نبض أرقام
02:34 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

كيف تكتب الألعاب الإلكترونية حياة جديدة لهذه الأمة المعسرة؟

2019/11/28 أرقام

أدى الفساد وعدم الكفاءة بجانب العقوبات والتدهور الاقتصادي إلى تدمير صناعة النفط في فنزويلا، والتي تعد المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في البلد اللاتيني، ورغم الحياة البائسة التي يعيشها السكان المحليون، كان هناك نمو في جانب آخر أعطى لبعضهم الأمل.

 

 

كان هذا النمو فيما يعرف بـ"زراعة الذهب الافتراضي" في العالم الإلكتروني، والتي ازدهرت بفضل "ألعاب تقمص الأدوار متعددة اللاعبين عبر الإنترنت"، والتي تعرف اختصارًا بـ"Mmorpgs"، ويقضي الفنزويليون ساعات من يومهم في ممارستها لاستخراج العملات الذهبية كالتي في لعبة "رون سكيب".

 

بعدما يجني الفنزويليون هذه الأموال الافتراضية يبيعونها مقابل أخرى حقيقية عبر مواقع إلكترونية وسيطة للاعبين آخرين، والذين يستخدمونها بدورهم للإنفاق على شراء أشياء افتراضية ثمينة مثل الأسلحة والدروع للشخصيات التي يلعبون بها.

 

الاشتراكية تنهزم أمام الدولار

 

- رغم الخطاب المعادي للولايات المتحدة على مدار عقدين، من جانب الحزب الاشتراكي الحاكم في فنزويلا، والجهود المنسقة لنقل محور الاقتصاد بعيدًا عن أمريكا إلى الصين وروسيا، لا يزال الدولار جزءًا من نسيج الحياة الفنزويلية بل أصبح أكثر أهمية مع تفاقم الأزمة.

 

- أقر الرئيس "نيكولاس مادورو" بذلك بنفسه مؤخرًا عندما مدح عملية "الدولرة" في لقاء مع تلفزيون محلي قال خلاله: هذه العملية التي يطلقون عليها الدولرة يمكن أن تكون مفيدة للانتعاش وإطلاق العنان للقوى الإنتاجية في البلاد وتشغيل الاقتصاد، إنها وسيلة للهروب، الحمد لله أنها موجودة.

 

 

- عادة ما أبدى الزعيم الاشتراكي انزعاجه من أي شيء يرتبط بالولايات المتحدة، واتخذ عدة خطوات لتحرير اقتصاد بلاده من الدولار عبر احتضان اليورو واليوان والعملات المشفرة مثل "البترو" المطور محليًا، لكن تعليقاته الأخيرة تعكس حقيقة الأزمة في البلاد.

 

- خلصت دراسة حديثة أجرتها شركة الاستشارات "إيكو أناليتيكا" الفنزويلية إلى أن أكثر من نصف المعاملات المالية في البلاد يتم دفعها بالعملة الأجنبية (الدولار على وجه الخصوص)، وفي ثاني أكبر مدينة، ماراكايبو، الواقعة قرب الحدود الكولومبية، ترتفع هذه النسبة إلى 86%.

 

- وجدت الدراسة أن الفنزويليين يستخدمون الدولار لشراء السلع مرتفعة التكلفة (95% من مشتريات الأجهزة المنزلية)، لكن وجدت أيضًا أن نصف المشتريات اليومية الصغيرة مثل المواد الغذائية يتم شراؤها بالدولار، وذلك بفعل التضخم المفرط الذي أفقد البوليفار قيمته.

 

الهروب إلى الذهب الافتراضي

 

- الآن، يستطيع الفنزويليون الذي يلعبون "رون سكيب" الحصول على ما يتراوح بين 500 ألف ومليوني قطعة ذهبية في الساعة عن طريق قتل التنانين وعملية الإنتاج واسعة النطاق، ووفقًا لأسعار الصرف الحالية تقدر قيمة المليون قطعة بنحو 50 سنتًا.

 

- يمكن لمزارع الذهب كسب 40 دولارًا في الشهر، وهذا مبلغ ضخم في بلد يصل الحد الأدنى للأجور فيه إلى 7.50 دولار شهريًا، وبعضهم يبيع القطع مقابل "بتكوين" التي رغم تقلباتها الحادة من حيث القيمة، تظل أكثر استقرارًا مقارنة بالبوليفار.

 

 

- ليس هناك تقدير موثوق لعدد اللاعبين الفنزويليين الذين يشغلون مزارع الذهب الافتراضية للحصول على مصدر دخل حقيقي، لكن هناك العديد من الصفحات ذات الشعبية الكبيرة التي دشنوها على "فيسبوك" لبيع الموارد داخل الألعاب.

 

- هناك تقدير آخر يأتي من عرض ترويجي منحته "تويتش برايم"، وهي منصة اتصالات للألعاب، والتي قالت إن عرضها للحصول على عضوية "رون سكيب" مجانًا لمدة شهر، استفاد منه 300 ألف حساب ناشئ في فنزويلا خلال الربع الثالث من 2018.

 

- وفقًا لحسابات "سي إن إن" في عام 2018، فإن 200 ألف قطعة ذهبية في لعبة أخرى هي "ورلد أوف وور كرافت" كانت تساوي 20 دولارًا، وبقول آخر، فإن قيمة العملة الذهبية الافتراضية الواحدة كانت تعادل نحو سبعة أمثال قيمة العملة الفنزويلية الحقيقية.

 

ليست ظاهرة جديدة

 

- يدعي مطورو اللعبة أن مزارعي الذهب لا يمارسون اللعبة حقًا، ويقولون إن بعضهم يخترق حسابات الآخرين ويسرق ذهبهم الافتراضي، مع العلم أن الزراعة الزائدة قد تؤدي إلى تضخم داخل اللعبة، لكنه يظل أفضل من المعدل الحقيقي في فنزويلا المتوقع بلوغه 200 ألف في المائة هذا العام.

 

 

- تجارة الذهب الافتراضي في العالم الحقيقي ليست جديدة، حيث بدأت في غرف الألعاب الإلكترونية في كوريا الجنوبية أواخر التسعينيات، وخلال العقد الأول من القرن الجاري، حصد صينيون يملكون 50 ألف مزرعة ذهب افتراضية ما يقدر بمئات الملايين من الدولارات غير الخاضعة للضرائب.

 

- بعد ذروتها في العقد الأول من الألفية الثالثة، تراجعت زراعة الذهب مع انخفاض شعبية "ألعاب تقمص الأدوار متعددة اللاعبين عبر الإنترنت"، وسعت الشركات المطورة بشكل أكبر لمقاومة هذه الظاهرة، وحظر موقع "إيباي" اللاعبين الذين يعرضون الذهب الافتراضي للبيع.

 

المصادر: الإيكونوميست، فايننشال تايمز، ناشونال إنتريست، سي إن إن

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.