رئيس دبي للاستثمار لـ أرقام: نتوقع ارتفاع الأرباح ونعتزم البدء بتنفيذ مشروعنا في أنغولا وندرس الاستثمار بالسعودية

خالد بن كلبان نائب رئيس مجلس الإدارة وكبير المسؤولين التنفيذيين في شركة دبي للاستثمار

قال نائب رئيس مجلس الإدارة وكبير المسؤولين التنفيذيين في شركة دبي للاستثمار، خالد بن كلبان، إن الوضع الاقتصادي الإيجابي، وارتفاع المبيعات العقارية وإعادة التقييم، عوامل دعمت نتائج أداء شركة دبي للاستثمار في النصف الأول 2023.

وأضاف بن كلبان في مقابلة مع أرقام، أنه يتوقع ارتفاع أرباح الشركة في الفترات القريبة القادمة، كما يتوقع استمرار ارتفاع أسعار العقارات في دبي حتى نهاية 2024.

وقال إن الشركة ستبدأ تنفيذ مشاريعها في أنغولا، وتبحث في فرص الاستحواذ والتخارج، كما تدرس الاستثمار في المملكة العربية السعودية.

وتحدث رئيس الشركة بشكلٍ مفصّل لـ أرقام عن استثمارات الشركة وأدائها، وفيما يلي مقابلة السيد خالد بن كلبان مع أرقام:

*ما تعليقكم على نتائج النصف الأول للشركة حيث ارتفعت الأرباح بنسبة 59 % إلى 580.5 مليون درهم؟

- دعمت الأوضاع الاقتصادية الإيجابية بشكل عام، أداء الشركة خلال النصف الأول، وكان هناك سببان رئيسيان لارتفاع الأرباح، وهما: المبيعات العقارية التي قفزت إلى 290 مليون درهم، بعد أن كانت 155 مليوناً خلال نفس الفترة من العام الماضي، والسبب الآخر هو إعادة التقييم، حيث قفز من 28 مليونا إلى 414 مليون درهم، وهو في الحقيقة يتعلق بشكل رئيسي بمشروع دانه بيى برأس الخيمة، والذي وصلت المبيعات فيه إلى 85 % تقريباً من المشروع.
 

وهنا أنوّه أن حصة المشروع من إعادة التقييم وصلت إلى 316 مليون درهم، حيث إن دخل المبيعات من المشروع كاملاً يُقدّر بنحو 1200 مليون درهم.

وقد بُنيت إعادة التقييم على المبيعات التي جرت، بهامش للمطور قدره 20 % على التكلفة، ومن المتوقع أن ترتفع المبيعات في الفترات القادمة في هذا المشروع، ولا سيما أن الشركة لمست ارتفاعاً فعلياً في أسعار الوحدات والفلل في المشروع.

كما أن هناك مبيعات لوحدات سكنية وأراض من المتوقع تسجيلها خلال النصف الثاني.

وفي جانب آخر، هناك استثمارات (مالية) للشركة، والتي تحوّلت من خسائر بنحو 55 مليون درهم في النصف الأول 2022، إلى أرباح بمبلغ 118 مليون درهم في النصف الأول 2023، ونتوقع زيادة الأرباح من الاستثمارات ولا سيما مع تحسّن الأوضاع الاقتصادية والاتجاه نحو خفض الفائدة.

* ما توقعاتكم لأرباح الشركة عن الفترات القريبة القادمة؟

- نتوقع زيادة الأرباح عن طريق زيادة المبيعات العقارية، وإعادة التقييم في المحفظتين العقارية والمالية.

* ما توقعاتكم لأسعار العقار في دبي والإمارات، بعد الارتفاعات التي شهدتها بعد جائحة كورونا ولا سيما العقارات الفاخرة؟

- أتوقع أن يستمر نمو أسعار العقارات حتى نهاية عام 2024، ولكن بوتيرة أقل من القفزات التي تحققت في عام 2022 و2023، والمقيّمون العقاريون يتوقعون نمواً بنسبٍ متفاوتة تتراوح بين 5 % إلى 20 %.

* كيف ستكون توزيعات الأرباح على المساهمين لهذه الفترة؟

- قرار توزيع الأرباح يعود إلى توصية مجلس الإدارة وموافقة الجمعية العمومية، وهو مبني على أرباح الشركة، ودبي للاستثمار حافظت على توزيعات الأرباح على المساهمين منذ 25 عاماً، ولديها السيولة والقدرة والدخل، وعدم توزيع أرباح أمرٌ مستبعد، ونأمل أن يكون هناك توزيعات تُرضي المساهمين.

* هل هناك مشاريع جديدة لشركة دبي للاستثمار لهذا العام؟

- هناك مشاريع عقارية محدودة في دبي خلال هذا العام، تتمثل بمبنيَين سكنيين، وبرج في قرية جميرا الدائرية، بالإضافة إلى مشروع مجمع دبي للاستثمار في أنغولا، وليس لدينا توجّه للعقارات الفاخرة.

وأشير هنا إلى أن لدى الشركة العديد من العقارات في دبي، منها أرض في ميدان، وأرض على شارع الشيخ زايد بجانب الحبتور سيتي، وأرض في أبوظبي، وأرض في الشارقة، وفي الفجيرة، والشركة تراجع فرص المشاريع ذات العوائد، وتنظر فيها، سواء في دبي أو الإمارات الأخرى.

كما أن الشركة بصدد توسعة شركة الإمارات للزجاج المسطح في أبوظبي، وإضافة تقنيات جديدة، باستثمارات تصل إلى نحو 550 مليون درهم، حيث نأمل توقيع العقود في الأشهر القادمة والبدء في إنشاء التوسعة قبل نهاية السنة الجارية.

* حدّثنا عن مشروع مجمع دبي للاستثمار في أنغولا؟

- أجرت الشركة مفاوضات في أنغولا بشأن مشروع مجمع دبي للاستثمار هناك، إلى أن حصلت على أرضٍ مساحتها 20 كيلومترٍا مربعا، وقد تسلم المقاول الموقع حديثاً لإقامة بنية تحتية للمشروع، وعندما تكتمل البنية التحتية بإمكان الشركة التعريف عن المشروع حينها، والشروع في عمليات البيع والتأجير.

وستقوم الشركة في هذا المجمع ببيع الأراضي، (بعد تجهيزها)، بالإضافة إلى تأجير الأراضي، والبناء ثم البيع، ولا سيما للمستودعات، وبناء سكن لذوي الدخل المحدود.

كما أن هناك استشارياً يجري دراسات لاحتياجات السوق في أنغولا، في الصناعة وغيرها، بهدف تشييد مصانع مناسبة ومجدية استثمارياً في المجمع.

ومن المؤمّل أن تقوم بعض الشركات التابعة لدبي للاستثمار، بإنشاء مصانع في مجمع الشركة بأنغولا، ولا سيما أن التكلفة منخفضة، ولدى هذه الشركات الاستقلالية في تأسيس تلك المصانع، مع إمكانية الاستفادة من الآلات والمعدات التي جرى استهلاكها في المصانع الأساسية بالإمارات بعد إعادة تأهيلها.

والمشروع يبعد 45 كيلومتراً عن العاصمة لواندا، وموقعه مناسب بالقرب من الميناءين المشغلين من قبل  كل من موانئ أبو ظبي وموانئ دبي، وهو نسخة مماثلة لمجمع دبي للاستثمار الموجود في دبي.

* ما سبب اختياركم لأنغولا؟

- أنغولا دولة إفريقية مستقرة وآمنة، وهي دولة نفطية تنتج حوالي 3 ملايين برميل يومياً، ومستقبلها واعد، كما أنها دولة محاطة بدول تعتمد عليها في التجارة واللوجستيات والتزويد وغيرها، فهناك ثروة كبيرة في أنغولا، وعلاقة دولة الإمارات قوية ووثيقة معها، وفي المقابل لا يوجد هناك أراضٍ مناسبة ومخدومة للمستثمرين، وأسعار العقارات مرتفعة هناك، والفنادق قليلة.

وفيما يتعلق بالمشروع الزراعي للشركة في أنغولا، فالشركة أسست مشروعاً زراعياً هناك، وحكومة أنغولا منحت الأرض مجاناً للشركة، والمشروع أقيم بالشراكة مع E20 الاستثمارية، والأرض مملوكة للشركة، وستُؤَجر لهذا التحالف المشترك، فالدخل سيأتي من الإيجار ومن المشروع، وهو مشروع ذو جدوى تم دراستها، والمنطقة مناسبة جداً للزراعة، وهناك سوقٌ للمحاصيل التي نعتزم إنتاجها وهي الأرز والأفكادو بدايةً.

* هل هناك خطط للتخارج من أيٍ من استثمارات الشركة وشركاتها التابعة؟ أو خطط للاستحواذ؟  

- ندرس في دبي للاستثمار دائما فرص التخارج المجدية، والعروض المقدمة، وتسعى الشركة دائماً لاختيار العرض المناسب والأفضل في حال التخارج، ويتم الإعلان عن ذلك في حال حصوله.

أما فيما يتعلق بفرص الاستحواذ فكل شركة من شركات دبي للاستثمار تنظر في فرص الاستثمار والاستحواذ والشراكات، فعلى سبيل المثال، افتتحت جلوبال فارما المتخصصة بالأدوية مكتباً لها في أثيوبيا، وتعتزم افتتاح مصنع أدوية في مجمع دبي للاستثمار في أنغولا، بعد أن لمست حاجة إفريقيا للأدوية التي تأتي للقارة عن طريق الاستيراد بشكل شبه كلي.

* ما حجم المحفظة المالية للشركة؟

- يبلغ حجم المحفظة المالية للشركة نحو مليار دولار (3.67 مليار درهم)، والمحفظة المالية للشركة تجدد نفسها بأرباحها، وأغلب استثمارات المحفظة المالية في الخارج، ويشمل ذلك أمريكا وآسيا وأوروبا، وهناك استثمارات في أسهم وسندات وغيرها بالمنطقة، وضمن المحفظة هناك العديد من الشركات التي تمنح عوائد للشركة، وهي عوائد على رأس المال، وبعضها يمنح عوائد على رأس المال وعلى الاستثمارات أيضاً كما في حالة استثمار الشركة في جي إف إتش.

* كم حجم الديون على الشركة؟ وما تأثير زيادة الفائدة في هذا الجانب؟

- يصل حجم الديون على الشركة حالياً إلى نحو 5 مليارات درهم أو أقل بقليل حسب بيانات النصف الأول 2023، وهي ديون في حقيقتها على الشركات التابعة وليست على دبي الاستثمار كشركة قابضة، وتُشكّل نحو 38 % من رأس المال.

وهذه الديون تُقسم إلى ديون مباشرة بحوالي 3 مليارات، وتسهيلات مرتبطة بالأنشطة بنحو ملياري درهم، والفوائد على هذه القروض ارتفعت لكنها عموماً دون العوائد، فالشركة في موقعٍ قوي في هذا الجانب، وتحصل على أسعار فائدة أقل بشكل عام.

* هل هناك خطط للاستثمار في المملكة العربية السعودية؟

- تستطلع دبي للاستثمار دائما الفرص الاستثمارية المناسبة، وقد أجرت نقاشات مع عدد من الجهات في السعودية بهدف استطلاع الفرص، وقد وُجّهت للشركة عدة دعوات لبحث الفرص الاستثمارية في المملكة، ولا سيما فيما يتعلق بفكرة مجمع دبي للاستثمار وإمكانية إقامة مشروعٍ مشابه هناك، كما أن بعض الأطراف في المملكة أبدت رغبتها بدراسة إمكانية الشراكة والاستثمار في بعض الشركات التابعة للمجموعة، وسأقوم بزيارة للمملكة قريباً لبحث هذا الموضوع.

* استثمرت دبي للاستثمار في بنك مونيومنت البريطاني، ولديها الآن حصة 9 %، ما خططكم حيال هذا الاستثمار؟

- شهد هذا البنك المتخصص بالتمويل العقاري فقط، نمواً جيداً، بعد استثمار الشركة فيه، وهو بنك يعتمد على التقنية بشكل كبير، ويجتذب الودائع ويمنح التمويلات العقارية فقط ويستثمر الفائض، ونتطلع للترخيص للبنك في دولة الإمارات، والسعودية والهند أيضاً، ورفع حجم البنك إلى 1.5 مليار جنيه استرليني، ثم إدراجه في بورصة ناسدك الأمريكية.