة النفط يوم الاثنين إن السعودية والكويت تعتزمان إغلاق حقل نفط بري تديرانه معا وذلك لمدة أسبوعين لإجراء أعمال صيانة في خطوة يبدو أنها تهدف إلى إعطاء الحليفين الخليجيين العضوين في أوبك مزيدا من الوقت لحل نزاع طويل الأمد.
وأبلغ المصدر رويترز أن غلق حقل الوفرة الذي تديره وحدة سعودية لشركة النفط الأمريكية العملاقة شيفرون سيبدأ من مساء يوم الاثنين أو يوم الثلاثاء. وطلب عدم نشر اسمه نظرا للحساسية التجارية للموضوع.
وقال "إنها أعمال صيانة مقررة ستبدأ مساء اليوم أو غدا" مضيفا أن إجمالي إنتاج الحقل الواقع بالمنطقة المحايدة بين السعودية والكويت يبلغ نحو 190 ألف برميل يوميا.
وبحسب مصادر داخل القطاع كانت شيفرون السعودية أبلغت شريكها الكويتي الشركة الكويتية لنفط الخليج الشهر الماضي أنها تنوي إغلاق الوفرة بعد فشلها في حل خلافات مع السلطات الكويتية تتعلق أساسا بحقوق التشغيل.
واستبعد المصدر أن تكون الخلافات القائمة مع شيفرون هي السبب وراء إغلاق الحقل.
والمنطقة المحايدة هي الموقع الوحيد في السعودية والكويت الذي تحوز فيه شركات النفط الأجنبية حصصا في الحقول التي تملكها وتديرها في الحالات الأخرى شركات النفط الوطنية. ويتقاسم البلدان إنتاج الخام مناصفة.
ولم تتأثر المنطقة بتأميم قطاع النفط السعودي في السبعينيات. ومنذ ذلك الحين أصبحت الاحتياطيات السعودية البالغة 264 مليار برميل أي حوالي خمس الاحتياطيات النفطية العالمية المؤكدة مغلقة أمام شركات النفط العالمية.
وتقول شيفرون إنها تواجه مشاكل في الحصول على الإمدادات وتصاريح العمل لموظفيها الأجانب وهو ما قد يضر بالإنتاج في المنطقة المحايدة.
وتقول مصادر بالصناعة إن الكويت غاضبة لأن الرياض لم تشاورها عندما جددت في 2009 امتياز شيفرون لتشغيل الوفرة حتى 2039.
لكن جذور الخلاف ترجع إلى 2007 عندما أدى نزاع على الأرض بين الكويت والسعودية إلى تأخير خطط الكويت لبناء مصفاة نفطية. وكانت شيفرون تستأجر جزءا من أرض على الجانب الكويتي كانت مخصصة للمصفاة الجديدة.
وقال مصدر سعودي بقطاع النفط "أعتقد أن (نبأ الإغلاق لإجراء صيانة) يهدف فقط إلى إفهام الناس بأن كل شيء على ما يرام لحين التوصل إلى قرار يأخذه البلدان.
"الغرض هو الجلوس والبدء في حل مشكلتي الوفرة والخفجي."
وقال مصدر آخر في السعودية "لا يبدو أن هناك اتفاقا بشأن الوفرة لأن شيفرون لا تستطيع العمل هناك أو إدخال المواد والأشخاص لذا من المرجح أن يغلقوه."
ويأتي إغلاق الوفرة البالغة طاقته الإنتاجية 220 ألف برميل يوميا من الخام العربي الثقيل بعد وقف إنتاج الخام من حقل مشترك آخر هو الخفجي في أكتوبر تشرين الأول امتثالا إلى اللوائح البيئية.
ومن المستبعد أن تؤثر الخطوة على إمدادات النفط من السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم في ضوء الطاقة الإنتاجية الضخمة للمملكة والبالغة 12.5 مليون برميل يوميا. وفي مارس آذار ضخت السعودية 10.29 مليون برميل يوميا.
وبلغ إنتاج الكويت نحو 2.86 مليون برميل يوميا في ابريل نيسان بحسب مصدر آخر بالقطاع.
لكن غلق الحقل يضاف إلى قائمة طويلة من التعطيلات في المشاريع المشتركة بين البلدين الجارين التي تعوق التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما من الحقول المشتركة.
ولم يتسن الاتصال بشركة شيفرون أو بالمسؤولين النفطيين في الكويت والسعودية للحصول على تعقيب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}