قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة رئيس مجلس إدارة شركة قطر لنقل الغاز المحدودة «ناقلات» إن العالم واجه محنة استثنائية قاسية تمثلت في تفشي جائحة كورونا الوبائية التي أعادت تشكيل تصوراتنا عن ماهية الأوضاع الطبيعية وفرضت تحديات غير مسبوقة على قطاع الشحن البحري العالمية. وفي ظل هذه الأوقات العصيبة تضافرت جهود جميع العاملين بالشركة، وتجلى شغفهم وبرزت قوتهم في أوضح صورة؛ فظلت قدرة ناقلات على التأقلم والصمود مستمرة بمواصلة التأسيس على دعائم استجابتنا التشغيلية لتحديات الجائحة، مما أتاح لنا إمكانية التكيف السريع مع الأوضاع المستجدة وضمان استمرارية الأعمال لتحقيق القيمة المتوخاة لمساهمينا وعملائنا.
وأوضح سعادته في كلمته التقديمية للتقرير السنوي أنه بفضل بنيتها التحتية المتينة وأساسها الراسخ، ظلت ناقلات ماضية بثبات وعزم صوب تحقيق رؤيتها المتمثلة في إحراز الريادة العالمية في نقل الغاز الطبيعي المسال والإسهام في الوقت نفسه في تطوير قطاع الشحن والصناعات البحرية في دولة قطر، وقد حافظت الشركة على التزامها بتحقيق هذه الرؤية، وتمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات اللافتة رغم التحديات حيث واصلت ناقلات توفير خدمات نقل الطاقة النظيفة إلى كافة الوجهات حول العالم دون أي انقطاع، لتؤكد بذلك التزامها بالتميز التشغيلي ونيل رضا عملائنا.
وقد تابعت الشركة خلال عام 2021 تنفيذ خططها التوسعية من خلال إضافة سفينتين متطورتين تكنولوجيا وحديثتي البناء إلى أسطولها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال، ما يعكس التزامها الراسخ بالابتكار والاستدامة والتميز التشغيلي وهو ما يوفر طاقة استيعابية أكبر ومرونة إضافية للعملاء، كما يمنح الشركة ميزة تنافسية أكبر في قطاع نقل الطاقة.
وتابع قائلا: اليوم تفتخر شركة ناقلات وتعتز بقوة أسطولها المكون من 74 سفينة، ما يجعلها واحدة من كبرى شركات نقل الطاقة في العالم؛ إذ يتألف أسطولها من 69 سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال، وأربع سفن كبيرة لنقل غاز البترول المسال، ووحدة عائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته لحالته الطبيعية كما تتولى ناقلات إدارة وتشغيل 29 سفينة، منها 24 سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال وأربع سفن لنقل غاز البترول المسال ووحدة عائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته لحالته الطبيعية. وجدير بالذكر أن أغلب سفن الشركة ترتبط بعقود تأجير طويلة الأجل مع شركات عالمية موثوقة وحسنة السمعة، ما يضمن استمرارية التدفق النقدي للشركة واستقراره.
وبين سعادته أن ناقلات ومن موقعها المتميز في حوض أرحمة بن جابر الجلاهمة لبناء السفن وإصلاحها المجهز على أحدث الطرز العالمية، تواصل مشروعاتها المشتركة إضافة قيمة استراتيجية لعمليات الشركة؛ إذ تقدم ناقلات مجموعة متكاملة من العمليات البحرية تتضمن إصلاح السفن وتصنيع الهياكل البحرية وغيرها من الخدمات البحرية المتنوعة التي تسهم مجتمعة في تعزيز مكانة دولة قطر بوصفها مركزا محوريا واستراتيجيا على الخريطة الدولية للشحن البحري، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 وفي هذا الإطار أنجزت شركة ناقلات كيبل للأعمال البحرية أكثر من 150 عملية إصلاح لأنواع مختلفة من السفن البحرية وما يزيد على 27 مشروع إصلاح لهياكل ومنصات بحرية أما شركة ناقلات سفيتزروايزمولر فقد أنجزت أكثر من 11 مليون ساعة عمل دون تسجيل أي إصابات وأكملت شركة ناقلات للوكالات الملاحية 16 عاما من تنفيذ العمليات الناجحة عبر تقديم خدمات الوكالة الملاحية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لإجمالي 46 ألف سفينة دون انقطاع الخدمة أو حدوث اصابات مضيعة للوقت.
وأضاف: شهد عام 2021 برهانا عمليا على جاهزية ناقلات لضمان استمرارية أعمالها؛ إذ تمكنا من مواصلة العمل عن بعد مع الحفاظ على المستوى نفسه من التميز في تنفيذ الأعمال. وفيما نمضي قدما لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية، يواصل مجلس الإدارة التزامه بتطبيق أعلى معايير حوكمة الشركات وتبني نهج قوي لإدارة المخاطر وتعزيز الجاهزية لضمان استمرارية الأعمال إلى جانب تنفيذ جملة من التدابير الداخلية على مستوى الشركة ومشروعاتها المشتركة. ومن شان هذه العناصر المتكاملة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من استراتيجيتنا أن تكفل مزيدا من الدعم لأهداف النمو المستدام لأعمالنا والالتزام برفاه موظفينا وسمعتهم وتعزيز ثقة المستثمرين في شركتنا.
من جانبه قال المهندس عبد الله السليطي الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات: كان العام 2021 اختبارا لقدرتنا الحقيقية على التأقلم والصمود في وجه التحديات وامتحانا لإراداتنا وعزمنا على مواصلة السعي الحثيث للحفاظ على تميزنا في ظل تفشي جائحة كورونا الوبائية التي عصفت بالعالم وأفرزت أوضاعا غاية في الصعوبة ألقت بظلالها على قطاع الشحن والخدمات البحرية العالمي. وقد وضعت مواجهة هذه المحنة خططنا لاستمرارية الأعمال وقوة الإرادة والعزم لدى أفراد شركتنا على المحك، وإنه لمن دواعي فخري واعتزازي في هذا المقام أن أسجل نجاحنا في اجتياز هذه العاصفة والخروج منها أكثر قوة من ذي قبل؛ إذ نواصل سيرنا على درب التميز التشغيلي ونمضي قدما صوب تنفيذ استراتيجياتنا التنموية طويلة الأجل في سبيل تحقيق رؤيتنا. ويمثل الأداء المالي القوي لشركتنا في العام 2021 نتيجة مباشرة لجهودنا المنسقة والتزامنا بتحقيق القيمة المتوخاة لمساهمينا وعملائنا إذ حققنا ربحا ً صافيا قدره 1.35 مليار ريال في عام 2021 بنسبة نمو 16.7 % مقارنة بمبلغ 1.16 مليار ريال عن عام 2020. وقد شهد عام 2021 مزيدا من توسيع نطاق قدراتنا في مجال إدارة السفن بإضافة سفينتين حديثتي البناء لنقل الغاز الطبيعي المسال إلى أسطول السفن الذي تديره شركتنا تجاريا وفنيا، وهما سفينة غلوبال ستار وسفينة غلوبال سي سبيريت المجهزتان بخصائص تكنولوجية متقدمة في نظم السلامة والاحتواء والدفع، وسوف تتيحان لنا توفير قدرة استيعابية أكبر ومرونة إضافية لعملائنا وتسهمان إسهاما ملحوظا في جهودنا الرامية إلى الحد من انبعاثاتنا الكربونية العالمية.
وتابع قائلا: تشكل التحالفات الاستراتيجية مع شركاء مرموقين عنصرا أساسيا في نجاحنا؛ إذ نسعى دائما إلى اغتنام الفرص لتعزيز مكانتنا وحضورنا على الساحة الدولية وتنويع أنشطتنا التجارية وتعظيم العائدات للمساهمين. ومن هذا المنطلق تقوم ناقلات باستكشاف الخيارات لتوسيع حضورها في السوق العالمية للوحدات العائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته لحالته الطبيعية حيث يعد سوق وحدات التخزين العائمة واحدة من أسرع قطاعات الأعمال الدولية نموا في مجال نقل الغاز الطبيعي المسال في السنوات الأخيرة. وقد استفادت ناقلات ببراعة من خبرات الشركة في مجال نقل الغاز الطبيعي لاستكشاف سبل التعاون المحتمل في هذا القطاع التي من شأنها أن تمنحنا ميزة تنافسية أكبر في هذه السوق العالمية النشطة والدينامية، وقد وقعت ناقلات مذكرة تفاهم مع شركة كارباورشيب بغرض التعاون في سوق توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الغاز الطبيعي المسال، والامتلاك والتشغيل المشترك لعدد من الوحدات العائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته لحالته الطبيعية.
واختتم السليطي قائلا: مع استمرار تفشي جائحة كورونا الوبائية وما فرضته من تحوالت في طريقة عملنا وأسلوب حياتنا ظلت ناقلات على التزامها الراسخ بضمان صحة أفراد شركتنا وسلامتهم ورفاههم؛ فواصلنا تطبيق تدابير السلامة والنظافة الصحية تماشيا مع التوجيهات الحكومية الصادرة في هذا الشأن، من خلال التحول إلى نهج العمل عن بعد والحفاظ على التباعد بين الألشخاص والاستثمار في النظم والبنية الأساسية الرقمية وتعزيز الإجراءات الأمنية في مقار عملنا وعلى متن سفننا. وبالفعل لم تمر هذه الجهود مرور الكرام، بل تكللت بحصول ناقلات على جائزة سيف الشرف من مجلس السلامة البريطاني للعام الثالث على التوالي تقديرا لتميز الشركة في مجال إدارة الصحة والسلامة والبيئة. ولما كانت الاستدامة تأتي في صميم عمليات ناقلات وتشغل حيزً ا كبيرا في طريقة تنفيذ أعمالها، فقد أصدرت الشركة النسخة الأولى من تقريرها حول الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات الذي تمت صياغته بدقة وعناية انسجاما مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}