سويسرا صاحبة الاقتصاد الأكثر ابتكارًا في العالم، وفقًا للتقرير السنوي لمنظمة العالمية للملكية الفكرية، ويعزى ذلك إلى نظامها التعليمي الذي يتميز بثلاثة عناصر: التدريب المهني، والمرونة، والتعدد اللغوي وذلك نظرًا للغات المتعددة في البلاد بما يشمل الألمانية والفرنسية والإيطالية، والرومانشية.
نظام التعليم
يستمر التعليم الإلزامي في سويسرا -بما يشمل رياض الأطفال والمرحلتين الابتدائية والإعدادية- لمدة 11 عامًا، وبعدها يختار الطلاب عادة بين التعليم العام أو التعليم والتدريب المهني، وبالتالي فإن منح الطلاب حرية الاختيار في هذه السن المبكرة يعني الإقرار بأن لكل شخص مواهب فريدة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
نظام تعليمي مزدوج
يجمع بين التعليم بالمدرسة المهنية يومًا أو يومين أسبوعيًا، والتدريب المهني بدوام جزئي مدفوع الأجر أو كمتدرب في شركة مضيفة عادة من 3 إلى 4 أيام أسبوعيًا، وتستمر دورات التدريب المهني من سنتين إلى أربع سنوات وتشكل أساسًا للتعلم مدى الحياة.
قطاعات واسعة
تغطي برامج التعليم والتدريب المهني كافة قطاعات الاقتصاد السويسري، وتركز على تطوير الكفاءات وتوفير المؤهلات المهنية المطلوبة، بالإضافة إلى المهن التي تتوفر بها فرص عمل شاغرة، وبالتالي تتوافر للشركات مجموعة من الكفاءات من المهنيين ذوي التعليم العالي والمتخصصين.
يدعم المسار المهني
وبالتالي يهيئ هذا النظام الطلاب لعالم العمل ويدعمهم طوال مسيرتهم المهنية، وهو أحد الأسباب الرئيسية وراء انخفاض معدلات بطالة الشباب نسبيًا في البلاد.
مسار التدريب المهني
يختار حوالي ثلثي الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا مسار التدريب المهني الذي يمكنهم من الاختيار بين 250 مهنة مختلفة، وهو نظام يحظى بتقدير دولي كبير، ويُعرف بأنه المعيار الذهبي للتدريب المهني.
بدايته
دخل هذا النموذج حيز التنفيذ عام 1933، ويستمد جذوره من الشركات المتخصصة في الحرف اليدوية التي كانت تقدم التعليم والتدريب، وكانت أول مدرسة مهنية تجمع بين التعلم النظري والتطبيق هي مدرسة صناعة الساعات في جنيف عام 1924.
ريادة عالمية
تعد سويسرا اليوم رائدة عالمية في مجال التدريب المهني والتدريب أثناء العمل وفرص التوظيف، ويُولي الرأي العام في سويسرا لذلك النظام أهمية مساوية للمؤسسات الأكاديمية، حيث بدأ العديد من صناع القرار وقادة الصناعة في البلاد مسيرتهم المهنية كمتدربين.
مسار التعليم العام
بينما يضغط البعض على الطلاب للالتحاق بمسار التعليم العام لأسباب تتعلق بالمكانة الاجتماعية، يمكن للطلاب الالتحاق ببرنامج البكالوريا التخصصية في مجالات منها الرعاية الصحية والتدريس والفنون، وهو برنامج يجمع بين التعليم الأكاديمي والمهني.
الخلاصة
يتميز نظام التعليم في سويسرا بالمرونة وإمكانية التنقل بين التعليم المهني والعام مع الدراسة الإضافية التي تناسب المسار المهني للطالب، لذا يعتبر نموذجها للتعليم والتدريب المهني "المعيار الذهبي".
المصادر: موقع "سويس إنفو" – "إي إتش إل هوسبيتالتي بيزنس سكول" - المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: